فوزي مسعود - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 2792
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
سأبرهن في ما يأتي على أن الإحتفال بما يسمى عيد المرأة، عمل فاسد منطقيا
المناسبات التي تبنى على جزء من مجال أو صفة لموجود فاسدة ولا تصح، وذلك كما سيلي تبيانه.
بالنسبة للمجال كأن يكون مجال عمر الفرد ثم يأخذ من مجال الزمن ذلك كله جزء الشباب فقط ويتفرع عن ذلك مثلا إنشاء جمعيات المحامين الشبان أو الصحفيين الشبان
هذا تناول قاصر لاعتبارين: أولا لأن تمييز موجود يكون بما يخصصه لوحده عبر مجال وجوده الزمني كله وهذا يسمى فلسفيا الماهية وعمليا يشابه المعرف الموحد أو بطاقة التعريف، وليس من خلال صفة يمكن أن يشترك فيها مع موجودات كثيرة والتي هنا هي العمر
ثانيا لكون هذه الصفة أساسا غير ثابتة عبر مجال الزمن، فمن هو شاب اليوم لن يكون كذلك بعد مدة
إذن نحن إزاء الإعتماد في تحديد موجودات من خلال صفات متغيرة على مستويين في مجال واحد وهو هنا مجال الزمن، أي زمن تحديد الفرد وهو عمره، إذن هذا تناول لا يغطي كل المجال فلا يصح أن يكون قانونا عاما لأن استنتاجاته ستكون جزئية، فثبت فساد التناول المبني على تجزئة المجال الزمني
بالنسبة للتناول المبني على صفة فهو تحكمي مبني على مصادرة تفترض أولوية صفة في تحديد موجود، كأن ينظر لجنس الموجود ويقيم على ضوء ذلك تصورات ومفاهيم، وهذا هو التمشي الذي يحدد فلسفة المحتفلين بعيد المرأة، فهؤلاء يرون أهمية صفة الجنس للكائن كصفة غالبة
هذا لا يصح أولا لأن الموجود يحدد واقعا بما يميزه عن غيره وهو الماهية وليس بما هو مشترك فيه مع غيره مثل الجنس أو الطول أو لون الشعر
ثانيا إذا إفترضنا إعتماد صفة كمحدد للموجود، فما هو المرجح الذي يجعلك تختار صفة موجود دون أخرى، أي لماذا تختار اعتبار الجنس وليس اعتبار الوزن أو الطول مثلا
ولما انعدم المرجح وتساوت الصفات منطقيا بتساوي مرجحاتها، كان معنى ذاك أن أي تفضيل لصفة دون الأخرى هو عمل تحكمي، أي مصادرة على المطلوب، وكل ما هو مبني على مصادرة فاسد منطقيا
ثالثا أن ما يقع ليس فقط تحكم ومصادرة باختيار صفة لموجود دون أخرى وهي الجنس، و إنما تفضيل إحدى الاحتمالين للصفة وهي الأنوثة، وهذا أيضا ترجيح من دون مرجح بالنسبة للموجود البشري، فهذا أيضا تحكم ومصادرة على المطلوب
الخلاصة:
ثبت إذن أن فكرة إفراد المرأة بمناسبة إحتفالية باعتبار جنسها عمل فاسد منطقيا لأنه مبني على مصادرات، ولم يبق من معنى لهذه المناسبة الإحتفالية إلا أنها فرصة دورية لتحيين الأعمال الدعائية والتذكير بها وتكثيفها في أذهان ضحايا عمليات التشكيل الذهني، فعيد المرأة إذن مناسبة وظيفية إيديولوجية تعتمدها منظومة الإلحاق بالغرب من ضمن أدوات أخرى لبناء المجال المفاهيمي لديها وإيقاع الضحايا وجذبهم داخلها.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: