فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 518 محور: الفرد التابع
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
هناك خلل تصوري في مسألة النضال والمقاومة عموما
علينا أن نعرف أننا نقاوم لكي نحيا بسوية ونسعى في الأرض ونعمرها، ولسنا نحيا لكي نقاوم
هذا التفصيل المنهجي مهم جدا، لأنه يعني نوعية التوجه والتحرك الفردي، هل هو محورية المقاومة أو محورية السعي في الحياة
حينما تكون المقاومة والنضال هي المحور، يعجز الفرد عن الفعل في الحياة حينما ينتهي من المقاومة، ويفشل في مساحات الفعل المؤثرة في الموجود، لكأنه يستهين بمساحات الواقع التي تتطلب أفعالا مخصوصة لحسن إدارتها من صنف وكفاءة غير تلك التي للنضال، ولكأنه يفضل العودة لمستويات النضال حيث يمكنه أن يفعل ويفاخر
فهو صاحب رصيد في ذلك ولا رصيد له في المجالات الأخرى
لذلك تجد من يتحرك بمحورية النضال يعيش خارج سياق الواقع ذهنيا لايكاد يستوعب بعمق واقعه او قل لكأنه لايقبل به ولايستطيع التعامل معه
وإن حدّث ذكّر ضمنيا بنضالاته، وإن طُلب منه حل لمشكلة ما تعامل بمنطلق المفاضلة النضالية وليست المفاصلة الموضوعية التي تستدعيها اشكالية الواقع
ثم إن التعلق بلحظة النضال السابقة، فيه تجميد لفعل النضال، لأننا ازاء استرجاع مرحلة زمنية وليس فعل النضال ذاته، وهذا ينتج عنه عدم استيعاب ممكنات النضال الجديدة التي قد لاتكون من نفس اصناف النضال السابقة
اذن هذه اشكالية كبيرة تواجه قدماء المناضلين حينما يستلمون مسؤوليات مابعد النضال ولاينتبهون لهذا النوع من الصراع والعجز، وهذا يساهم بدرجة كبيرة في تضييع فرص الانجاز الواقعي، مما ينتهي بفشل في مهماتهم الجديدة