البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات محرر بوابتي
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك

التناول القطاعي للواقع، تصور فاسد وتعالي اجتماعي

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس   
 المشاهدات: 492
 محور:  تأملات

 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


لا شك أن الكل يعرف ويسمع كلاما من نوع: الصحافة مهنة المتاعب، التعليم المهنة الشاقة، المحاماة المهنة النبيلة

أريد ان أتناول هذا الموضوع في نقاط:

1- التصور الذي ينطلق من مهنته ويصل لخلاصة أنها مهنة تتفاضل على غيرها باعتبار خصوصيتها، تصور فاسد لا يصح، والإصرار عليه نوع من السطحية، وبيانه كما سيأتي

2- التفاضل الذي يقوم به اصحاب تلك المهنة، يتعلق بالتفاضل نسبة للمهنة تلك في خصوصيتها وليس تفاضلا نسبة للمهنة كمهنة، والا لو كان كذلك لانعدم التفاضل اصلا لان غيره ايضا لهم مهن، ثم انه ليس تفاضلا نسبة للفرد صاحب المهنة لان التفاضل لايقع نسبة للشخص صاحب تلك المهنة وانما يتفاضل الشخص باعتباره يمتهن تلك المهنة

3- أي مهنة يمكن تناولها من زاويتين، زاوية دورها الاجتماعي باعتبارها مهنة تستجيب لحاجة اجتماعية ثم زاوية المهنة نسبة لنوع العمل الذي تمثله

4- المهنة نسبة للمستوى الاول اي باعتبارها حاجة اجتماعية تتساوى مع غيرها من المهن بالمجتمع، فنحن لايمكننا التخلي عن التعليم ولا الصحة ولا المحاماة، لكن لايمكننا كذلك التخلي عن مهنة عامل النظافة ولا عن عامل البناء ولا الجندي ولا الامني

اذن نسبة لزاوية الدور الاجتماعي للمهنة، فالمهن متساوية من حيث انها مهن بخصوصياتها، وليس من حيث انها مهن في المطلق لان ذلك ابتداء امر متفق عليه، ولما كانت المهن متساوية فانه لايوجد مرجح منطقي يقول بافضلية مهنة على اخرى، الا ما كان تفضيلا ذاتيا فهو لايعتد به لانه ليس مرجحا عاما له قوة التبرير، ولو وجد لبطل لانه سيصبح مصادرة حيث ان مايعتمد عليه للمفاضلة اي المهنة هو ذاته موضوع النقاش

5- التناول الثاني للمهنة نسبة لزاوية محتواها وانجازها، فهنا سنجد المهن تختلف في شروط انجاز المهنة ومحتوياتها فمهنة المحامي ليست كمهنة عامل البناء وغيرهم

لكن هذه اختلافات لازمة لوجود المهن وليست اختلافات تفاضلية اي انها اختلافات تكوينية وليس اختلافات اضافية، ولو اننا لم نتفق في وجود هذه الاختلافات بين النوعين الذين ذكرتهما فإنه لايمكننا الاتفاق على مرجح وقواعد عقلية تقول بأن شروط عمل ما اكثر تعبا واكثر شرفا واكثر نبلا من تلك المتوفرة بمهنة اخرى
لا يمكننا ذلك لاعتبارين:
أولا انه بغرض الحكم يجب ان يكون حكما من طرف خارجي مستقل، ثانيا يجب ان نوجد ادوات تقييم تقارن بين تلك المهن المختلفة، والحكم وجوبا لن يكون معتمدا على محتوى تلك المهن لانها هي نفسها موضوع التقييم تجنبا لعدم الوقوع في الدور والمصادرة، وانما سيكون حكما وعاملا خارجيا
اذن فالتقييم وجوبا لن يكون ذاتيا، فبطل الاعتداد الذاتي الذي يقوم به اصحاب المهن لمهنهم
ثانيا ان الاتفاق على مقاييس المفاضلة بين المهن في الحقيقة موجود، وهو المفاضلة في الانجاز والاستجابة لشروطه التي تحددها قوانين العمل عادة

فبطلت اذن دواعي تفاضل المهن، وثبت ان مايقع من تفاضل، تصرف لا اساس عقلي له

6- التناول القطاعي، يخلق تمايزا ونتوءات داخل مساحة الاعمال والمهن ثم داخل المجتمع، فالذي يريد أن يجعل من المحاماة مهة نبيلة، كأنه عمليا يريد تمييز مهنته لكن من وراء لك تمييز نفسه بنوع من العلو المعنوي بين باقي اصحاب المهن وداخل المجتمع، ثم ان من يقول بالمحاماة كمهنة نبيلة يريد ان يقول ضمنيا ان باقي المهن غير نبيلة و الا لما ذكر مهنته دون غيرها، فهذه مساعي للتمايز الاجتماعي اعتمادا على توظيف المهنة

7- التناول القطاعي يخلق هشاشة حين التصدي لمشاكل الواقع وخاصة التصدي للمتسلطين الظلمة والانقلابيين كما هو الحال لدينا بتونس مع قيس سعيد المنقلب

فتمييز النفس بالانتماء القطاعي حين التحرك ضد الانقلاب مثلا، يحمل اخطارا ونتائجا سيئة، فان انت تحركت مثلا كمجموعة محامين ذلك يعني:
* انك تواجه من يستهدف كل التونسيين، بتمثيل مجموعة فقط من التونسيين وهم المحامين
* ان تركيزك على الانتماء للمحامين (او اي قطاع) في مواجهة حاكم، يعني ان مجال اهتمامك هو فقط قطاعك، وهذا ضمنيا توجيه رسالة لذلك المتسلط اننا لسنا معنيين بباقي الشعب
* التحرك ضد المتسلطين والظلمة والانقلابيي من منطلق قطاعي يجعل التحرك ضعيفا، لانه يصعب تجميع القطاعات، حيث فكرة القطاع اساسا مبنية على اختلاف المصالح، والاصرار على التحرك بعنوان القطاع يعني ان تلك الاختلافات مازالت موجودة والا لتم الغاء الانتماء القطاعي في ذلك التحرك

اذن فالانتماء القطاعي خطر كامل ولا خير فيه حين مواجهة حالات التسلط والانقلابات، وان كان ربما فيه مصالح في حالات اخرى كالعمل النقابي المصلحي في الاوضاع العادية

----فوزي مسعود-----
#فوزي_مسعود
#منظومة_فرنسا
#تفكيك_منظومة_فرنسا
#تأملات_فوزي_مسعود

الرابط على فايسبوك
تأملات (19): التناول القطاعي للواقع، تصور فاسد وتعالي اجتماعي


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

فايسبوك،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 5-10-2022  


تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك حسب المحاور
اضغط على اسم المحور للإطلاع على مقالاته

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء