فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 592 محور: الفرد التابع
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
المجتمعات الحديثة في أسسها تمثل أدوات إخضاع للفرد وتوجيهه
منظومة التعليم تسعى لإخضاع الفرد ذهنيا لمجموعة من التصورات والمفاهيم التي تنتهي للحفاظ على مصالح مجموعة بشرية ما
لذلك تختلف المحتويات التعليمية من بلد لاخر باختلاف مصالحها
التعليم إذن أداة ايديولوجية للحفاظ على المعاني العقدية والاقتصادية لمجموعة ما
منظومة التثقيف وكل مايؤطر الفرد ذهنيا اي من ملصقات اشهارية ووسائل اعلام، كلها تسعى لتوجيه الفرد ذهنيا لانفعاله بمعاني معينة تخدم مصالح جهات ما
الفرد اذن ينشأ موجها ومتحكما فيه ابتداء
وهو تحكم يحدد له منذ البداية المساحات التي عليه الانضباط بها وتلك التي لايجب عليه الخروج عنها والا دخل مجال الخطر لانه سيصبح خائنا إن لم ينضبط بمحددات المساحة الجغرافية التي نشأ فيه أو كافرا إن لم ينضبط بمحددات عقيدته التي يتخذها ناسه مرجعا
إذن الفرد الحديث موضوع تدجين منذ البداية، وهذا ينتج عنه ان مفاهيما عديدة علينا تناولها من هذه الزاوية مثل مفاهيم الحرية والاختيار والضمير
هل يمكن أساسا أن توجد هذه المفاهيم في الواقع الذي يعمل على الاخضاع الاولي للفرد، هل يمكن ان توجد الحرية كمفهوم مطلق
أي أن المشكل ليس مطروحا في مستوى معاني المفاهيم أي المحتوى لأن تغيرها أمر لازم، وإنما حول المفهوم في مستواه الاطلاقي غير الخاضع لتحديدات واقعية أي الوعاء، هل هذه المفاهيم تصح أساسا في ظل مجتمعات تقوم على الاخضاع والتوجيه والارغام