البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات محرر بوابتي
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك

في محاولة فهم "الحور العين" وجزاء الآخرة عموما

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس   
 المشاهدات: 290
 محور:  إسلام العقيدة

 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


وقع التناول وطرح الأسئلة حول دلالة الحور العين وماهيتها (1)، وأوحى هذا لي تناول موضوع الجزاء الأخروي عموما من زاوية غير التي جرت العادة على النظر منها

- محتوى الآخرة بمستوييها الجنة والنار، لايمكن تفسير معانيه ودلالته بما لدينا من ألفاظ لغوية، لأن اللفظ ينتج لاحقا عن موجود مدرك، أي يجب أولا إدراك موجود ثم انتاج لفظ يناسبه، ولكننا لانعرف هذا الموجود محتوى الآخرة ولايمكننا إدراكه، ذاك يعني استحالة وجود أوعية لغوية كحوامل لمحتويات الآخرة، فثبت بالتالي استحالة أن تكون أي ألفاظ قادرة على نقل معاني تلك الحياة الآخرة جنة أو نارا، فهنا استحالة موضوعية منطقية

- لو تعاملنا مع محتويات الجنة بدلالات الألفاظ الدنيوية، فإننا سنصل لأنواع أخرى من الاستحالات :

1- الذي يرى أن جزاء الرجل في الجنة النساء، ليشبع غرضه الجنسي، ينتهي به تصوره ذاك لجعل الله حاشاه وتعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، عنصريا وظالما، لأنه يفضل الرجل على المرأة ويجعلها في الاخرة موضوع إشباع جنسي للرجل، ليس فقط الاشباع وانما التفضيل أي استعمال طرف لخدمة طرف آخر وهذا لايصح في حق الله، بل لايذكر المرأة أساسا في مسألة الجزاء حسب هذا الفهم
وهذا التصور خلق مشاكل كبيرة لدى المسلمات حيث رأيت بعضهن يتساءلن إذا كان الرجل جزاؤه النساء فنحن ما جزاؤنا، وهذا يدخلنا في متاهات لسنا في حاجة لها

فهنا استحالة دينية تنزيها لله عن الظلم والعنصرية

2- الذي يفهم الجنة أنها أنهار وحرير وخمر ولبن، فماذا نفعل مع المسلم الذي لايعتبر هذه المحتويات أفضل الممكنات والأماني
فإذا كان ساكن الصحراء يحب الخضرة والأنهار الجارية، فإن ساكن المناطق الثلجية والباردة عموما قد يتمنى أن تكون الجنة صحاري يتنزه فيها، فلماذا لم يعتن الله به وفضل شهوات سكان المناطق الجافة على رغباته هو، هل نقبل بظلم الله وتمييزه بعض العباد على اخرين، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا

والفقير المحتاج يرى اللبن شيئا ذا قيمة ولكن الأمر عند شعوب أخرى لايمثل اللبن لهم أي موضوع رغبة وقد يعطى للكلاب أو يسكب
فهل يعني هذا أن الله فضل احتياجات البعض على بعض، فنقبل بظلمه حاشاه وتعالى عن ذلك علوا كبيرا، أو ننفي أن تكون تلك المحتويات مماثلة لما نفهمه

فهنا استحالة دينية تنزيها لله عن الظلم والعنصرية

- إذا كان الأمر كذلك ماهي الجنة إذن
هنا يوجد مستويان، أولا كيف نخرج من إشكال الأوصاف المقدمة في القرآن إذا كانت لاتقصد بدلالتها المباشرة، ثم بعد ذلك ماهي الجنة إذن

1- الالفاظ تلك التي توجد بالقرآن وتصف الجنة، هي دالة على معاني بعدية وليست قبلية كما تعودنا مع الالفاظ في استعمالاتها بحياتنا الدنيا
أي أن تلك الالفاظ ستعني (أو أنها تعني، مادمنا نتناولها الان) موجودات سنلصق بها تلك التسميات التي نعرفها
أي أنه يوجد شيء جيد ليس بالضرورة أنهار بالمعنى الذي نفهمه الآن، ولكنه من حيث دلالته يشبه الانهار وهنا يصح إلصاق ذلك اللفظ على دلالة أخرى تعني الصحراء أو الجبال أو غيرها

لأن الألفاظ هي دال على مدلول وتنتج دلالة التي هي الجزاء المشتهى، واللفظ لايحمل المعنى في ذاته ويختزنه، فيصح أن تكون الدلالة هي المعتبرة أي الجزاء، أما المدلول فهو قد يكون صحراء أو نهر أو لبن أو عصير أو غيره
ولا اشكال في هذه الحالة لأن التعيين الدلالي سيكون بعديا كما قلت

بالنسبة للحور العين وجزاء المرأة والرجل فهنا لايصح تفضيل رجل على امراة هروبا من الاستحالات كما قلت من قبل، وإنما التفسير يكون كما التفسير السابق وهو أن الحور دال على دلالة الجزاء، ثم نكتفي بذلك المستوى من التفسير، لأن هذا المستوى من التفسير هو الممكن من دون الوقوع في استحالات

2- ماهي الجنة إذن
اعتقد علينا أن نفهم الجنة أنها جزاء بحيث يمكنك الحصول على ماتريد مما فاتك من الدنيا، أما جزاء غير الدنيا أي مالاتعرفه، فإنك تعرف دلالته لكن لايمكنك أن تعرف تفاصيله، أي أنه شيىء رائع لكن لانعرف تفاصيله كماقلت من قبل لاستحالة نقل معانيه بألفاظنا

ويمكن الاكتفاء مبدئيا بجزاء مافاتك من الدنيا، فأن تسترجع واقع ذكريات عزيزة عليك أو أحداث متميزة من مرحلة الصبا والشباب وغيرها من مشاغلك الصغيرة في الدنيا، كلها يمكن تمني إعادة حصولها في الاخرة، وهذا البعد الغيبي طاقة هامة للفرد المسلم لأنه إن فاته شيء في الدنيا احتسابا لله فهو يتركه على أمل ان يناله في الاخرة، فليست الآخرة بالضرورة أمورا لانعرفها
ويبقى أهم جزاء أن لايعذبنا ربنا وأن لا يدخلنا النار، أما الباقي فهو تفاضل في المرتبة

------
(1) نقل الصديق محمد علي الباصومي عن غيره مقالا حول ماهية الحور العين

***********
فوزي مسعود
#فوزي_مسعود
#تأملات_فوزي_مسعود

الرابط على فايسبوك
. تأملات (72): في محاولة فهم "الحور العين" وجزاء الآخرة عموما


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

فايسبوك،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 27-03-2023  


تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك حسب المحاور
اضغط على اسم المحور للإطلاع على مقالاته

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء