البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

النظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين
أصولها، أسبابها ونتائجها/7

كاتب المقال علي الكاش - العراق / النرويج    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 485


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


حقيقة الفرس
أما موضوع كلاب أصبهان ومقارنتهم بالعرب، فإنه موضوع سخيف، لذا سنضعه جانبا ولا ننزل الى هذا المستوى المتدني، ونتحدث عن البشر. ذكر ياقوت الحموي عن أصبهان" قال منصور بن باذان عن اصبهان: إنك لو فتّشت نسب أجلّ من فيهم من الثناء والتجار لم يكن بدّ من أن تجد في أصل نسبه حائكا أو يهوديّا، وقال بعض من جال البلدان: إنه لم ير مدينة أكثر زان وزانية من أهل أصبهان، قالوا: ومن كيموس. هواؤها وخاصيتها أنها تبخل فلا ترى بها كريما، وحكي عن الصاحب أبي القاسم بن عبّاد أنه كان إذا أراد الدخول إلى أصبهان، قال: من له حاجة فليسألنيها قبل دخولي إلى أصبهان، فإنني إذا دخلتها وجدت بها في نفسي شحّا لا أجده في غيرها". (معجم البلدان1/209).
ـ قال اليغموري" قال أبو محكم: كانت بالبصرة امرأة زانية يقال لها الفارسيَّة، مشهورة بالزنا، فكان أهل البصرة إذا أرادوا أن يزنُّوا إنساناً قالوا: يا ابن الفارسية! وإلى هذا ذهب بشار بن برد في وصف سيبويه بابن الفارسية:
اسيبويه يا ابن الفارسية ما الذي * تحدثت من شتمي وما كنت تنبذُ
أطلت تغنى ســـــادراً بمساءتي * وأُمك بالمصرين تعطي وتأخذ (نور القبس/35)
ـ أدخل رجل علوي بيته قحبة، فلما أرادها قالت: اين الدراهم! فقال: دعي عنك هذا ويحك مع قرابتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم!
قالت: دع عنك هذا وعليك بقحاب قم، فهذا لا ينفق على قحاب بغداد؟". (البصائر والذخائر3/87).

ماذا يأكل الفرس؟
ان كان الفرس يعيبوا على العرب أكل الضب، فهم يأكلوا بما فيهم ملوكهم لحوم الحمير!
1. لحوم الحمير
ذكر الغزولي" قال الجاحظ كان كسرى ينصب في كل يوم ألف مائدة على كل مائدة فخذ حمار وحش وبيضة نعامة ومن سائر الأصناف التي توجد في البر والبحر والسهل والجبل حتى لا تخلو الموائد من سائر الأطعمة". وأضاف" حدث عمر بن شيبة قال كان الحجاج يطعم في كل يوم على ألف مائدة على كل مائدة سمكة مشوية سمينة وجنب مشوي وساقيان يسقى أحدهما اللبن والآخر العسل وكان يطاف به على كرسي فيقول يا أهل الشام مزقوا الخبز الرقيق كيلا يعاد عليكم".(مطالع البدور ومنازل السرور/164). لاحظ الفرق بين السمك والحمير!

2. الفأر والضفادع
قال الجاحظ" قد كان ناس من أهل سيف البحر (شاطئ) من شقّ فارس يأكلون الفأر والضفادع، مقورة( منقعة بالماء) ومملوحة، وكانوا يسمونها( جنك جنك) و(وال وال)". (كتاب الحيوان5/139)
جنك جنك: اي الجميل والمليح. ( معجم استينجاس/ 1100)
وال وال: هي السمك الكبير. ( معجم استينجاس/ 1453)

3. الزنابير
الأنكي منه إنهم يأكلون الزنابير، قال ابن الجهم: من أهل السّفالة ناس يأكلون الذّبّان، وهم لا يرمدون. وليس لذلك أكلوه وإنما هم كأهل خراسان الذي يأكلون فراخ الزّنابير، والزّنابير ذبان". (كتاب الحيوان3/155). وأضاف الجاحظ" كان الفضل بن يحيى يوجّه خدمه في طلب فراخ الزّنابير ليأكلها. وفراخها ضرب من الذّبان". (كتاب الحيوان4/284).

4. أكل الصراصير
تحت عنوان (فصل الصراصير) كتبت مراسل الدورية الأسبوعية الإيرانية (باسارجاد) السيدة (لاله خواجويي) موضوع تناول الفرس صراصير الليل في مدينة سيرجان الإيرانية وهي تعود إلى عقود قديمة، حين ضربت المدينة المجاعة والقحط، اُجبر الناس على أكل الجراد والصراصير.
في تمام العاشرة صباحاً من أحد الأيام وفي ممر بجوار السوق يقف شاب يبيع (صراصر الليل) يضع أمامه مجموعة من الأكياس البلاستيك المملؤة بالصراصير التي تصدر أصواتاً رغم غلق الأكياس بإحكام. تقف إلى جواره سيدة في منتصف العمر وتسأل: بكم ؟.. فيجيبها: 5 آلاف طومان!
فتشتري السيدة شنطة، وتقول: صرصار الليل غالي الثمن لكنه مفيد لأوجاع الأيدي والأقدام. سألتها كيف تأكلونها؟ فأجابت: نضعها بداية في الماء المغلي حتى تموت ونقوم بقطع أيديها وأرجلها ثم نقليها ونأكلها مثل المكسرات.
يقول بائع في حديثه مع الدورية الإيرانية: نعمل منذ سنوات في بيع هذه النوعية من الصراصير، وهي تطير في الصباح وتقضي الليل على نباتات( Zygophyllum eurypterum)، والبعض يقوم باقتلاع النبتة للحصول على الصراصير، لكننا نقوم باصطيادها وبالتالي نقوم بوضع فراش تحت النبات ونهزها فتتساقط الصراصير، ولا تتحرك وتقوم فقط بإصدار الأصوات ونقوم بوضعها داخل أجوال زنة الواحد منها 16 كيلو. وتباع في شوارع (شهربابک، وتل ساربونی، وجمبیل). فسألت الوكالة: متى يبدأ الموسوم؟ فقال: يبدأ مع شهر حزيران/يونيو. ولأننا بدو ولدينا 1500 خروف فنحن دائماً في الصحراء ونعرف جيداً أين نجد الصراصير.

كما نشرت (وكالة أنباء الميزان الإيرانية) تقريراً مصوراً عن تناول الصراصير في مدينة كرمان ووصفت الأمر بالعجيب. وكتبت الوكالة: حشرات عجيبة ونادرة وعمرها قصير ولها بحسب السكان المحليين فوائد كثيرة. تظهر هذه الحشرات في مدن محافظة كرمان مثل (شهربابک، وزیدآباد، وسیرجان). وهذه الحشرات هي نوع مخصوص من صراصير الليل تظهر كل عام في فصل الربيع وتموت بنهاية الفصل. وتنتشر هذه الحشرات في الصحاري والقفار وتضع بيوضها على أوراق النباتات، ثم يؤدي هطول الأمطار إلى تساقط البيوض على الأرض، ثم تنمو الحشرات مجدداً من الأرض، ويكثر عدد الحشرات بزيادة الأمطار. وبحسب السكان المحليين خبرة البدو بالصحراء تساعدهم على صيد وبيع الصراصير لما لها من فوائد علاجية كبيرة. كما تناولت (صحيفة شمس يزد) الإصلاحية الإيرانية، الموضوع من زاوية الحل والحرمة وقالت: "أفتى كل مراجع التقليد بحرمة بيع وتداول وأكل الحشرات. وفي معرض إجابته على سؤال حول الحكم الشرعي لأكل الحشرات المفيدة في علاج بعض الأمراض، أفتى المرشد علي خامنئي بحرمة أكل الحشرات تماماً لكن يجوز التداوي بهذه الأشياء إذا تم القطع بفائدتها وعدم وجود علاج بديل".

6. أكل الميتة وغسل الوجه ببول الثيران
قال نشوان الحميري" ما فعلت الفرس في عبادة النيران، وغسل الوجوه بأبوال الثيران، وأكل الميتة ووطء الأمهات، بصريح الحدود لا الشبهات، واحتجوا بأن الذبح مؤلم ضار، والنكاح لأهله سار". (الحور العين/239). وأضاف نشوان الحميري" كانت المجوس يغسلون وجوههم بأبوال البقر، تخشعاً وتقرباً إلى الله تعالى، قال الشاعر فيهم، وفي غيرهم من أهل المذاهب:
عجبت لكسرى وأشياعــه * وغسل الوجوه ببول البقر
وقول النصارى إلهٌ يضام * ويظلم حقاً ولا ينتصر
وقول اليهـــــود إلهٌ يحب * كسيس لدماء وريح الفتر
وقوم أتوا من أقاصي البلاد * لرمي الجمار ولثم الحجر
فوا عجباً من مقالاتهـــم * أيعمى عن الحق كل البشر (الحور العين/239).
في حين ذكر الغزولي" سأل الوزير أبو نصر بن أبي زيد أبا منصور بن سعيد بن أحمد البريدي وكان من أبناء الأمراء والسادة بالبصرة عما يحبه ويشتهيه ويختاره من أطايب الأطعمة الملوكية فقال قشور الدجج الفتية المسمنة المشوية والكباجة التمامة التي يجمع فيها بين لحم البقر والغنم ثم ينفي عنها لحم البقر وتحلى بالطبرزد وتطيب بالعنبر والهريسة بلحوم الحملان التي رضعت شهرين وربعت شهرين ومن اللحم المجذع والمبلقة بالأرز المدقوق والدهن بالسكر المسحوق المخبر بالند المشرب بالجلاب وماء الورد فقال يا أبا المنصور قد تجلب فمي من هذا الوصف أشهد انك من أبناء النعم والمروءات وأمر أن يلقيه على طباخه". (مطالع البدور ومنازل السرور/170).

التمسك بقول: العرب تشرب بول الأبل
(يعير الفرس العرب بالجمال والدواب التي يسرها تعالى لخدمتهم، فهل كان اجدادهم يركبون الروز رايس مثلا؟)
بول البعير عند العرب يشغل بال الفرس أكثر من علوم العرب كافة، مع أنهم يغسلون وجوههم ببول الثيران! لكن ماذا قال أطباء العرب وغيرهم عن هذا الأمر؟
ـ قال ابن البيطار" بول الإبل: عن الزهراوي وغيره هي أقراص يؤتى بها من اليمن وتباع بالموسم بمكة وتعالج بها الجراحات الطربة بدمها إذا سحق منها قرص وذر على جرح طري بدمه لصق به ولم ينقلع حتى يبرأ الجرح وهو معروف عندهم مشهور ، ويذكر أهل اليمن أن إبلهم ترتعي في فصل من السنة حشيشاً يكون هناك خاصة في ذلك الوقت ، فيأخذون أبوالها عند ذلك فيجففونها ويقرّصونها وإنما يكن هذا باليمن فقط". (الجامع لمفردات الأدوية1/119).
قال جالينوس في العاشرة" قوة البول حادة وفيه جلاء كثير ولذلك يستعمله القصارون ويغسلون به الثياب الدرنة من أوساخها ، وما كان منه من الحيوان أشد حرارة فحرارة بوله أشد وأقوى منه ، وما كان منه بارداً فبوله أقل حرارة ، وبول الإنسان أضعف من بول سائر الحيوان ما خلا بول الخنزير الذي قد خصي فإنه في ضعفه مثل بول الإنسان ، وأما بول فحول الخنازير فهو أقوى من بول الإنسان وبسبب ما رأى الأطباء من جلاء البول عالجوا به القروح العميقة والجرب والوسخ والقروح الوسخة الكثيرة الرطوبة ، ويستعملونه في الآذان ، ويغسلون به الرأس أيضاً فتنقيه من النمشة اللزجة ويذهب بالحزاز المتولد فيه ، ويشفي من السعفة إن كانت فيه ، وإذا استعمل فبالضرورة لعدم دواء آخر. غيره : في مثل العلوج والأكرة شفيت به من قروحهم بأن تأخذ مشاقة تلف على الجرح والقرحة التي تحدث في أصبع القدم من عثرة وتربط ربطاً وثيقاً ويؤمر المريض أن يبول عليها كلما أراد أن يبول ويتقدّم إليه أن لا يحل الرباط حتى يبرأ برءاً تاماً فينتفع بذلك. وأما الدواء الذي يتخذ من بول الصبيان والغلمان وهو المعروف بلزاق الذهب لأن الصاغة يستعملونه فيه ويلحمون به الذهب فهو دواء قوي المنفعة جداً في القروح الخبيثة البطيئة البرء ، وإذا أرادوا صنعة هذا عمدوا إلى مهراس متخذ من النحاس ، وكذا دستجة فتصير في بعض المواضع ويؤمر الصبيان الذين لم يراهقوا بأن يبولوا فيه ويسحق بذلك الدستج أياماً كثيرة عند الشمس أو في بيت دفئ ليمنع من جرم النحاس في ذلك البول بحرارة الشمس شيء كثير ويكون أبلغ في المنفعة ، ولهذا الدواء في هذه القروح التي وصفناها منفعة عجيبة ، وأما السحابة التي تكون في جوف البول قائمة غليظة بيضاء فقيل إنها نافعة من الحمرة المنتشرة ، وأما أبوال الأطفال وأبوال الرجال فقد شربها قوم ممن كان بهم مرض من فساد الهواء وتغيره وهو الوباء وظنوا أنهم نجوا من تلك الأمراض عند شربهم هذه الأبوال ، وأما أبوال الدواب فإنها تخلط بالأدوية التي تتخذ لأوجاع المفاصل فتنتفع من ذلك". (الجامع لمفردات الأدوية1/128).
قال ديسقوريدوس في الثانية " ان بول الإنسان إذا شربه صاحبه وافق نهش الأفعى والأدوية القتالة وابتداء الحين ، وإذا صب على نهشة أفعى البحر وتنين البحر نفع منها ، والبول ممن كان من الناس قد يخلط بنطرون ويصب على عضة الكلب الكلب والجرب المتقرّح والحكة فيجلوها ، والبول العتيق هو أشد جلاء من البول الجديد للقروح الرطبة العارضة في الرأس والنحالة وهي الحزاز والجرب والقروح التي تسمى أبريا وهي الجدري ويمنع القروح الخبيثة من أن تسعى في البدن ، وإذا حقنت القروح به منع القروح العارضة فيها من السعي ويقطع سيلان القيح من الآذان ". (الجامع لمفردات الأدوية1/128). وذكر نشوان الحميري" العنية : بول البعير يجعل في الشمس مع أخلاط تخلط به أياماً حتى يعقد ، ثم يطلى به الأجرب. يقال في المثل" عَنِيَّةُ تشفي الجرب". (شمس العلوم7/754). (مجمع الامثال2/18). (المقاييس4/184).

صحيح ان الجمال لعبت دورا في حياة العرب، سيما البدو، ولكن هكذا كانت حال الشعوب كلها وليس العرب، فهل كان الفرس يركبوا الطائرات مثلا، والعرب تركب الجمال في الأزمنة القديمة، وسائط النقل القديمة كانت الخيول والجمال والبغال والحمير، وتطورت الى عربات تجرها الخيول بعد اختراع الدولاب، واستخدمت الفيلة في الحروب.
من الغرائب التي وجدتها بعد انتشار سيارات السايبة الايرانية الصنع في العراق، مما يؤكد ان الفارسي لئيم وحقود، ويكره العرب بشكل لا يصدق، ويحاول ان يهينه بشتى الطرق، وغالبا ما يسخر منه ويسميه بالإعرابي البدوي، يعيش مع الجمال حياة البراري، ويشرب بول البعير، عندما سمعت بالسيارات الايرانية (السايبه) التي أغرقت العراق، قلت مع نفسي هذه الكلمة عربية فهل العراقيون هم من أطلق عليها هذه التسمية أم الفرس؟ وتبين انهم الفرس، فقلت كما توقعت!
هل تعرفون ما معنى السايبه في اللغة العربية؟ ذكر نشوان الحميري" السايبه: هي الناقة كانت تسيّب في الجاهلية لنذر ونحوه فلا تحلب ولا تركب ولا ينتفع منها بشيء ، يتقربون بذلك إِلى الله تعالى، قال عزوجلٌ في سورة المائدة/103(( ما جَعَلَ اللهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلا سائِبَةٍ ))"
قال الشاعر:
عقرتم ناقةً كانت لربي وسايبةً فقوموا للعقابِ
قال ابن إِسحاق : السايبة : الناقة إِذا تابعت بين عشر إِناث ليس فيهنّ ذكر سُيِّبت فلم يركبْ ظهرها ولم يَشربْ لبنها إِلا ضيفٌ وما نتجت بعد ذلك من أنثى شقت أذنها وسميت بحيرة وخُليت مع أمها. ويقال : السايبة : العبد يعتق ولا يكون ولاؤه لِمُعْتِقِه ويضع ماله حيث يشاء". (شمس العلوم5/569).
ايها الطَّغَام : اتقوا الله في شعبكم
الطغام هم أوغاد الناس، قال تعالى في سورة الشمس/11((كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْواها )).

ملاحظة مهمة
مما لا شك فيه انه في ظروف الحرب والحصار وانتشار الامراض والفقر والمجاعات يتوجه الناس لأكل ما تعاف عنه النفس ولكن الضرورات تبيح الممنوعات، وفي تأريخ الكثير من الشعوب أكل الناس الميتة والكلاب، بل وصل الأمر الى أكل الأطفال. ان التمسك بالحياة يجعل المرء لا يفكر في نوع طعامه بل أي شيء يسد به رمقه، وهكذا كان حال العرب وغيرهم من الشعوب، وهذه الحالة الاستثنائية لا يمكن اعتبارها حالة طبيعية ومستديمة تختص بها الشعوب، وانما طرف ما أباحها، لكن مع الأسف تمسك الفرس باسباغ هذه الصفة على العرب الغرض منها إهانتهم، مع ان التأريخ يحدثنا عن ممارستهم نفس الحال في حالات معينة، مثلا، ذكر ابن الجوزي عن احداث 16هـ" تحصنت العجم بيهرسير، و نصب عليهم سعد بن أبي وقاص عشرين منجنيقا. وحصروهم شهرين حتى أكلوا الكلاب و السنانير، وربما خرج الأعاجم يمشون على المسنّيات المشرفة على دجلة لقتال المسلمين فلا يقومون لهم، ثم تجردوا يوما للحرب، فقاتلهم المسلمون فلم يثبتوا لهم‌، فنزلوا، و وقع سهم في زهير بن الحياة، فقال زهرة: أخرجوه، فقال: دعوني فإن نفسي معي ما دام فيّ لعلي أصيب منهم بطعنة أو ضربة أو خطوة، فمضى نحو العدو، فضرب بسيفه شهربراز فقتله، ثم أحيط به فقتل". (المنتظم4/204). ونحن لا نعيب الفرس على أكل الكلاب والسنانير، لأن الظرف أجبرهم على ذلك، ولا نعيرهم بحالة استثنائية، كما يفعلوا معنا

من هم قطاع الطرق يا جهلة؟
أما بشأن وصف العرب بأنهم قطاع طرق، فقد تناسوا معنى كلمة فارسي! فقد ذكر هيرودوتس في تأريخه بأن معنى فارسي هو قاطع طريق! كما ذكر ابن حوقل وهو من الموالين للشيعة " ليس يستدرك من مفازة فارس وخراسان غير علم الطريق وما يعرض في أضعاف طرقها من المنازل والرباطات الموقوفة على سابلة الطريق ليستجر بها في شدّة البرد من الثلوج وفى شدّة القيظ من الحرّ وليس فيما عدا أطرافها كثير عمارة ولا سكّان، وهذه المفازة من أكثر المفاوز لصوصا وفسّادا وذلك أنّها ليست فى حيّز إقليم بعينه فيرعاها أهل ذلك الإقليم بالحفظ وتحيط بها أيد كثيرة من سلاطين شتّى فبعض هذه المفازة من عمل خراسان وقومس وبعضها من عمل سجستان وبعضها من عمل كرمان وفارس واصبهان وقمّ وقاسان والري فإذا أفسد القاطع فى عمل دخل عملا آخر، ومع ذلك فهي مفازة يصعب سلوكها بالخيل وإنّما تقطع بالإبل فأمّا دوابّ عليها أحمال فلا تسلكها إلّا على طرق معروفة ومياه معلومة إن تجاوزها في أعراض هذه المفازة متجاوز هلك، وقد سلكتها على الوجهين جميعا فمّرة مع المفردة وأخرى مع الجمال المحمّلة، وللصوص في هذه المفازة ملجأ يعتصمون به ويأوون اليه ويخفون فيه الأموال والذخائر يعرف بجبل كركس كويه وكركس اسم المفازة التي تتاخم الري وقمّ الى مسيرة أيّام عنه". ( صورة الأرض2/402).

كما ذكر المقدسي" القفص يسكنون جبالا بكرمان يتاخم نيسابور، قوم لا خلاق لهم وجوه وحشة وقلوب قاسية وبأس وجلادة لا يبقون على أحد ولا يقنعون بالمال حتّى لا يقتلوا من ظفروا به بسلاح، بل بالأحجار كما تقتل الحيّات تراهم يضعون راس الرجل على بلاطة ثم يضربونه بالحجر حتى ينصدع وسألتهم عن ذلك قالوا: لا تفسد سيوفنا ولا يفلت منهم أحد الّا ندر، ولهم مكامن وجبال يمتنعون بها وكلّما قطعوا في عمل هربوا الى آخر".(أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم/489). وقال المؤرخ الشيعي اليعقوبي "بغداد ليس مثل ولا كأرض خراسان، الطاعنة في مشرق الشمس، التي يحيط بها من جميع أطرافها عدوّ كلب، ومحارب حرب". (البلدان/20).

وقال الهمداني عن بعض الظرفاء" مجالسة أهل فارس تورث الزندقة. ومجالسة أهل الأهواز تورث الغدر. ومجالسة أهل البصرة تورث صغر الهمة. ومجالسة أهل واسط تورث البذالة. ومجالسة أهل الكوفة تورث المروءة والتجمل. ومجالسة أهل بغداد تورث الفتك والظرف واللباقة والنظافة". (كتاب البلدان للهمداني/316). كما كتب العتّابي إلى المأمون: إن للعرب البديهة، وللعجم الرّويّة، فخذ من العرب آدابها ومباني كلامها، وخذ من العجم مكايدها ونتائج فكرها، تجتمع لك فصاحة العرب ورجاحة العجم". (البصائر والذخائر7/78). وقال عبد الرحمان بن أخي الأصمعي دخلت على الجاحظ فقلت افدنى في البلدان فائدة قال نعم الأمصار عشرة المروّة ببغداد والفصاحة بالكوفة والصنعة بالبصرة والتجارة بمصر والغدر بالريّ والجفاء بنيسابور والبخل بمرو والصّلف ببلخ والحرفة بسمرقند، وقد صدق لعمري". (أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم/33).


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

بحوث، الفرس، العرب، إيران، الصفويون، الشعوبية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 24-01-2024  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كفى الله البصراويين النشامى شر الصفوية والخمينية
  الفاشية الجديدة بغلاف معاداة السامية
  شرفت أيتها الخيبة في مروجنا السليبة
  عارنا في غزة ما بعده عار
  توجهات صهيونية لتغيير المناهج الدراسية العربية
  التهمة الكيدية في حرق مكتبة الإسكندرية/ 9 وهي الأخيرة
  التهمة الكيدية في حرق مكتبة الإسكندرية/8
  التهمة الكيدية في حرق مكتبة الإسكندرية/7
  التهمة الكيدية في حرق مكتبة الإسكندرية / 6
  التهمة الكيدية في حرق مكتبة الإسكندرية/5
  ذئاب في المدينة عرض لرواية الأديب الفلسطيني طارق صبح
  التهمة الكيدية في حرق مكتبة الإسكندرية/4
  زيارة الرئيس الإيراني إلى العراق ضيف ثقيل الظل
  التهمة الكيدية في حرق مكتبة الإسكندرية/3
  التهمة الكيدية في حرق مكتبة الإسكندرية/2
  التهمة الكيدية في حرق عمر الفاروق لمكتبة الإسكندرية/1
  الاعلام العراقي ببغاء في قفص ولاية الفقيه
  نور زهير اللغز الذي أمكن حلٌه
  زواج القاصرات في العراق العقل القاصر في زواج القاصر
  في العراق العجب ليس في رجب فقط
  تغريدات من العراق الديمقراطي الجديد/21
  القوادة والعهر السياسي /2ـ 2
  القوادة والدعارة السياسية /1ـ 2
  بمناسبة يوم الغدير: هل يغلق اهل السنة المساجد والجوامع
  مبحث حول محاورة بين كتاب عن أصل الكرد
  يوم الغدير: عندما تتحول الأساطير والبدع إلى حقائق دامغة /3 ـ 3
  يوم الغدير: عندما تتحول الاساطير والبدع الى حقائق دامغة/2 ـ 3
  يوم الغدير: عندما تتحول الاساطير والبدع الى حقائق دامغة/1ـ 3
  هل ايران فعلا محاصرة؟
  إشكال الصدر على الله تعالى يثير الحيرة

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
أ.د. مصطفى رجب، محمود فاروق سيد شعبان، عزيز العرباوي، د. مصطفى يوسف اللداوي، د. أحمد بشير، سلوى المغربي، صلاح المختار، إيمى الأشقر، طلال قسومي، كريم السليتي، العادل السمعلي، سامر أبو رمان ، د - شاكر الحوكي ، عبد الله زيدان، إياد محمود حسين ، محمود سلطان، خبَّاب بن مروان الحمد، رشيد السيد أحمد، طارق خفاجي، محمود طرشوبي، محمد أحمد عزوز، علي عبد العال، صباح الموسوي ، مراد قميزة، د.محمد فتحي عبد العال، كريم فارق، حاتم الصولي، عبد الغني مزوز، د - محمد بن موسى الشريف ، عراق المطيري، حسن عثمان، محمد شمام ، علي الكاش، سليمان أحمد أبو ستة، الهادي المثلوثي، جاسم الرصيف، عبد العزيز كحيل، فهمي شراب، محمد عمر غرس الله، د. عادل محمد عايش الأسطل، أحمد الحباسي، د - مصطفى فهمي، محمد الطرابلسي، محمد العيادي، د- جابر قميحة، د. خالد الطراولي ، سعود السبعاني، خالد الجاف ، محمد علي العقربي، يحيي البوليني، الهيثم زعفان، حميدة الطيلوش، د- محمود علي عريقات، ماهر عدنان قنديل، الناصر الرقيق، المولدي اليوسفي، د- هاني ابوالفتوح، يزيد بن الحسين، رافع القارصي، د. أحمد محمد سليمان، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، أنس الشابي، د - الضاوي خوالدية، حسن الطرابلسي، المولدي الفرجاني، محمد اسعد بيوض التميمي، د- محمد رحال، محرر "بوابتي"، رافد العزاوي، د. عبد الآله المالكي، ضحى عبد الرحمن، عمر غازي، صفاء العربي، أحمد بوادي، مصطفى منيغ، بيلسان قيصر، رضا الدبّابي، سفيان عبد الكافي، إسراء أبو رمان، فتحـي قاره بيبـان، أشرف إبراهيم حجاج، محمد يحي، عبد الرزاق قيراط ، سلام الشماع، نادية سعد، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د - صالح المازقي، رمضان حينوني، د. صلاح عودة الله ، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمد الياسين، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د - محمد بنيعيش، عبد الله الفقير، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د. طارق عبد الحليم، مصطفي زهران، عواطف منصور، فتحي العابد، د - عادل رضا، ياسين أحمد، صالح النعامي ، فتحي الزغل، أحمد النعيمي، صلاح الحريري، د - المنجي الكعبي، رحاب اسعد بيوض التميمي، تونسي، سامح لطف الله، وائل بنجدو، صفاء العراقي، أحمد ملحم، منجي باكير، مجدى داود، فوزي مسعود ، أبو سمية، عمار غيلوفي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، سيد السباعي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة