أسلوب السخرية زمن وجوب الفعل يعني العجز والتسليم بالهزيمة: السخرية من لباس بنت السيسي ومن لباس أعوان قيس
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 632 محور: مختلفات
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
المنهزمون بمصر الذين غلبهم الانقلاب هناك وقتل جماعتهم وشرد من بقي منهم، وهم الذين احترفوا العجز والدوران في نفس المكان منذ زهاء القرن في عبثية لايريدون ان يكفوا عنها، يقومون بالسخرية من بنت رئيس الانقلاب هناك وكيف انها تلبس قلادة باهظة الثمن ولا تعرف التصرف بلياقة في زفاف بنت ملك الأردن
في نفس الوقت، يتصرف المنهزمون لدينا بتونس بسلوك يشبه منهزمي مصر، حيث يسخرون من اتباع الانقلاب الذين افتكوا مجلس النواب منهم بغير حق وكيف انهم لايحسنون لبس ربطة العنق، وهم ليسوا بدعا فقد سخروا من قبل من المنقلب ذاته قيس أنه ليس استاذا وإنما مساعد وعيروه أنه ابن حي شعبي وغيرها من الوصم
من يتابعني يعرف أني كتبت من قبل مرتين في رفض اسلوب التناول الهابط هذا، ورفضي لهذه الاساليب ليس بالضرورة من منطلق اخلاقي وان كان ذلك يصح، وانما لاعتبارات اخرى:
- التناول الذي يركز على وصم الخصم بسمات خلقية او شخصية عموما، يعني ان مشكلتك معه توجد هناك وليس في مكان اخر خارجه من أفعاله، ذلك يعني ان بنت منقلب مصر لو كانت تحسن الاناقة لقبلت بها وبأبيها، وان قيس سعيد لو كان يسكن حيا راقيا مثلا لقبلت بانقلابه وانه لو كان دكتورا او ضابط جيش لقبلت به
- التناول السفيه هذا يُنزل موضوع المغالبة مع خصمك من مستوى قضايا تتعلق ببلد تجاوز الشخص في ذاته لمستوى موضوع شخصي يتمحور حول الافراد وسلوكياتهم، فهو إذن خفض من قيمة المشكلة ويوحي كأنها شخصية وليس قضية انقلاب يهم بلدا كاملا وفيه خسائر ومنافع ضائعة تهم الملايين
- طرق التعامل مع الانقلاب هذه توحي أن رموزه ليس لهم من مآخذ يمكن تناولها بحيث نضطر للالتفات للمسائل الشخصية
- هذا التعامل يتناول نقاطا لا تهمنا اصلا، ولم تكن يوما موضوع اختلافنا مع هؤلاء، فنحن كنا سنسكت عن كون قيس سعيد يسكن المنيهلة لو لم ينقلب، ونحن كنا سنسكت عن ليلى الحداد كونها لا تتقن الكتابة بالعربية لو لم تسند الانقلاب، اي ان النقاط المتناولة اساسا مواضيع لا علاقة لها بالمسائل التي تهمنا وهي هنا الانقلاب
- الاستناد للسخرية المتمحورة حول المستوى الخُلقي للفرد، تمثل تعويضا عن الفعل المطلوب انجازه واقعا، إذن نحن إزاء إيهام بالفعل و نوع من التعويض المتخيل عن الفعل الحقيقي الغائب
بالتالي السخرية دليل عجز وتسليم بالهزيمة، فلايحسن بالتالي المواصلة فيها ان اردنا البقاء في مستوى المقاومة