ماذا لو نكف عن النظر لاتجاه واحد: مشاكلنا في نسبة كبيرة منها ستنتهي وستقل استعمالات من نوع: بهايم، أغبياء
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 636 محور: مختلفات
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
ماذا لو قرر الطرفان المتغالبان في تونس الكف عن رفض كلام الآخر ومحاولة النظر في محتواه
ماذا لو افترضنا أن مايقوله خصومنا بل واعداؤنا عنا فيه بعض صحة
ماذا لو تتبعنا كلامهم، الأرجح أننا سنكتشف أن ليس كل مايقوله غيرنا فاسد، وأن ليس كل مايقال عنا غالط
لو فعلنا ذلك سنجد أنه فعلا فينا من يتاجر بالدين فيوظفه ويقوي به حزبه من دون أن يخدم ذلك الدين حينما يصل للسلطة
لو فعلنا سنكتشف أن فينا من له علاقات بالأجنبي، يستشير السفارات ويطلعها على قراراته ويأخذ برأيها، ويصدر الرأي الديني لدعم مواقف جهات أجنبية
وسنجد أن فينا فعلا من يقبل بفكرة التمويل الاجنبي وأن فينا من ينشط في تلك المنظمات الممولة أجنبيا ، بل وممولة من فرنسا ومن أمريكا ومن بريطانيا
------------
وأما لو فعل الطرف المقابل نفس الشيئ وحاول النظر في مايقال ضده
لو فعل سيجد أن الكثير مما يتردد ضد رموزه أصحاب الاحزاب والمنظمات صحيح، وسيكتشف أن فيهم الذي يدافع عن فرنسا ومصالحها أكثر مما يدافع عن تونس ومصالحها
سيكتشف أن أغلب زعمائهم تبّع لفرنسا يستشيرون الأجهزة الفرنسية بتونس وموظفيها بالسفارة والقنصلية وبالمركز الثقافي الفرنسي، ويأخذون بنصائحهم أكثر مما يستشيرون التونسيين من منتسبي أحزابهم
لو فعلوا سيكتشفون أن منظماتهم الممولة أجنبيا تتتحرك حسب أهداف داعميها الأجانب وأن القضايا التي يطرحونها تحدد مسبقا ولا دخل للتونسيين في اقتراح المواضيع والمسائل التي تتنادى تلك المنظمات كل مرة لإثارتها وللدفاع عنها
لو فعلوا لفهموا أن تلك التشكيلات الأجنبية من منظمات وأحزاب تنادي بالمركزية الغربية، توظف التونسيين لخدمة أهداف ايديولوجية غربية لا علاقة لها بمصالح التونسيين
لو فعلوا لفهموا أن الكثير من تلك المنظمات المشبوهة التي يتحركون تحت اسمها وينتمون إليها عن حسن نية، حولتهم لمخبرين لدى أجهزة أمنية أجنبية يخدمونها بجمع المعلومات عن بلادهم تونس، وأن أجهزة الدولة التونسية متواطئة في ذلك لكون موظفيها لهم انتماءات متغربة تتبع منظومة فرنسا
----------
ثم لو فعل الطرفان ذلك لرأينا انخفاضا في درجات تسفيه الغير وللاحظنا تناقص أوصاف من نوع: البهايم والاغبياء والحمير، لأنها عادة أوصاف تطلق لدفع الاخر الذي يزعج بحقائقه، وحينما يتبين أن بعض مايقوله الآخر صحيح، ستصبح تلك الاوصاف من دون معنى وستنتهي أو على الأقل ستقل