البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات محرر بوابتي
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك

الترويج لقيم المركزية الغربية من خلال زعم التصدي للانقلاب، نموذج شيماء عيسى

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس   
 المشاهدات: 412
 محور:  المفكر التابع

 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


تنشر الصفحات الرافضة للانقلاب وأهمها صفحات تدور في فلك حركة "النهضة"، إشادات ب"شيماء عيسى" التي برزت فجأة بعد الانقلاب، وآخر مانشر عنها التعريف بها أنها مناضلة نسوية مدافعة عن القيم الكونية، كما أنه أعيد التذكير بكتاب لها أصدرته عام 2020 عن النسوية والجندر

القيم الكونية تعبير مخادع يقصد به القيم الغربية، والمناداة بالقيم الكونية دعوة للإلحاق العقدي والفكري بالمركزية الغربية والانضباط بها والاقناع بوحدانيتها

لاتوجد قيم كونية، إنما هو مصطلح يعكس تطرف الغرب وعنجهيته التي يرى من خلالها أن لاقيم إلا قيمه وزاد أن جعلها أقصى القيم الممكنة وأنها قيم كل الكون

العالم لاتحكمه قيم المركزية الغربية فقط على الأقل نظريا، لأن الاسلام أيضا يحمل مشروع مركزية عالمية

الإسلام العقدي (1) أي الاسلام كمشروع شامل وجد لقيادة العالم، يمثل مركزية عقدية وفكرية بمشروعه البديل عن المركزية الغربية ببعديه الشهادة والغيب عكس المركزية الغربية ذات البعد الواحد وهو بعد الشهادة
إذن مايسمى القيم الكونية ليست حتمية لأنها مجرد مشروع الغرب وقيمه، والمنادون بالقيم الكونية مجرد تُبّع وأدوات إلحاق بالغير، والقول بالقيم الكونية دعوة لمعاداة المركزية الاسلامية

ولقد انتجت المركزية الغربية مصطلحات منها النسوية ثم الجندر أي رفض التصنيف الجنسي الثنائي كما نعرفه ويُنادى بالجنس الثالث باعتباره حرية شخصية كمايقولون، وتعمل عموم النسويات التونسيات على تبني هذا المصطلح بظلاله الثقيلة المشبعة بهذه القيم الموغلة في التطرف
وتحول الجندر لمصطلح متبنى لدى النسويات التونسيات بل وتعقد الندوات في تونس لنقاشه في اعتراف ضمني به في مؤسساتنا الجامعية من دون صد لكل هذا العبث، وهذا يعطي فكرة على مدى قوة تمدد مفاهيم المركزية الغربية وانضباط الفواعل الالحاقية التونسية بها ومنها شيماء عيسى هذه

هناك مساعي لتوظيف فعل التصدي للانقلاب كأداة للترويج للأنا التابعة للغرب المروجة لمبادئه، وهو مايفهم من طريقة التعريف بشيماء عيسى من خلال استدعاء معاني أنها ناشطة نسوية ومدافعة عن القيم الكونية وتكتب حول الجندر

هناك تصور يريد جعل فعل التصدي للانقلاب كنقطة من مسار التقرب من الغرب وقيمه، ثم الإيحاء أن مسارنا السياسي بتونس هو مسار تابع لكم أيها الغرب، فلتقفوا معنا إذن، هناك توسل للغرب بالقول أننا تبع لكم ومتبنون لمشروعكم ومركزيتكم وهي كلها دعوات للالحاق به ولتدخله

بالتوازي لم نلاحظ من كتب عن رموز "النهضة" الموقوفين في التعريف بهم أنهم أصحاب مشروع اسلامي عالمي يغالب المركزية الغربية، والحال أن الانشطة الدعائية التي تتصدى للانقلاب يقوم بها في أغلبها جهاز دعائي يقرب للنهضة

هذا يؤكد وجود مساعي التقرب من الغرب بتبني مركزيته العقدية، وهو ماظهر طوال عشرية "الثورة" من خلال السعي المهموم بالتقرب منه وطلب رضاه بتبني قيمه الكونية والالتزام بتوصياته وفتح المجال لانتصاب المنظمات الممولة من طرفه وصولا حتى لتلك التي تدعم اللواطيين وتركها ترتع في تونس، مروروا بالمنظمات التي تتبع أدق تفاصيل عمل مؤسسات الدولة بزعم الشفافية وغيرها

هناك مساعي لدفعنا للقبول بالتبعية كأمر واقع لاخيار لنا في مقاومته من خلال التسويق لرموز التبعية للغرب والترويج لخطابهم في سياق التصدي للانقلاب، أي كأنهم يحرجوننا بحيث يظهر رفض التبعية للغرب بمثابة مساندة للانقلاب فنضطر لقبول مجهودات الترويج للمركزية للغرب، وهذا فعل خبيث يكشف وجود نية سابقة في هذا

نحن إزاء حلقة أخرى من تعميق عمليات الإلحاق بالغرب، وهذا توجه علينا رفضه
لأنه لاخير في فعل سياسي يعمل على إلحاقنا بالغير فضلا أن يكون هذا الغير مغالبا لنا
نحن أساسا مشاكلنا ماهي الا نتيجة لتدخلات الغرب وتبعيتنا له، وحل مشاكلنا يكون بالتحرر منه لا بمزيد الإلحاق والتبعية له، وأخطر التبعيات التي يجب التصدي لها التبعية العقدية والفكرية وأول تلك خطورة التي تتحرك في ميادين النسوية والجندر والقيم الكونية

--------
(1) الإسلام العقدي مصطلح أستعمله مع مصطلحين آخربن وهما إسلام الهوية وإسلام الثقافة، حيث الأول هو الإسلام "الكامل" نظريا القادر على ضبط الوجود، في حين أن الاخيرين تمثلات الاسلام في واقع الانحطاط
يرجع لكتاباتي السابقة حول هذه المصطلحات

*************
فوزي مسعود
#فوزي_مسعود
#المفكر_التابع

الرابط على فايسبوك
. المفكر التابع (6): الترويج لقيم المركزية الغربية من خلال زعم التصدي للانقلاب، نموذج شيماء عيسى


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

فايسبوك،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 4-03-2023  


تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك حسب المحاور
اضغط على اسم المحور للإطلاع على مقالاته

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء