"على روحه السلام": نموذج للتبعية الذهنية من خلال صيغ التعزية
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 736 محور: الفرد التابع
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
اعترضني مرات عديدة استعمال بعضهم صيغة مستحدثة في التعزية بوفاة أحدهم أو إحداهن، فيقولون صيغا من نوع: سلام على روحه، لروحه السلام...
- هذه صيغة ترحم ليست على النمط المعهود لدى المسلمين وهي: رحمه الله، والله يرحمه
- هذه صيغة ترحم ليست من ابتكار قائلها وإنما هي نقل عن صيغ ترحم المسيحيين
- دعنا من الجانب الشرعي والفقهي والجواز وعدم الجواز ولننظر للمسألة من جهة قابلية التأثّر والرضوخ الذهني للغير، الذي يمثله استعمال هذه الصيغة
-استعمال هذه الصيغة عوض المتداولة في المحيط المسلم تكون إما عن وعي أو عن غير وعي
الاحتمال الأول إن كان عن وعي فذلك يكون إما عن وعي وقناعة بدلالة الصيغة تلك وتفضيلها على صيغة الترحم الإسلامية التي تدخل الله في الترحم، من دون رفض للإسلام، وإما يكون وعيا بكل ذلك مضافا إليه رفض الإسلام أساسا
في الحالة الأولى نحن إزاء وقوع تحت تأثير المجال المفاهيمي الغربي وظلاله المسيحية، وهو تأثير من القوة لحد وصوله إنتاج فعل واع يقول بتغيير صيغ المعاملات الإجتماعية وهي هنا الترحم
في الحالة الثانية نحن إزء أحدهم من الرافضين للإسلام والخاضعين لتأثير المجال المفاهيمي الغربي بظلاله المسيحية، مضافا إليه فاعلية وإرادة في نشر تصوره الجديد بين الناس
الإحتمال الثاني إن كان استعمال الصيغة تلك يتم من دون وعي، فهذا دليل على ضعف استيعاب خطر التأثيرات الذهنية للمجالات المفاهيمية المغالبة، وأن صاحب ذلك الإستعمال مجرد ريشة تتقاذفها التيارات، فهو يقبل أن يكون إمّعة تابعا ناقلا مستهلكا لكل ما يرده متصورا خلو الصيغ والمصطلحات من ظلال فكرية تصورية حكمت إيجادها، فيردد ما يطرأ عليه من دون النظر في الخلفيات المنشئة للمفاهيم والصيغ، فهو نموذج للفرد التابع، وإن كان من هؤلاء الذين يسمون مثقفين ومشتقاتهم فهو نموذج للمفكر التابع