فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 349 محور: الفرد التابع
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
يعتقد الكثير أننا نعجز عن التأثير في الواقع ومنه عجزنا إزاء حال إخوتنا ب...غ// زة، بسبب أننا لا نقدر على الفعل، لكوننا جبناء أو متخاذلين أو متواطئين
وهذا تصور مبني على فرضية أننا نعرف ماذا يجب أن نفعل، لكن المشكلة توجد في مستوى تنفيذ الفعل المفترض القيام به
هذا التصور غير سليم، الحقيقة بالمقابل هي أن أغلب عجزنا ناتج من كوننا لانعرف ماذا نفعل، ولا ندري إلى أين نتجه، وليس لأننا نعرف وعَجَزْنا عن تنفيذ ما نعرف
عجزنا سابق عن الفعل لأننا لم نصل أصلا لمستوى الفعل والحديث في معالجته وتنزيله، لذلك هو عجز معرفة وليس عجز تنفيذ، هو عجز تصوري وليس عجزا ماديا
إذن نحن نعجز لأننا لاندري ماذا نفعل، ثم إن العجز الناتج عن عدم المعرفة أشد من العجز الناتج عن عدم القدرة
لأن الأول عجز تصوري، بينما الثاني عجز تقني مادي، وفقر التصور والفكر أشد من فقر المادة، كما أن انعدام أو تأخير التنفيذ يمكن بيسر نسبي تعويضه، بينما انعدام الفكرة لايمكن تعويضه إلا قليلا وبجهد غير يسير
نحن لم نقرر بوضوح وقناعة أي إطار ومركزية عقدية يجب أن تضبط واقعنا ومنها تشتق الأحداث وتفسرها، من مثل ماذا يجب أن نفعل ازاء الغرب وكيف نفهم مواقفه مما يقع من أحداث غ.. ز..ة
لم نصل بعدُ لتصور شامل نتعامل به مع هذه الأنظمة السياسية التي تحكمنا منذ عقود، ولم نقرر بعدُ طريقة إزاحتها إن أردنا ذلك
نحن ضحايا منظومات إخضاع ذهني لا يفلت منها إلا القليل، تعمل على التحكم فينا وتوجيهنا لحيث يريد سادة الواقع
لذلك لا يتفق عموم الناس على أي فكرة يمكنها تغيير واقعنا، إذ إن تكلمت الأقلية غير الخاضعة لسطوة منظومات التوجيه لم يُسمع لها وشُوّهت وتم عزلها وقلّ أثرها حتى يكاد ينعدم
وإن قبلت فعل إخضاع منظومات التشكيل الذهني تحولت لمكوّن إضافي من قطيع كبير ممتد الأطراف يغطي مساحة الواقع، يتعامل مع الأحداث بسكون في سلوك يقرب لسلوك البهائم كما نرى الآن في مايتعلق بمختلف القضايا وآخرها قضية فلسطين