البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

بمناسبة الخسارة الإنتخابية المدوية للتنظيم الموسوم بالإسلامي في المغرب

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 2501


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


تنظيمات مايسمى الاسلام الوسطي دمرت مشروعا كبيرا وهو المشروع الاسلامي من خلال ترذيله وجعله اداة لتكريس الواقع وتبرير انحرافاته، عوض مقاومة ذلك، وهي تنظيمات مهمومة بارضاء سادة الواقع والمتحكمين فيه من حكام و لوبيات :

في الاردن ثم حديثا المغرب، تفريعات الاخوان المسلمون اعطوا شرعية للنظام الملكي في البلدين وتبريراته المتخلفة للشرعية (انتماء مزعوم لنسل النبي، ثم حتى وان صح ذلك فهذا لا يجب ان تكون له اي قيمة)، اما التطبيع فهو تحصيل حاصل

في العراق، فرع الاخوان المسلمون وهو الحزب الاسلامي ساند الاحتلال الامريكي وشارك في حكومة بريمر، ووقف ضد المقاومة العراقية

في الجزائر، احد تنظيمات الاسلام الوسطي وقفت منذ بداية الالفية مع حكم الجنرالات القتلة، واعطتهم شرعية للحكم

في تونس، حركة النهضة، اعطت شرعية للواقع الذي شكل بخلفية فكرية علمانية فرنسة، لذلك وجدنا النهضة تتنافس مع العلمانيين وتزايد عليهم في محاربة الاسلام من خلال تبنيها لقوانين واجراءات التكفير والارهاب والزطلة واللواط وغلق الروضات القرانية وهي كلها ممارسات ظاهرها قانوني ولكنها تقصد التضييق على الاسلام والملتزمين به، بل ان النهضة ذهبت اكثر وزايدت، فوافقت على مواصلة تغليب اللغة الفرنسة على حساب العربية واستبعاد الاخيرة خلال فترة حكمها، واوجدت بدعة سيئة جديدة وهي ان يحكمنا اجانب واغلبهم فرنسيون، لان النهضة اساسا بها فرنسيون وبريطانيون وامريكان

اي ان النهضة اوجدت بعدا اخر للتبعية وهو القبول وتكريس وتقنين حكم الاجانب للتونسيين وهذه احدى انجازات الاسلام الوسطي للاسف

************
ردا على رأي رفض استعمال القوة / الصرامة في التغيير الجذري من طرف هذه الحركات، وتفضيلها السلمية كما يقولون

طرق مواجهة الواقع هي مجرد أدوات لتنزيل حلول وليست اطرا ونظريات فكرية

اولا الادوات لاتحمل الفشل والنجاح في ذاتها، بمعنى العنف او السلاح او التنازل والسلمية هي اساليب وادوات لايمكن القول بوجوبها او عدمها ابتداء وانما الاطار الموضوعي هو الذي يحدد وجوب تلك الاداة دون الاخرى
ثم ان القول بمنع اداة معينة من مسار عمل ميداني نضالي كالعنف بعينه او السلمية بعينها، عمل تحكمي توجيهي للفعل المقاوم، اما ان يكون بسبب خضوع لضغوط الواقع وهو اذن ليس عملا مقاوما جذريا لتغيير ذلك الواقع، او بسبب فهم للواقع يرى انه ليس بالسوء الذي يستدعي الهدم من خلال العنف والقوة، وهذا خلل في فهم الواقع او في فهم عنف القوة الذي يقدم عادة مقرونا بالدم والهزيمة وهذا غير صحيح لانه اختزال ممكنات في احتمال واحد وهو الهزيمة اذ يمكن بالمقابل ان تنتصر في المواجهات كما يمكن استعمال القوة من دون دم

ثانيا الادوات لاتناقش من حيث الجدوى هكذا مطلقة، اي لايمكن ان نقول ان العنف ليس وسيلة تغيير او السلمية ليست وسيلة تغيير هكذا في المطلق، لانها مفاهيم مضافة لا تاخذ دلالاتها الا بالتعدي لغيرها من عناصر الواقع

اذن اسس النجاح والفشل لاتوجد في الادوات، وانما في مستوى الهيكل المفاهيمي للحركات الاسلامية، والذي يحتوي التصورات لدور تلك الحركة في الواقع اي اندماجا وقبولا او تغييرا جذريا، ثم تاتي بعدها ادوات ذلك وهي السلمية او العنف

المشكلة مع حركات مايسمى الاسلام الوسطي خلل في مستوى فهم الواقع والعلاقة معه، هناك نوع من استصحاب طغيان الهزيمة النفسية والعجز تجاه الواقع ومكوناته، نتج عنه انخفاض سقف الادوار المتوقعة للفعل في الواقع والتي جعلت اقصاها السعي للاندماج والتاقلم مع ذلك الواقع والتماهي معه عوض مقاومته

اخيرا التغيير باستعمال القوة لم يفشل، بالعكس لم تنجح الا الحركات الاسلامية التي استعملت القوة كحماس وحزب الله والمقاومة العراقية وطالبان، بينما فشل وتميّع كل المصرين على السلمية


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

الإسلاميون، الإنتخابات، المغرب، تونس، حركة النهضة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 11-09-2021  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  حول حكاية رصّ الصفوف: هل أن السيسي وسليم عمامو وهيئة بن عاشور كانوا يرصون الصفوف
  إصلاح النفس لا يكفي
  "العقل" التنفيذي مقابل العقل المفكر
  على الشباب أن يؤسس لفعل سياسي جديد بمعزل عن التنظيمات الحالية
  خطر قنوات "MBC" والإستفاقة المتأخرة
  اجعلوا أحزانكم على "أبي إبراهيم"، مولّدة للطاقة
  مصطلح "نخب الاستقلال"، ليس بأجدر ولا أفضل من مصطلح "منتسبي فرنسا"
  الواقع يغيّره صاحب القوة وليس صاحب الحق والمبدأ : أخلاق القوة (*) هي التي تغير الواقع
  المسلّمات التي تنتج طمأنينة زائفة: لا يمكن تغيير واقعنا مع الإبقاء على الأصنام وزوايا النظر النمطية
  نماذج للخلط في تناولاتنا: فرنسا، غض البصر، تعدد الزوجات ...
  التونسي لايفعل ولايغيّر، ليس لأنه عاجز وإنما لأنه لايعرف ماذا يفعل
  ثقافة الدجاج والتّدجين
  هل حان الوقت لأن تحلّ التنظيمات الإسلامية نفسها
  الفعل السياسي الحالي لاقيمة له، لأنه لن يتجاوز سقفا حدده مدير السجن الذي يحكمنا منذ عقود
  يجب أن تكون قادرا على تجاهل الحدث، وذلك شرط حرية الموقف
  التونسيون وهواية العبث: نموذج دعوات المشاركة والمقاطعة في الإنتخابات
  يا جماعة يهديكم الله، حكاية سب أم المؤمنين وعراك الصحابة، هذا تاريخ وليس عقيدة
  علينا أن نحزن لوجود هؤلاء بيننا
  لماذا تفشل دعوات المقاطعة للسلع الغربية أو دعوات التصدي للإنقلاب: الدعوة المباشرة للفعل تضعف احتمال نجاحه
  لماذا لا يفرح البعض منا لأفعال المقاومة اللبنانية ولا يحزنون لخسائرها
  المدوّنون الإسلاميون و وَضْعيّة الكلب
  على هامش تفجيرات لبنان: الجهل والمعرفة بالأحداث هل هي ذات قيمة
  هل لدى التونسي مشكلة في قدرات ........
  الحركات الإسلامية وحتمية السجن أو الأدوار الوظيفية: تونس، الجزائر، المغرب، الأردن ...
  البودكاستات العربية ذات مظهر جذاب، لكنها عقيمة المحتوى وتكرس واقعا فاسدا
  المنصّات الإعلامية الجديدة، هل تخرج من المواضيع العقيمة: الإلحاد، دخول الغربيين الإسلام...
  لماذا تبحثون في حياة السّلف الأوائل، وهؤلاء القدوات بيننا
  مالذي يجمع بين مشاهدة الألعاب القتالية والرقص والجنس
  ضعف قدرات التجريد لدى "النخب"، هو الوجه الآخر لمشاكلنا
  "نخب" الجمود الذهني، وفلسفة ذلك ماوجدنا عليه آباءنا

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
أحمد ملحم، حسن عثمان، يحيي البوليني، د - محمد بنيعيش، صالح النعامي ، بيلسان قيصر، رافع القارصي، رحاب اسعد بيوض التميمي، العادل السمعلي، عمر غازي، أبو سمية، مصطفي زهران، د - محمد بن موسى الشريف ، د. صلاح عودة الله ، فهمي شراب، فتحـي قاره بيبـان، كريم فارق، أنس الشابي، محمود طرشوبي، أشرف إبراهيم حجاج، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، أ.د. مصطفى رجب، د - المنجي الكعبي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د. أحمد بشير، وائل بنجدو، رشيد السيد أحمد، رافد العزاوي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، المولدي اليوسفي، حاتم الصولي، سلام الشماع، د - عادل رضا، صفاء العربي، يزيد بن الحسين، مجدى داود، ياسين أحمد، علي الكاش، علي عبد العال، نادية سعد، ماهر عدنان قنديل، د. ضرغام عبد الله الدباغ، فتحي العابد، سليمان أحمد أبو ستة، عبد العزيز كحيل، كريم السليتي، د. عادل محمد عايش الأسطل، د- جابر قميحة، خبَّاب بن مروان الحمد، محمد العيادي، محمد عمر غرس الله، إيمى الأشقر، صباح الموسوي ، عبد الله زيدان، سفيان عبد الكافي، سامح لطف الله، أحمد الحباسي، طارق خفاجي، إياد محمود حسين ، محمد اسعد بيوض التميمي، د - شاكر الحوكي ، خالد الجاف ، محمد أحمد عزوز، عمار غيلوفي، محمد الياسين، محمد علي العقربي، صفاء العراقي، إسراء أبو رمان، محرر "بوابتي"، أحمد النعيمي، صلاح المختار، المولدي الفرجاني، حسني إبراهيم عبد العظيم، رمضان حينوني، فتحي الزغل، ضحى عبد الرحمن، عبد الغني مزوز، محمود فاروق سيد شعبان، رضا الدبّابي، محمد يحي، سيد السباعي، حميدة الطيلوش، د. عبد الآله المالكي، مصطفى منيغ، د. طارق عبد الحليم، سلوى المغربي، محمد شمام ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، سامر أبو رمان ، د- محمد رحال، عبد الله الفقير، جاسم الرصيف، د- محمود علي عريقات، عواطف منصور، صلاح الحريري، حسن الطرابلسي، طلال قسومي، د. مصطفى يوسف اللداوي، سعود السبعاني، د - صالح المازقي، عبد الرزاق قيراط ، عزيز العرباوي، د. أحمد محمد سليمان، الناصر الرقيق، فوزي مسعود ، تونسي، محمود سلطان، د.محمد فتحي عبد العال، عراق المطيري، الهيثم زعفان، محمد الطرابلسي، د- هاني ابوالفتوح، منجي باكير، د - مصطفى فهمي، د. خالد الطراولي ، الهادي المثلوثي، د - الضاوي خوالدية، مراد قميزة، أحمد بوادي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة