البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات محرر بوابتي
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك

صلواتكم أقرب للأنشطة الثقافية منها لعبادات الاسلام

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس   
 المشاهدات: 312
 محور:  التدين الشكلي

 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


يمضي المسلمون في مختلف أنشطتهم الدعوية والدينية للاقناع بأن الاسلام صحيح، ثم لما يفعلون ذلك وينتهون من الاقناع لايقولون لنا، طيب ماذا بعد ذلك، لأنهم هم أساسا لايعرفون ماذا يفعلون، فيضطرون لإعادة الدوران في نفس المكان وهو البرهنة على صحة الإسلام والحال أننا أساسا متفقون على تلك المسألة

إنه الهمّ والانشغال بعدم يقينية الدين في مخيلاتهم المتأتية من تصور أن الاعتقاد ومنه الديني يجب أن يبرهن عليه وتقنع به مغالبيك العقديين، والحال أن هذا التصور غير سليم، فاعتقادك لايوجد سبب يدعوك لأن تبرره لأي كان، يكفي فيه قناعتك حتى وإن كنت تعبد فأرا أو بقرة، الإعتقاد قوته من ذاته وليس من محتواه فأهميته إنما من كونه اعتقادا تأوي إليه

ثم إنه الفراغ وفقدان المعنى لدى المتدين، الدين لايمثل لدى هؤلاء منتج معاني تؤثر في الواقع وتغيره

إنه إسلام الهوية الذي لا يغادر مستوى الافتخار بالانتماء لأداة تمايز ولمجموعة ما
إنه التدين السطحي الذي يمثل عينة من الفهم الطقوسي العصبي للاسلام حيث يتعامل هؤلاء مع الانتماء للاسلام كأنه انتماء لقبيلة، يكفي فخرا الانتماء إليها، لكن ليس هذا هو الاسلام وهذا بُعد لايكفي ولايغير الواقع

إنه إسلام الثقافة الذي يعني الاشتراك في ممارسات شعائرية دورية تشعر بالانتماء لمجال مفاهيمي يدور في معاني الانشطة الثقافية المنضبطة بمركزية غربية تصيّر كل مايخالفها تابعا لها، فتسطح معاني الدين العقيدة وتصيرها نشاطا ثقافيا

هذا الدين بذلك التصور أي اسلام الهوية وإسلام الثقافة لايغير واقعا ولا يؤسس لمعاني جديدة ولايملك القدرة ليكون منتجا للمعاني لمفاهيم الواقع، فهو تدين لايغير ولايبدل محتويات الموجود، ولا يجاوز دور التابع للمركزية الغربية التي تحكم كل شي وتنتج معاني المفاهيم وتؤطر ادوات التشكيل الذهني من تعليم وإعلام وتثقيف

ولعجز هذا التدين عن الفعل في الواقع، يضطر هؤلاء المتدينون وهم عموم الناس، للنبش والدوران في مسائل تافهة لأنها إما بديهية وهي البرهنة على صحة الاسلام أو تافهة كتتبع دخول الغير الاسلام أو نشر أخبار اكتشافات فوائد الصوم والإعجاز العلمي في القرآن وهي تفريع عن النقطة السابقة أي البرهنة على صحة الاسلام

الاسلام لم يأت لكي نبقى نبرهن على صحته، الاسلام منظومة كونية أتت لتغيير الواقع وتقديم الحلول للبشرية ولتضبط الواقع بمجالها المفاهيمي المشتق من مركزيتها العقدية، وحينما تجد المساجد تغص بمن يقال أنهم يصلون ويقرؤون القرآن (التراويح)، ثم بالتوازي يعجزون عن تغيير واقعهم لدرجة أنه يتحكم فيه من يحارب دينهم باعماله الفنية ثم يسكتون او يعجزون عن صد ذلك، ذلك يعني ان تدينهم فيه خلل، إنه تدين عاجز لايغير الواقع فهو إذن ليس الدين المقصود وليس هذا الاسلام

حينما يتقابل طرفان في الفعل، بضع أفراد يغلبون الملايين، ذلك يعني أن فعل الاغلبية فيه خلل

أي أن هذا الذي تفعلونه مجرد أنشطة تقرب للفعل الثقافي منه لإسلام العقيدة
************
فوزي مسعود
#فوزي_مسعود
#تأملات_فوزي_مسعود
#التدين_الشكلي
#التدين_الوظيفي

الرابط على فايسبوك
. التدين الشكلي (27): صلواتكم أقرب للأنشطة الثقافية منها لعبادات الاسلام


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

فايسبوك،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 25-03-2023  


تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك حسب المحاور
اضغط على اسم المحور للإطلاع على مقالاته

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء