البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

عيد المرأة، إحدى أدوات منظومة الإلحاق بالغرب

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 2245


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


سأبرهن في ما يأتي على أن الإحتفال بما يسمى عيد المرأة، عمل فاسد منطقيا
المناسبات التي تبنى على جزء من مجال أو صفة لموجود فاسدة ولا تصح، وذلك كما سيلي تبيانه.

بالنسبة للمجال كأن يكون مجال عمر الفرد ثم يأخذ من مجال الزمن ذلك كله جزء الشباب فقط ويتفرع عن ذلك مثلا إنشاء جمعيات المحامين الشبان أو الصحفيين الشبان

هذا تناول قاصر لاعتبارين: أولا لأن تمييز موجود يكون بما يخصصه لوحده عبر مجال وجوده الزمني كله وهذا يسمى فلسفيا الماهية وعمليا يشابه المعرف الموحد أو بطاقة التعريف، وليس من خلال صفة يمكن أن يشترك فيها مع موجودات كثيرة والتي هنا هي العمر

ثانيا لكون هذه الصفة أساسا غير ثابتة عبر مجال الزمن، فمن هو شاب اليوم لن يكون كذلك بعد مدة

إذن نحن إزاء الإعتماد في تحديد موجودات من خلال صفات متغيرة على مستويين في مجال واحد وهو هنا مجال الزمن، أي زمن تحديد الفرد وهو عمره، إذن هذا تناول لا يغطي كل المجال فلا يصح أن يكون قانونا عاما لأن استنتاجاته ستكون جزئية، فثبت فساد التناول المبني على تجزئة المجال الزمني

بالنسبة للتناول المبني على صفة فهو تحكمي مبني على مصادرة تفترض أولوية صفة في تحديد موجود، كأن ينظر لجنس الموجود ويقيم على ضوء ذلك تصورات ومفاهيم، وهذا هو التمشي الذي يحدد فلسفة المحتفلين بعيد المرأة، فهؤلاء يرون أهمية صفة الجنس للكائن كصفة غالبة

هذا لا يصح أولا لأن الموجود يحدد واقعا بما يميزه عن غيره وهو الماهية وليس بما هو مشترك فيه مع غيره مثل الجنس أو الطول أو لون الشعر

ثانيا إذا إفترضنا إعتماد صفة كمحدد للموجود، فما هو المرجح الذي يجعلك تختار صفة موجود دون أخرى، أي لماذا تختار اعتبار الجنس وليس اعتبار الوزن أو الطول مثلا

ولما انعدم المرجح وتساوت الصفات منطقيا بتساوي مرجحاتها، كان معنى ذاك أن أي تفضيل لصفة دون الأخرى هو عمل تحكمي، أي مصادرة على المطلوب، وكل ما هو مبني على مصادرة فاسد منطقيا

ثالثا أن ما يقع ليس فقط تحكم ومصادرة باختيار صفة لموجود دون أخرى وهي الجنس، و إنما تفضيل إحدى الاحتمالين للصفة وهي الأنوثة، وهذا أيضا ترجيح من دون مرجح بالنسبة للموجود البشري، فهذا أيضا تحكم ومصادرة على المطلوب


الخلاصة:
ثبت إذن أن فكرة إفراد المرأة بمناسبة إحتفالية باعتبار جنسها عمل فاسد منطقيا لأنه مبني على مصادرات، ولم يبق من معنى لهذه المناسبة الإحتفالية إلا أنها فرصة دورية لتحيين الأعمال الدعائية والتذكير بها وتكثيفها في أذهان ضحايا عمليات التشكيل الذهني، فعيد المرأة إذن مناسبة وظيفية إيديولوجية تعتمدها منظومة الإلحاق بالغرب من ضمن أدوات أخرى لبناء المجال المفاهيمي لديها وإيقاع الضحايا وجذبهم داخلها.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

عيد المرأة، التبعية، الغرب، النسوية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 14-08-2020  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  تماثيل شكري بلعيد، أعمال عدائية يجب أن تزال
  لقد أثبتت الأحداث أن تُهَمَكم ضد "النهضة" باطلة: من يجعل مُغالِبه مسطرة فلن تنتظر منه غير الهزيمة
  "الوطد" ليس هو المسؤول الأول ولا الوحيد عن سوئنا، وماهو إلا مجرد مقاول صغير
  "الكيل بمكيالين": نموذج لصيغ الإخضاع الذهني
  حول اغتصاب الفلسطينيات
  من يدعو لترك الفرز الايديولوجي إنما يريد تسهيل عمليات إخضاعنا
  "المعارضة الديموقراطية": المسلمة الفاسدة التي تصر على إلزامك بتأسيسات تونس الاولى
  المفاضلة بين درجات السوء تنزع عن مواقفك السند الأخلاقي: نموذج حادث الفتيات السائبات
  الوعي الموجه، ظاهره جيد وباطنه تأسيس للإمّعية الذهنية
  خواطر حول الجمال والمنفعة
  الخضوع الذهني التلقائي للفرد التابع
  تعاملنا مع الأفعال نقطيا يجعل الأخطاء حتمية
  الأعمال التلفزية المتهتكة يجب رفضها لأصلها وليس لتفاصيلها
  نقاشات التونسيين حول الديموقراطية والحرية، تشبه عراك ركاب حافلة
  التضاد في المصطلحات: "على مسؤوليتي"، "إسلام التسامح"
  الاذاعات والتلفزات التونسية تمثل أكبر مصدر للتعفين الذهني: بداية من السجناء السياسيين وصولا لعموم الناس
  الدروس الوعظية تشوش وعي الناس ولاتخدمهم
  تناول مشاكل واقعنا من خلال نقاش الحرية والتنمية والديموقراطية، كحال من يرمّم بيتا خربا
  الإكتفاء بالتقييم المعياري يعيق فهمنا الحقيقة
  الإسلام ورموزه ليسوا في حاجة للأساطير
  الناس لديهم طاقات للفعل لكنهم يقمعون أنفسهم ويفضلون السلبية
  هل يقيّم ويقدّر الإنسان لفعله أو لفعل غيره به
  الإسراف في نقل أحداث الواقع انفعال وغياب للتفكير
  حول حضور "صلاة الجمعة" التي تخضع للسلطات
  حول مسألة الحج، في ظل سلطة آل سعود
  في المجال العام لا يكفي التعامل مع الفعل ببعده المادي، وانما علينا النظر للمحرك العقدي للفعل
  "الحل في الديموقراطية": نموذج للأخطاء التصورية
  أخلاق القوة وأخلاق الضعف: إذا لزم قول "لا" فقلها مباشرة وبوضوح
  لا نقيّم تفاصيل أمر، ما لم يكن صوابا في أوله
  نموذج هجرة الإسلاميين المطاردين وتحولهم لأدوات إقناع بالتبعية للغرب

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
حاتم الصولي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، مصطفى منيغ، د. أحمد بشير، فوزي مسعود ، مراد قميزة، عبد الغني مزوز، صلاح الحريري، أحمد ملحم، عبد الرزاق قيراط ، صالح النعامي ، العادل السمعلي، محرر "بوابتي"، فتحي العابد، أبو سمية، الناصر الرقيق، منجي باكير، سليمان أحمد أبو ستة، محمود سلطان، يحيي البوليني، محمد يحي، إياد محمود حسين ، إيمى الأشقر، رافع القارصي، إسراء أبو رمان، د - مصطفى فهمي، سلام الشماع، محمد الياسين، طلال قسومي، سلوى المغربي، د. صلاح عودة الله ، أحمد بوادي، د. عبد الآله المالكي، د - عادل رضا، محمد شمام ، د. خالد الطراولي ، سامح لطف الله، علي الكاش، د - الضاوي خوالدية، رشيد السيد أحمد، خبَّاب بن مروان الحمد، د- محمود علي عريقات، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، صلاح المختار، مصطفي زهران، د. طارق عبد الحليم، رافد العزاوي، ضحى عبد الرحمن، الهادي المثلوثي، محمود فاروق سيد شعبان، فتحي الزغل، أشرف إبراهيم حجاج، جاسم الرصيف، ماهر عدنان قنديل، فتحـي قاره بيبـان، محمد اسعد بيوض التميمي، د. أحمد محمد سليمان، محمد أحمد عزوز، د. مصطفى يوسف اللداوي، د - صالح المازقي، سيد السباعي، صفاء العربي، المولدي الفرجاني، حميدة الطيلوش، د.محمد فتحي عبد العال، أحمد الحباسي، حسن الطرابلسي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د - المنجي الكعبي، الهيثم زعفان، كريم فارق، علي عبد العال، د - شاكر الحوكي ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، أحمد النعيمي، د- جابر قميحة، عبد الله الفقير، محمد العيادي، رحاب اسعد بيوض التميمي، عواطف منصور، أ.د. مصطفى رجب، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د- محمد رحال، د - محمد بنيعيش، وائل بنجدو، عمار غيلوفي، د - محمد بن موسى الشريف ، أنس الشابي، مجدى داود، رضا الدبّابي، محمد عمر غرس الله، كريم السليتي، عمر غازي، د. عادل محمد عايش الأسطل، سامر أبو رمان ، عزيز العرباوي، صباح الموسوي ، فهمي شراب، محمد الطرابلسي، عبد الله زيدان، محمود طرشوبي، تونسي، سعود السبعاني، عراق المطيري، حسني إبراهيم عبد العظيم، يزيد بن الحسين، صفاء العراقي، خالد الجاف ، حسن عثمان، سفيان عبد الكافي، ياسين أحمد، نادية سعد، د- هاني ابوالفتوح، رمضان حينوني،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة