عمار غيلوفي - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 935
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
* يعود هذا الموقف الى المؤسس التاريخي للماركسية وهو كارل ماركس،فقد ذكرت الكاتبة الألمانية مارلين فيسبر في كتابها :(ماركس في الجزائر) ترجمه الكاتب العراقي المقيم في المانيا حسين الموزاني،أن كارل ماركس زار الجزائر في 20 فيفري 1882 للتداوي،وكتب الى صديقه فريديريك انجلز في 18 افريل من نفس السنة يصف الشيخ بوعمامة الثائر الجزائري الذي أسر من الفرنسيين في عملية واحدة 300 محارب،أنه " لص مسكين وقاتل محترف من العرب"،ولما قبض الفرنسيون على الشيخ بوعمامة،اعدموه وقطعوا رأسه ولم يسلموا الرأس الى اهله لدفنه،علق كارل ماركس في نفس الرسالة مستهزئا : " عندما يذهب الجذع دون الرأس يسأله محمد : أين رأسك؟ أنت لست ٱهلا لدخول الجنة دون الرأس ...".. وتعلق الكاتبة الالمانية أن ماركس كان محكوما بالنظرة الثقافية الأوروبية المستعلية على الٱخر،فوصف الدين الاسلامي بأنه " دين صحراوي يتنافى مع القيم والمعرفة الاوروبية ..."
* ويعرف ان ماركس شجع الاستعمار الفرنسي للجزائر لينتقل المجتمع الجزائري من الطور البدوي والاقطاعي الى الطور الرأسمالي بحسب المادية التاريخية عند ماركس تمهيدا للمرحلة الاشتراكية الانتقالية الى الطور الشيوعي ...
* اليسار العربي ، والتونسي خصوصا بقي حبيس المقولات والفهم الماركسي لمجتمعهم،وورثوا الاستعلاء الثقافي على بني جلدتهم ممن يتكلمون اللغة العربية ودرسوا في الكتاب وحفظوا القرٱن وتمسكوا بهويتهم العربية الاسلامية .
* حاول اليسار جاهدا ولا يزال احلال التغريب محل التعريب،واقناع الوعي الاجتماعي المتجذر في تربته،بأن يستعيض عن قيمه ( الرجعية) بقيم الأممية الكونية التي تلتقي فيها الانسانية عامة بشكل متجانس،نحو ثقافة الكوني الانساني الذي لا لون له،ولا انتماء ولا اصول ولا دين... ويمقتون التاريخ والحضارة والرموز التاريخية للحضارة،ويتعلقون بمستقبل مثالي فكري تغيب فيه ملامخ الشخصية الوطنية التاريخية المتفردة....ومن ثم فهم يناصبون العداء والكراهية لكل من يشدهم رجعيا الى الطور البدوي او القومي خصوصا اذا كان متشربا بالعامل الديني ...
* اليسار التونسي ،يتسلح بألفاظ لا بمضامين،( الظلامية- الرجعية-التطرف - الارهاب - التشدد - الأصولية - التخلف - الدواعش ...) ليسم بها خصومه الايديولوجيين،ويسم نفسه بألفاظ ( التقدمية - الحداثة - التنوير - العقلانية - الانسانية - الكونية - العائلة الديمقراطية - الحرية - التسامح ...) ليبتاع بها تعاطفا داخليا وخارجيا ، في غياب بدائل جدية ومفصلية للتخلف والبطالة ...
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: