حينما يتساوى الكل في الصفات، تنعدم الأهمية التمييزية بسبب ضياع المعنى
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 550 محور: مقالات في المعنى
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
الصفات والخصال التي لايمكن قياسها ولا تتطلب مصداقا أي دليل اثبات في الواقع، تمثل خطرا، لأن بإمكان أي كان الادعاء بحصولها لديه وفيه من دون ان تستطيع نفي ادعائه
يزيد المشكل حينما نعرف ان عموم المفاهيم اللامادية التي لا تتطلب مصداقا ماديا، تنطبق عليها هذه الملاحظة
فبإمكان أي كان ان يدعي الشرف والنضال والعفة والحكمة، وهو ادعاء يمكن ان ينسبه لنفسه لكن كذلك لزعيمه وشيخه
فتتحول الخصال والمزايا لصفة مشتركة بين المتعارضين، مما يضعف قيمتها التمييزية، وتتضاءل دلالتها التي كانت من مكوناتها المفاضلة بين الناس
فيصبح لاقيمة تذكر للمناضل وللمثقف وللشريف ولغيرها من الصفات التمييزية الشخصية، مادامت صفات سائبة مشتركة بين الكل من دون نفيها
وحينما تنعدم القيمة التمييزية للخصال الايجابية ابتداء، فان ذلك يجعل المجال متاحا لضياع معاني المفاهيم، اي نتحول لوضعية تتم فيها عملية تغيير معاني المفاهيم وتتفيهها