البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

عن ممثلي المنظومة القديمة في تونس: ادْعُوهُمْ لـ"عبير" هو أقسط!

كاتب المقال سليم عزوز - مصر / بريطانيا   
 المشاهدات: 2252



من نكد الحياة الدنيا، أن تكون لافتة الحزب "الحزب الدستوري الحر"، من حظ ونصيب "عبير موسى" وباقي أفراد فرقتها في البرلمان التونسي، وهو أمر يمثل إهانة لهذا العنوان المهم في التاريخ التونسي!

فالحزب الدستوري الحر تشكل قبل الاستقلال، وبهدف مقاومة المحتل، ولهذا لم يكن غريباً أن يكون النداء الخاص بأعضائه، هو "المناضلون" للذكور و"المناضلات" للإناث. وإن تغير اسمه بعد ذلك، في عهد الرئيس زين العابدين بن علي، فلم يكن أحد يعتقد أن الهبوط سيصل إلى درجة ابتذاله على يد "عبير" المذكورة، بعد عودته إلى اسمه القديم بفضل الثورة. وأفضالها كبيرة على "عبير" ليس فقط لأنها مكنتها من الاستحواذ على هذا الحزب التونسي المجيد، ولكن لأنها مكنتها من أن تترقى طبقيا واجتماعياً، فلولا الثورة، لاستمرت "عبير" وكل "عبير" عند المستوى العاشر في السلم الحزبي، تطلق الزغاريد عند دخول الرئيس والسيدة حرمه إلى القاعة التي تكون قد سيقت إليها لهذه المهمة "التصفيق والزغاريد"!

فاتحة خير:

بيد أن الربيع العربي ابتلي بمن هم في "حكم عبير"، ومن الذين كانوا لا يستطيعون ضرباً في الأرض، ولا يمثلون قيمة من أي نوع، فكانت الثورات فاتحة خير عليهم، ومع ذلك يتنكرون لها، مثلها في هذا مثل عبد الفتاح السيسي، الذي يفتعل التحرش بثورة يناير، والتي لولاها لصار ضابطاً على المعاش، أو مع الرأفة رئيس مجلس مدينة أرمنت وبكارت توصية من المشير محمد حسين طنطاوي!

فإذا بالثورة ترقيه رتبتين عسكريتين، وإذا به يصبح بفضلها وزيراً للدفاع، وينتقل بفضلها ليكون مشيرا ورئيساً للجمهورية. صحيح أن هذا تم بالانقلاب؛ لأنه لولا الثورة لم يكن هناك انقلاب، ولظل وأمثاله من حملة العرش يسبحون بحمد مبارك. وقد وصل الآن إلى سن المعاش، وربما لو تمكن من رئاسة مجلس مدينة أرمنت أو أي مدينة أخرى، لانتهى دوره عند جمع الأموال من التجار ومحلات البقالة من أجل صناعة لافتات تدعو الشعب لاختيار جمال مبارك، على أساس أنه خير خلف لخير سلف!

ومع هذا هو يتجاهل أفضال الثورة عليه، تماماً مثل "عبير موسى"، التي بدلاً من أن تقبل يدها وجهاً وظهراً، وأن تلهث بالثناء لهذه اللحظة التاريخية التي دفعتها لأن تكون نائبة، وأن تستولي على اسم لحزب عريق هو "الدستوري الحر"، فإنها تعمل من أجل أن تهدم التجربة على رؤوس الجميع، لا يهمها إن سقطت على رأسها، ورأس من معها، فهي تعمل بالوكالة ولو كان المقابل هو هدم الدولة التونسية واضعافها!

دفع الأتعاب:

لقد كانت أزمة السلطة في تونس أنها ركزت في التمويل القادم من الخارج لصالح حزب "نداء تونس"، وتركت الساحة مفتوحة لتمويلات أخرى لا بد أن تكون دخلت البلاد من المنافذ الشرعية، ولهذا لم يكن غريباً أن تطلب نائبة تونسية من الإمارات أن تدفع لعبير موسى "بقية الأتعاب"، فيبدو أنها لهذا السبب تبالغ في إظهار دورها في تعطيل مؤسسة البرلمان عن العمل، وفي ممارسة البلطجة، ولا تريد أن تتوقف!

لقد حرصت "عبير موسى" منذ اليوم الأول لانعقاد البرلمان الجديد، على إثارة الشغب، فلا تهتم في محاولتها البائسة باحترام النشيد الوطني لبلادها. فبينما النشيد يعزف، وبينما النواب وقوفا احتراما له، فإنها لم تتوقف عن الضجيج، وهو أمر لو حدث من قبل نواب التيار الإسلامي مثلاً، لمثّل دليلاً دامغاً على عدم وطنيتهم.

لقد شاهد العالم كله عبر شاشات التلفزيون هذا الأداء الطائش للنائبة ومن معها، وهي تريد وقف سير الإجراءات بطلبها نقطة نظام، أو كما نطقتها "نقطة نزام"، مع مخالفة هذا الطلب لقواعد العمل البرلماني، الذي حدد إجراءات الجلسة الافتتاحية على سبيل الحصر، ولم يتركها عرضة للاجتهاد!

لقد استغلت كبر سن رئيس الجلسة، ورئيس البرلمان بعد ذلك، "راشد الغنوشي"، وعدم قدرته على أن يردعها بصوت مرتفع، وظلت تقاطعه وامتنعت عن أداء القسم، لتعود بعد ذلك وتؤديه عندما سألها رئيس المجلس في حسم: ستقسمي أم لا؟ فلما رأت العين الحمراء، بادرت ومن معها فأدت القسم، وكانت هذه رسالة لا تخطئ العين دلالتها؛ فالحسم سيوقفها عن هذا التهريج، وعن ممارسة البلطجة!

لقد انتقلت ونواب حزبها إلى فصل جديد من أعمال البلطجة، فقامت بالاعتصام أمام مكتب رئيس البرلمان، وهي سابقة لم تحدث من قبل في البرلمان التونسي، لذا فإن لائحة البرلمان لم تأت على ذكر لمثل هذه التصرفات، فلم يكن معلوما أنه سيأتي اليوم الذي سيمثل الشعب أو جزء منه شبيحة، يجوز في حقهم أن يخاطبوا كما خاطب رئيسا لبنانيا سابقاً صحفيين بلاده: "مرحبا بكم في وطنكم الثاني لبنان"، لتحل تونس محل لبنان!

المواجهة:

وبدلاً من أن يبحث راشد العنوشي عن طريق للمواجهة مع هذا الطارئ، ولو بتغيير اللائحة ومعه أغلبية النواب الذين يرفضون هذا الأداء الأرعن من ممثلي واحد من أحزاب الأقلية، انتقل إلى مكتب آخر، مما أغرى "عبير ونوابها"، إلى منع انعقاد مكتب المجلس، كما رفضت اعتذاراً كان يخطط له من النائبة بحركة النهضة جميلة الكسيكسي، التي اتهمت "عبير ونوابها" بما هم أهله وأنهم شبيحة وقطاع طرق. وقد هاجت "عبير" وماجت لهذا، وصار هذا هو موضوعها، في حين أن الاتهام كان رد فعل على تصرف غير مسؤول، فلماذا هذا الهياج الذي أحدثته في الجلسة الأولى؟ ولماذا قامت ونوابها بالاعتصام أمام مكتب رئيس البرلمان ومنعته من دخول مكتبه؟ وما هو الوصف المناسب لهذا السلوك المستهجن والمدان قانونا، إذا لم يكن بلطجة وقطع طريق!

فماذا تريد "عبير موسى"؟!

الحقيقة إنها قصة لها ما بعدها، وهى تقود التطاول على مؤسسة البرلمان ورئيس مجلس النواب، لأنه في حالة العجز عن ردعها، فستكون حالة التجرؤ عامة في الشارع، لنصل في النهاية إلى مصير الحكم المدني المنتخب في مصر، فالبداية كانت بالفوضى في الشارع. وهي وإن علقت اضرابها فسوف تعود مرة أخرى وبوسائل أخرى!

إن من الظلم البين لتاريخ الحزب الدستوري أن نسلم باستباحته في غفلة من الزمن، فالنواب المنتسبون له لا بد من أن ينسبوا إليها. فأدعوهم لـ"عبير" هو أقسط عند الله، وأقرب للموضوعية!

قل "نواب عبير"، ولا تقل "نواب الحزب الدستوري"!

-----------
وقع التصرف في العنوان الاصلي للمقال


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الحزب الدستوري، عبير موسي، الثورة المضادة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 10-12-2019   المصدر: عربي 21

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
أشرف إبراهيم حجاج، صفاء العراقي، محمد علي العقربي، عبد العزيز كحيل، د- جابر قميحة، سعود السبعاني، حسن عثمان، سامر أبو رمان ، رافع القارصي، المولدي اليوسفي، د- هاني ابوالفتوح، يحيي البوليني، د. أحمد محمد سليمان، مصطفي زهران، ياسين أحمد، سفيان عبد الكافي، محمد الياسين، فتحي العابد، أ.د. مصطفى رجب، محرر "بوابتي"، سامح لطف الله، محمد اسعد بيوض التميمي، حسن الطرابلسي، محمد يحي، صباح الموسوي ، محمد عمر غرس الله، عراق المطيري، خبَّاب بن مروان الحمد، د. عادل محمد عايش الأسطل، فتحي الزغل، د. كاظم عبد الحسين عباس ، فتحـي قاره بيبـان، محمود سلطان، مجدى داود، مصطفى منيغ، عواطف منصور، الهادي المثلوثي، العادل السمعلي، مراد قميزة، أحمد النعيمي، سليمان أحمد أبو ستة، علي الكاش، محمد أحمد عزوز، د - شاكر الحوكي ، حسني إبراهيم عبد العظيم، تونسي، صالح النعامي ، محمد الطرابلسي، طارق خفاجي، الناصر الرقيق، حميدة الطيلوش، منجي باكير، د - عادل رضا، عبد الله زيدان، د. مصطفى يوسف اللداوي، أبو سمية، د - صالح المازقي، رافد العزاوي، فوزي مسعود ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، إياد محمود حسين ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، يزيد بن الحسين، ضحى عبد الرحمن، عبد الرزاق قيراط ، د. أحمد بشير، نادية سعد، طلال قسومي، عزيز العرباوي، رضا الدبّابي، رحاب اسعد بيوض التميمي، عمر غازي، سلام الشماع، فهمي شراب، أنس الشابي، أحمد ملحم، الهيثم زعفان، د- محمد رحال، د. صلاح عودة الله ، ماهر عدنان قنديل، أحمد الحباسي، حاتم الصولي، د - مصطفى فهمي، سلوى المغربي، د- محمود علي عريقات، رمضان حينوني، د. طارق عبد الحليم، عبد الله الفقير، د. عبد الآله المالكي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، كريم فارق، خالد الجاف ، رشيد السيد أحمد، د - الضاوي خوالدية، بيلسان قيصر، د - المنجي الكعبي، سيد السباعي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، صفاء العربي، وائل بنجدو، د. خالد الطراولي ، محمد العيادي، محمود فاروق سيد شعبان، عمار غيلوفي، إيمى الأشقر، عبد الغني مزوز، محمد شمام ، محمود طرشوبي، علي عبد العال، أحمد بوادي، صلاح الحريري، د - محمد بن موسى الشريف ، المولدي الفرجاني، إسراء أبو رمان، صلاح المختار، جاسم الرصيف، د.محمد فتحي عبد العال، كريم السليتي، د - محمد بنيعيش،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة