البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الإدارة التونسية وقانون 'باريتوا'

كاتب المقال حاتم الصولي - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 6962


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


'انون باريتوا' أو مبدأ 80/ 20 هي تسمية أطلقت للوصف الميداني لبعض الظواهر في مختلف الميادين الاقتصادية والتجارية والتي تكون فيها 80 بالمائة من النتائج المحققة هي نتاج 20 بالمائة فقط من الأسباب.. هذا الوصف الميداني الإحصائي تم تطويره من قبل عالم الاقتصاد ' فيلرادوا باريتو'.

وكغيرها من الظواهر الاقتصادية فإن مبد أ 'باريتوا' ينطبق أيضا على العمل الإداري ونتائجه، ذلك أن ...المتابع العادي لسير العمل الإداري وتوزيعه يخلص وبكل سهولة أن 20 بالمائة فقط من الموظفين هم من يتولون إنجاز العمل الإداري في حين أن 80 بالمائة منهم يستفيدون من نتائج العمل المنجز سواءا كان ذلك في شكل نتائج مالية محققة أو حوافز مادية وغير مادية أو حتى على مستوى إطراء الرؤوساء، وبعبارة أوضح فإن 20 بالمائة فقط هم من يتحملون عبئ العمل الإداري في حين ينتفع الباقون ( 80 بالمائة) من نتائجه وهو مايعكس حالة عامة من غياب المساواة بين عموم الموظفين ضلت هي القانون الرئيس داخل الهياكل الإدارية التونسية حتى بعد حدوث ثورة العدالة والكرامة، وهو مايؤثر سلبا في حالة الجو الإجتماعي داخل المؤسسات العمومية كما يساهم في تدعيم ثقافة الامبالاة بين الموظفين

وفي الواقع أن تواصل هذا التوزيع الغير منصف في الجهد والنتائج هو أعمق من أن تغيره حدوث ثورة إجتماعية سلمت الهياكل الإدارية للصراعات السياسية والنقابية عوض العمل على إصلاحها في إطار مشروع لإصلاح الدولة التونسية ومؤسساتها. إن إستمرار هذا التوزيع الغير عادل داخل الهياكل الإدارية هو ببساطة نتاج غياب أليات لتحديد وتوزيع وقيس المهام بالإدارة التونسية . ومن أهم أسباب التي ساهمت في إيجاد هذه الوضعية الإنتاجية الغريبة هي غياب الأليات التنظيمية الموالية:

-1- تحديد المهام والنتائج


تشكو العديد من الهياكل الإدارية بالبلاد التونسية نقصا في تحديد المهام والمسؤوليات المناظة بعهدة بكل عون عمومي يعمل داخلها فنادرا ما نجد هيكل يحدد مهام الأعوان بكل دقة و يظبط مسألة توزيعها بينهم لذلك ، حيث أن أغلب الهياكل الإدارية بالبلاد التونسية لأأتقوم بتطوير جذاذات مخصصة لوصف الوظائف و النتائج المنتظر تحقيقها من كل عون يتم تكليفه بوظيفة أو عمل مجدد داخل الإدارة ، بل إن العديد من المنتسبين الجدد قد يقضون بالسنوات دون فهم حدود مهامه و النتائج المطالب بتحقيقها فكيف السبيل لإحداث عدل في العمل والنتائج و المهام غير محددة أصلا.هذا بالإضافة لعدم ربط المهام التي يكلف بها كل منتسب للهيكل الإداري بالنتائج النهائية للهيكل سواءا كان إتمام خدمة إدارية أو تحقيق عائدات مالية وذلك في طرح بيروقراطي مميت ينزع كل معاني القيمة للعمل المنجز.

2- قيس الأداء :


علاوة على عدم تحديد المهام تشكو مؤسسات القطاع العمومية أيضا من غياب آليات لقيس الأداء، فالهياكل الإدارية التونسية غير قادرة على تحديد كمية العمل المنجز من قبل المنتسبين لها ومدى مساهمتهم في مجمل النتائج المحققة ،بل أن الأمر يتعدى قياس مساهمة الأفراد إلى عدم القدرة على تحديد وقياس مساهمة المصالح والإدارات التابعة للهيكل .

وفي إرتباظ وثيق بغياب آليات لقيس الأداء فإن مصالح الإشراف على القطاع العمومي والقادة الإداريين بهذه المصالح لا يرون فائدة في تطوير مؤشرات أداء سواءا بالنسبة لمجمل أداء الهياكل الإدارية أو و بالنسبة لأداء الأعوان العموميين. ويتواصل غياب مؤشرات الأداء بالهياكل العمومية رغم إلتزام الدولة التونسية بإعتماد الميزانية حسب الأهداف التي تتظلب تظوير مؤشرات أداء لمتابعة تقدم التنفيذ وترشيد تخصيص الإعتمادات.

3- منظومة تقييم الأداء :


بالعودة لأسباب غياب التوزيع العادل في الأداء والنتائج بين الأعوان العموميين، يعد غياب منظومة تقييم ذات مصداقية وشفافة لأداء الأعوان العموميين، من الأسباب الرئيسية لإستفحال ه\ه الظاهرة من ناحية ، والتأثير سلبا على الجو الإجتماعي داخل المؤسسة وعلى مستوى التحفيز وخلق ثقافة تثمن التواكل وغياب المهنية من ناحية أخرى .

فمنظومة التقييم المعتمدة حاليا بالقطاع العمومي لا ترتبط أساسا بالعمل المنجز سواءا من حيث كمية العمل المنجز ولا مدى جودته ، بل تعتمد على عناصر غير واقعية ومستمدة من منظومة بيروقراطية الخمسينات على غرار إعتماد عناصر التقييم التالية ' مظهر الموظفين ' و احترام التوقيت الإداري ' و ظاعة الرؤوساء المباشرين ' وهي مؤشرات لا تكافئ بالخصوص جانب الإنتاجية والجودة كما تدفع نحو مجانبة المهنية وتكرس الجمود الإداري و إجتناب المخاطرة و روح المبادرة لدى الأعوان العموميين ليصبح تحمل المسؤوليات الإدارية والمهام الإضافية داخل الهيكل الإداري هو بمثابة المخاطرة التي سيتحمل العون العمومي وزرها في كل الحالات ، في حين أن منظومات تقييم أخرى تدفع الأعوان العموميين إلى المبادرة والتغيير، ويكفي قولا أن أهم الحوافز المالية التي يتحصل عليها الموظف البريطاني هو الحافز المالي المتعلق بقدرته على إحداث ' التغيير' في طرق وأساليب العمل. .

حاتم الصولي
أكاديمية التطوير الإداري


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الإدارة التونسية، التنظيم الإداري، انون باريتوا،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 22-04-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
حسني إبراهيم عبد العظيم، د - شاكر الحوكي ، سيد السباعي، إياد محمود حسين ، علي عبد العال، بيلسان قيصر، مصطفي زهران، محمود فاروق سيد شعبان، حاتم الصولي، فتحـي قاره بيبـان، ماهر عدنان قنديل، د. ضرغام عبد الله الدباغ، الهيثم زعفان، رحاب اسعد بيوض التميمي، صلاح الحريري، علي الكاش، محمد شمام ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، صلاح المختار، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، صالح النعامي ، سفيان عبد الكافي، أشرف إبراهيم حجاج، المولدي الفرجاني، رافع القارصي، مراد قميزة، خبَّاب بن مروان الحمد، د. خالد الطراولي ، محرر "بوابتي"، محمد يحي، د. صلاح عودة الله ، سلوى المغربي، د- محمود علي عريقات، الهادي المثلوثي، حسن عثمان، د- هاني ابوالفتوح، وائل بنجدو، عراق المطيري، العادل السمعلي، رافد العزاوي، د - صالح المازقي، أبو سمية، فهمي شراب، د. مصطفى يوسف اللداوي، عزيز العرباوي، رشيد السيد أحمد، أحمد النعيمي، عبد الله زيدان، د - عادل رضا، تونسي، أحمد ملحم، فتحي الزغل، حسن الطرابلسي، مصطفى منيغ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، محمد اسعد بيوض التميمي، سلام الشماع، خالد الجاف ، سعود السبعاني، يزيد بن الحسين، د. أحمد محمد سليمان، طارق خفاجي، د. أحمد بشير، د. طارق عبد الحليم، د.محمد فتحي عبد العال، رضا الدبّابي، حميدة الطيلوش، سامر أبو رمان ، عواطف منصور، يحيي البوليني، محمد الطرابلسي، محمود طرشوبي، أحمد بوادي، محمود سلطان، محمد الياسين، عمار غيلوفي، عمر غازي، المولدي اليوسفي، أنس الشابي، ضحى عبد الرحمن، كريم فارق، جاسم الرصيف، محمد عمر غرس الله، صباح الموسوي ، إيمى الأشقر، فوزي مسعود ، عبد الرزاق قيراط ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، مجدى داود، د. عادل محمد عايش الأسطل، صفاء العراقي، سامح لطف الله، أحمد الحباسي، ياسين أحمد، صفاء العربي، إسراء أبو رمان، نادية سعد، رمضان حينوني، كريم السليتي، محمد علي العقربي، محمد أحمد عزوز، فتحي العابد، الناصر الرقيق، عبد الغني مزوز، د - محمد بنيعيش، سليمان أحمد أبو ستة، منجي باكير، عبد العزيز كحيل، محمد العيادي، د - مصطفى فهمي، عبد الله الفقير، د - الضاوي خوالدية، د - المنجي الكعبي، طلال قسومي، د- جابر قميحة، د - محمد بن موسى الشريف ، د. عبد الآله المالكي، أ.د. مصطفى رجب، د- محمد رحال،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة