التعامل الساذج مع كاتبة مسلسل الفهري: نموذج من التفكير البدائي
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 583 محور: تفكيك منظومة فرنسا
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
مادمنا نفكر في الواقع بصيغة الأحداث المنفردة وأنها لا أسباب أوجدتها ولا خطط صممتها، فلن نصل لفهمه ولا التأثير فيه، وسنبقى مفعولا بنا وفينا
مادمنا لا نتعامل مع الواقع أنه منظومة ذات خلفية عقدية تصمم وتنتج الأعمال خدمة لأهدافها التي تمضي فيها منذ عقود، فلن نصل لفهم الخطورة
واقعنا تحكمه منظومة تشكيل ذهني هي التي تؤثر في مستويات الفعل الثقافي والتعليمي والاعلامي
حينما نتعامل مع الواقع أنه منظومة تتحكم فيها منظومات تأثير، فإن الفعل الفردي سيكون منبها ومؤشرا على غيره من حلقات الفعل بتلك المنظومة
مثلا كاتبة مسلسل "فلوجة" الذي تبثه قناة الفهري، أليست هي التي نشرت من قبل كتبا باللهجة الدارجة ذات محتوى جنسي، ومرّ الحدث كأن لم يكن
لو كانت أداة الفهم لدينا هي النظر في المنظومة التي تتحكم في تونس وأنها ذات خلفية قريبة من فرنسا، لكنا عرفنا أن هناك من يسّر لها نشر كتابها التافه الأول ثم الثاني والذي وصلت الان طبعاته أكثر من 10 طبعات، وتم توزيعه بالمكتبات بل واحتفي به في المعارض، والحال أن غيرها لا يجد من يطبع له كتبه الفكرية والأدبية
لم ننتبه ولم نثر قضية محاربة اللغة العربية من خلال النشر باللهجة عوض اللغة العربية وهذا مؤشر خطر ثقافي كبير مرّ من دون رد
لم نسع لمنع كتبها باعتبارها كتبا جنسية يفترض سحبها من التداول في المساحات العامة وقد كانت أحزابنا تحكم وتؤثر ويمنكها المنع، لكننا سكتنا عن كل ذلك تقربا من منظومة فرنسا أو جهلا بخطورة تلك التحركات
لم نفعل أي من ذلك وافترضنا أن كل شيئ تلقائي كعادتنا في "رفض نظرية المؤامرة" حيث نعتقد أن كل شيىء بالواقع عشوائي مفترضين أن الكل مثلنا في عشوائيتنا وسذاجتنا، ولم نقبل بفكرة أن فرنسا ومنظومتها هي التي تسير منظومة لمحاربتنا منذ عقود
بالطبع التسيير والضبط الفرنسي لايعني وجود قاعة عمليات يتحكم فيها احدهم يعطي الاوامر، لا لا، التسيير يعني خلق مناخ في تونس يتحرك بانتاجاته اللامادية في المركزية الغربية بالنكهة الفرنسية ومجالها المفاهيمي، اما الباقي فصاحب الفعل سيكتفي لوحده بانجازه لأن خراجه لن يكون الا خادما لما خطط له
ثم تصبح تلك المرأة بكتاباتها التي تتحدث عن التجارب الجنسية بالتفاصيل القبيجة، كاتبة لعمل تلفزي يدخل بيوتكم، ساعتها استفقتم
نحن عينة لغياب الوعي، بل عينة لغياب المنهجية في الفهم والتفكير، نتعامل مع الواقع أنه نقاط سائبة لا رابط بينها
لو كنا نتعامل مع الواقع أنه منظومة مترابطة تحكمها وتؤثر فيها منظومة تشكيل ذهني له علاقات مباشرة او ضمنية مع فرنسا والمركزية الغربية عموما، لكان حالنا غير حالنا الان
مادمنا لم نفهم هذه البديهيات ولم نفكر بطريقة منهجية، فترقبوا مزيدا من الاقتلاع