يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
لا يجب أن نلوم الناس لوما مسرفا في شيىء من ذهاب أخلاقهم فما هم إلا مجرد حلقة من حلقات قبلها، إلا أن يكون لوما خفيفا يعادل مسؤوليتهم وهي مسؤولية التابع والمنفذ والمنقاد لغيره بحكم الواقع
من كان يبتئس من فساد أخلاق الناس فعليه أن يتوجه باللوم لمن أفسد تلك الأخلاق، فقصر النظر على الناس أي عامتهم ولومهم حين فهم الواقع بغرض تغييره، نظر فاسد قاصر
هؤلاء العامة يمثلون الحلقة الأضعف لأنهم مفعول بهم، هؤلاء في فساد أخلاقهم وسيرتهم إنما هم نتيجة فعل أدوات توجيه وتشكيل ذهني صممتها وتشرف عليها منظومات كاملة
الذي يلوم أخلاق الناس إذ فسدت ويريد إصلاحها عليه أن يتجه لمن يفسدها، عليه أن يتجه لمنظومات الاخضاع التي تعمل على القصف الذهني اليومي على مدار اليوم
من كان يريد استنقاذ أخلاق الناس، عليه أن يبحث في من صمم محتويات التعليم والإعلام والتثقيف، عليه أن ينظر لمن غير برامج التعليم فاستبعد الاسلام وأضعف حضوره، عليه أن ينظر لمن سمح للبرامج التعليمية الفرنسية التي تغالب الاسلام بالتدريس القسري لأطفالنا بالمدارس الخاصة فتقتلعهم اقتلاعا من جذورهم منذ أن كانوا نبتا، عليه أن ينظر لمن وافق أن تغزو الملصقات الاشهارية الوقحة المساحات العامة، عليه أن ينظر لمن سمح ووافق وانتخب هيئة تعديلية ذات خلفية رافضة للاسلام وجعلها المسؤولة الوحيدة لتمرير محتويات غير أخلاقية تغزو وسائل إعلامنا
من كان يريد إصلاح أخلاق الناس الضائعة عليه أن ينظر في من أوجد ووافق على القوانين التي تطارد التقاة فتسجنهم وتغلق كتاتيب القرآن وترهب الملتزمين بدين الله وتسفههم، ثم تحمي بالمقابل محاربي الاسلام فتجعلهم على أجهزة الدولة يصيرونها موئلا لهم فينشطون ويشيعون من خلالها الفاحشة بأموال التونسيين في تلك المناسبات التي تسمى مهرجانات
من كان يريد إصلاح المجتمع وأخلاق الناس عليه أن يفكك منظومة التشكيل الذهني التي كنت أذكر بعض حلقاتها
من كان يغيظه حال مجتمعنا وذهاب أخلاقه، فليدع وليعمل على تفكيك منظومة فرنسا التي تتحكم في كل ماذكرت، منذ عقود
أما الاستئساد على العامة فهو تصرف غير صائب لأنه يتناول الحلقة الأضعف والأخيرة من سلسلة التأثير ولايمس البناء المنتج للفعل التأثيري
الخلاصة علينا التعامل مع الواقع كمنظومة تتحكم فيها منظومة أخرى، لا مجرد افراد يتصرفون هكذا تلقائيا من دون اي علاقة سابقة بغيرهم تؤثر فيهم