هل يجب على الفرد أن يتخذ زعيما، يلزم نفسه بالدوران حوله: أردوغان وآيات الله
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 302 محور: الفرد التابع
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
مثلما أن البعض في أول نشأتهم زمن المراهقة يتنافسون حول الفرق الرياضية مما يوجب على الفرد لزوم اتخاذ فريقا ما قطبا يدور حوله يشجعه في كل نتائجه ويتعقب أخباره، فإن البعض من الكهول بل ومن الشيوخ، يُلزم نفسه أيضا بوجوب اتخاذ شخصا ما مرجعا في السياسة والدين وعموم أفعال الواقع، بما يقرب لما لدى الشيعة مع مراجعهم المقدسة
لا أفهم لماذا يدافع البعض عن "أردوغان" بحماس ويُجهد بعضهم نفسه في ذلك بما يعجز على الأرجح الإتيان به أنصار "أردوغان" المقربين
ويفعل آخرون مايقرب ذلك أو لعله يفوته مع "حسن نصر الله"، فيدعونه بالسيّد، ولعل بعضهم يجد لديه الحميّة والقربى للخامنئي ذاته
وقبلها تجد الكثير يدافع عن رئيس بلد ما ك"مرسي" بحماسة غير موضوعية، أو عن شيخ من أولئك المثيرين الذين يدورون حول الحكام فيجعله علما وشيخ الإسلام والعلّامة، فهذا يدافع بحمية عن "ابن باز" و"العثيمين"، وآخر من جهة مقابلة يدافع مثله بحمية عن "القرضاوي"
وكلهم يغض الطرف عن أفاعيل الثلاثة هؤلاء (ابن باز، العثيمين، القرضاوي)، في نصرتهم الحكام والتمهيد للتمكين الأمريكي في بلاد المسلمين وقتلهم الالاف منهم، لا يغير من ذلك كون الثلاثة هؤلاء علماء، لأن توفر العلم لايعني بالضرورة العمل به
الفرد السوي حينما يبلغ الرشد يفترض أن يكون حرا لا تعلق له بأحد، وليس له أن يلزم نفسه بالدفاع عن أحد، ويجب عليه أن يدرك ويستوعب أن مناط كونه حرا، أن لا يتخذ بشرا مثله ربا صغيرا يدور حوله فينصره ويدافع عنه بهوس عاطفي في كل حاله، وأن علاقته بالناس الرموز كونهم حملة فكرة، فموقفه منهم لاحق عن الفكرة وليس سابقا عنها، فإن وفّقوا وافقتهم وإلا فلا، فالتعامل السليم يكون بمحورية الفكرة لا بمحورية الشخص
تحرروا يهديكم الله، وبادروا بكسر الأصنام التي تتخذونها أربابا من دون الله فإنها هي التي رذلتكم وقزمتكم ومنعتكم من النمو الذهني