البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

ّ“تونس عاصمة للمرأة العربية” في باريس.. المؤتمر في تونس والإختتام بفرنسا

كاتب المقال توفيق الخالدي - تونس   
 المشاهدات: 2559



منذ عقود من الزمن، تجاوزت المرأة التونسية الكثير من الإشكاليات التي تعيشها مثيلاتها في المجتمعات العربية والإفريقية، وفي مناطق أخرى من العالم. المرأة التونسية تمكّنت من تحصيل مكاسب مهمّة وتدرّجت في المناصب والحياة العملية والسياسية بشكل كبير بفضل تمكّنها من تحصيل حريات أساسية وحقوق فردية كثيرة.

رغم كلّ مكتسباتها وكل المكاسب الجديدة التي تحصلت عليها بعد الثورة، فإنّ المرأة التونسيّة لا تزال “ساحة معركة” سياسيا وانتخابيا على وجه الخصوص، خاصة في ظل الغربة السياسية التي تسيطر على أذهان نخب مأزومة منذ زمن وعاجزة عن تثمين الثقافة المحلية للشعوب ما جعلها ترتمي دون حسّ نقدي في أحضان سرديات متلاطمة لثقافات وافدة عديدة.

في حدث يعتبر في حدّ ذاته فرصة لتكريم المرأة التونسية والتعريف بنضالاتها ومكانتها المجتمعيّة، تم اختيار تونس عاصمة للمرأة العربية لسنتي 2018/2019. اختيار تفاعلت معه تونس بتظاهرات وندوات فكرية كثيرة غير أن الصدمة كانت واضحة في الأيام الأخيرة، بعد إعلان وزيرة المرأة اختتام تظاهرات هذه الفرصة للتعريف بالمرأة التونسية عربيا في العاصمة الفرنسية باريس.

غربة فرنكوفونية على الأراضي التونسية
“تونس عاصمة للمرأة العربية” تختتم فعالياتها في العاصمة الفرنسية باريس. خطوة مثيرة لنقاط استفهام عديدة أقدمت عليها وزارة شؤون المرأة والأسرة في البلاد، في محاولة واضحة وليست جديدة لرمي الورود على المستعمر القديم واعتبار حرية المرأة وحقوقها حكرا عليه، أو هكذا تقول النخب الفرنكوفونية في تونس منذ زمن، متشبّثة ببقايا سرديات تزعم احتكار الحداثة والتقدّميّة.

ما أقدمت عليه الوزيرة التونسية لا علاقة له شكلا ومضمونا بالتظاهرة وبالمنطقة العربية ولا بالمرأة التونسية والعربية، ولكنّه إقرار صريح من وزيرة المرأة بتبعية ثقافية فرنكوفونيّة تطمس تاريخا طويلا ونضالات أطول وأكبر للمرأة التونسية وللمصلحين التونسيين من أجل إعلاء من مكانة المرأة في البلاد. حركة سياسية من الوزيرة تعلن طمس كل ما اجتهد لأجله الطاهر الحداد وآخرون.

غربة الوزيرة جاءت في الوقت الضائع، خاصة في ظل التأرجح الفرنسي مؤخرا والتناقض الواضح والأزمة الداخلية التي تعيشها فرنسا والفرنكوفونية حول العالم، ولكنها ليست وحيدة في هذا التوجّه. فكثيرا ما تواجه كل الخطوات نحو تكريس الانتماء العربي أو الإفريقي لتونس بموجات من الرفض داخليا، في استرجاع لشعارات ظهرت في البلاد قبل عقود تدّعي انتماء تونس إلى محيط أوروبي لا يقبل بمن هم خارج مجاله.

المرأة في سوق السياسة
خطوة وزيرة المرأة ليست الأولى وقد لا تكون الأخيرة التي تؤكّد أنّ المرأة في تونس قد باتت “سلاحا وساحة معركة” بالنسبة لكثير من النخب والتيارات السياسية، خاصة بعد البروز القوي لسرديّة “المليون مرا” في انتخابات نهاية سنة 2014.

القضايا المجتمعية قادرة لوحدها على تفكيك تحالفات سياسية وانتخابية وإفراز أخرى. وهو ما حدث ويحدث، خاصة إذا تعلّق الأمر بقضايا المرأة. فمنذ سنتين مثلا، لا يتوقّف الجدل حول المساواة في الإرث رغم أنّ دستور البلاد حسم القضية، ورغم أنها قضية محسومة من الناحية الفلسفية والفكرية أيضا، ولكن يتم استحضارها في كل مرّة للتوظيف السياسي والانتخابي.

قبل أسابيع قليلة، قضية أخرى مفتعلة تعلّقت بتعدّد الزوجات من خلال افتعال حساب وهمي، على شبكات التواصل الاجتماعي يدعو إلى وقفة إحتجاجية تطالب بذلك، ثم لا شيء يحدث على الأرض لكن كثيرين سارعوا للاستثمار والتوظيف إعلاميا، من أجل حشد أصوات النساء في الانتخابات، معادلة المستفيد يمكن أن تكشف بوضوح عن صاحب القضية المفتعلة.

بعيدا عن كل ذلك، المرأة التونسية تكتسح ميادين ومجالات مختلفة وتحقّق مكاسب كبيرة ونساء تونس اللواتي غادرن مربعات الارتباط والهيمنة بكل أشكالها قد فتحن الباب لأخريات مثل النساء ضحايا العنف والنساء الريفيات اللواتي كنّ وراء الكاميرا لعقود ليكنّ اليوم مركزا لاهتمام السلطة التشريعية وغيرها من أجل إعتبارهن نساء تونس الكادحات اللواتي يتمتعن بحقوق لا تعني كثيرا اللواتي يحاربن لثقافة مستوردة.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، المراة، بقايا فرنسا،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 3-02-2019   المصدر: ميم

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
مصطفي زهران، ضحى عبد الرحمن، يحيي البوليني، فتحي الزغل، د. أحمد بشير، عبد العزيز كحيل، أحمد بن عبد المحسن العساف ، عزيز العرباوي، فتحـي قاره بيبـان، سامر أبو رمان ، الهيثم زعفان، علي الكاش، د- محمد رحال، عبد الله الفقير، د.محمد فتحي عبد العال، أ.د. مصطفى رجب، رشيد السيد أحمد، إيمى الأشقر، عبد الرزاق قيراط ، ماهر عدنان قنديل، رمضان حينوني، خالد الجاف ، محمود سلطان، محمود طرشوبي، أحمد بوادي، طارق خفاجي، منجي باكير، د. مصطفى يوسف اللداوي، أبو سمية، د- هاني ابوالفتوح، د - صالح المازقي، فوزي مسعود ، طلال قسومي، د- محمود علي عريقات، سفيان عبد الكافي، د - محمد بنيعيش، د. عادل محمد عايش الأسطل، عبد الله زيدان، الهادي المثلوثي، د. صلاح عودة الله ، حسن عثمان، تونسي، د. خالد الطراولي ، د - مصطفى فهمي، أحمد النعيمي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، المولدي الفرجاني، د - محمد بن موسى الشريف ، عواطف منصور، د. أحمد محمد سليمان، علي عبد العال، عراق المطيري، حاتم الصولي، صفاء العراقي، محمود فاروق سيد شعبان، د - الضاوي خوالدية، محمد علي العقربي، فتحي العابد، محمد يحي، سليمان أحمد أبو ستة، رافد العزاوي، صالح النعامي ، صباح الموسوي ، حسني إبراهيم عبد العظيم، رافع القارصي، جاسم الرصيف، سامح لطف الله، محمد الياسين، د- جابر قميحة، صلاح الحريري، د. ضرغام عبد الله الدباغ، أنس الشابي، أحمد ملحم، محرر "بوابتي"، صلاح المختار، عمر غازي، سلام الشماع، د - المنجي الكعبي، يزيد بن الحسين، د - عادل رضا، كريم فارق، محمد الطرابلسي، رضا الدبّابي، سيد السباعي، د. طارق عبد الحليم، د - شاكر الحوكي ، كريم السليتي، محمد شمام ، محمد عمر غرس الله، الناصر الرقيق، صفاء العربي، أحمد الحباسي، نادية سعد، سلوى المغربي، بيلسان قيصر، العادل السمعلي، وائل بنجدو، محمد العيادي، خبَّاب بن مروان الحمد، المولدي اليوسفي، مصطفى منيغ، حميدة الطيلوش، سعود السبعاني، حسن الطرابلسي، مجدى داود، مراد قميزة، د. كاظم عبد الحسين عباس ، عبد الغني مزوز، ياسين أحمد، محمد اسعد بيوض التميمي، إسراء أبو رمان، إياد محمود حسين ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محمد أحمد عزوز، رحاب اسعد بيوض التميمي، د. عبد الآله المالكي، عمار غيلوفي، أشرف إبراهيم حجاج، فهمي شراب،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة