البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات محرر بوابتي
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك

نقص الخيال حينما يحكم المثقف ورجل السياسة

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس   
 المشاهدات: 386
 محور:  الفرد التابع

 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


الفرد في أول حياته زمن يكون طفلا لايفهم إلا المحسوسات ولا يتعلم إلا من خلال "الأقراص" و"الأعواد"، لأن الخيال ينقصه

والذي يتخذ وليا صالحا مركز عبادة يفعل ذلك لأنه يفهمه كمحل عقيدة ولأنه يصعب عليه تمثل مفاهيم الله الحقيقية وصفاته، أي أنه يتخذ الولي موئلا لأن الخيال ينقصه

والذي يذكر فرنسا بسوء إنما يقصر سوءها على سرقة الثروات الطبيعية، ولا يذكر أحد منهم وإن كانوا سياسيين أن خطر فرنسا لامادي من إلحاق ذهني وتبعية لغوية وثقافية قبل أن يكون ماديا، وهم يتصرفون بذلك الشكل لضعف الخيال لديهم

والذي يتعلق بوسائل الإعلام ويواظب عليها ويصدقها ولا يعرف أنها أدوات توجيه ذهني، إنما يفعل ذلك لأنه لا يملك الخيال

وناشط الثورة يعتقد أن قيس سعيد، وصل الرئاسة بمجهوده الخاص وبمبلغ خمسين دينارا وأنه قام بالانقلاب لوحده، وهو بفهمه ذلك حينما يتصدى للانقلاب فانه يجعل شخص قيس هو الهدف معتقدا أن فعل الإنقلاب بدأ به وانتهى عنده، فهو يتصور كل هذا لأنه لا يملك الخيال

ورجل السياسة والزعيم الذي يتعامل مع الواقع موضوع فعله، كما يبدو له من دون مراجعة لأسسه التي بني عليها ومحاولة تبين من بناها وأي جهة تخدمها، إنما يفعل ذلك لأنه لا يملك الخيال

------------

الآن يجب أن نعرف أن ما أقصده بالخيال الذي يعوز كل هذه الحالات، ليس خيالا من ذلك الذي نعرفه مما قد يكون من خيالات الشعراء والفنانين، وإنما هو نوع محدد من الخيال، الخيال الذي ينقص في هذه الحالات هو التفكير

ماينقص كل تلك الحالات هو التجريد الذهني، هو النظر الذي يجاوز الموجود، إنه التأمل الذي يكسر الحواجز التي تؤطر ذلك الواقع
التفكير الذي ينضبط بالموجود ويتخذه صنما لايفارقه ويخشى رفضه، مثله مثل خيالات الطفل الذي يعتقد أن أقصى واقعه هي تلك المحسوسات (الأعواد والأقراص) التي يتعلم من خلالها معاني المجردات أي الأعداد

لايختلف الفاعل السياسي والثقافي من أولئك الذين يتعاملون مع الحدث من دون النظر في سلسه أسبابه أو الذي يتناول واقعنا مع رفض إعادة النظر في أسسه الفكرية التي صممت وفرضت ودبرت بليل، لا يختلف عن الطفل في أول نشأته الذهنية

واقعنا بني منذ عقود، على أسس لم نشارك في اختيارها ولا تصميمها، واقعنا ذو أسس عقدية وفكرية فرضت علينا، وهي بنوعها وبنائها ذلك لكي تخدم فرنسا ومصالحها، ولا معنى لإنجاز فعل تحرري مقاوم متوازيا مع القبول بتلك الأسس

علينا التحرر من الربط بالمركزية الغربية التي تحكم لحد الآن كل منظومات تشكيل الأذهان في تونس (تعليم، إعلام، تثقيف)، كشرط لازم لأي فعل مقاوم وتحرري
وعلينا فهم أي فعل بواقعنا كنقاط في مسار ذلك الربط القسري الذي نقبع فيه منذ عقود، وأول ذلك الإنقلاب

-----------
فوزي مسعود
#فوزي_مسعود

الرابط على فايسبوك
. نقص الخيال حينما يحكم المثقف ورجل السياسة


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

فايسبوك،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 3-03-2023  


تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك حسب المحاور
اضغط على اسم المحور للإطلاع على مقالاته

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء