صلاة الجمعة هل ترتفع من مستوى فعل ثقافي لمستوى فعل عقدي
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 957 محور: إسلام العقيدة
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
لماذا لا يتحدث عموم أئمة الجُمَع حول اللغة العربية ووجوب نصرتها بتونس
لماذا لايتحدث أولئك الائمة عن ظاهرة غلبة اللغة الاجنبية الفرنسية واحتكارها مجالات الفعل بتونس، واستبعاد اللغة العربية
لماذا لايتحدث أولئك الائمة عن خطر غزو اللغة الفرنسية المساحات العامة ببلادنا وأثر ذلك على فرنسة المجال المفاهيمي وتغريبه لدى التونسيين
لماذا لايتحدثون عن الإلحاق بفرنسا وخطره، وعن أدوات إنتاج التبعية للغير
لماذا لا يتحدثون عن وجوب نصرة لغة القرآن ويدعون لإشاعة استعمالاتها بمختلف ميادين الفعل كالإقتصاد والعلوم والتعليم
لماذا لا يقومون بتوعية الناس من خلال دعوتهم لتعريب مايستطيعون من مجالات حياتهم
ثم لماذ يقبل أولئك الائمة بالواقع الموجود في مستوى استبعاد اللغة العربية بل وبعموم مستويات الإلحاق بفرنسا
هل يكون سبب ذلك كونهم مجرد موظفي دعاية لايحملون فكرا وهمّا وقضية يدافعون عنها
هل يكون سبب ذلك أنهم يفهمون الإسلام كمجموعة مواعظ دورية يلقونها من دون قناعة بأثر كلامهم في النتيجة
هل يكون سبب ذلك أنهم خدم وظيفيون في منظومة تشكيل الأذهان الفرنسية التي تحكم تونس وأنهم بذلك المعنى مكلفون باختزال دور الاسلام في مجرد مواعظ دورية كمواعظ الأحد الكنسية، وبسبب ذلك تحديدا يوجد منصب اسمه الواعظ الديني
هل يكون سبب ذلك أن المتحكمين في الجهاز الوعظي كما يسمونه بتونس يريدون حصره في مهام وظيفية تخديرية يراد منه أن لا يجاوز الأدوار الثقافية كالأعياد والحَضْرَة والزَّرَد، لا يتعداه لأدوار فكرية عقدية، إذ استبعاد اللغة العربية والخضوع للغة اجنبية فعل فكري حضاري
هل يكون هذا التوظيف والتقزيم لفعل صلاة الجمعة تأكيدا لما قلته من قبل أن مايقع ببلادنا بهذه الشعائر الدورية مجرد إسلام ثقافي لاقيمة له، وأنه لم يصل لمستوى إسلام العقيدة
بمعنى هل تتحول يوما ما خطب الجمعة لأداة استنهاض حول المشاكل الفكرية والعقدية الكبرى التي تجعل من الإسلام مركزية عقدية مستقلة تغالب المركزية العقدية الغربية، وتخرج تلك المناسبات الدورية من وهدتها وترفعها من مستوى الفعل الثقافي لمستوى الفعل الفكري العقدي، وتتحول عباداتنا من إسلام الثقافة وترجعها لأصلها إسلام العقيدة