البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

اليسار الثقافي ودوره في تثبيت البنية الجهوية-الزبونية للسلطة

كاتب المقال عادل بن عبد الله - تونس   
 المشاهدات: 3874



لو أردنا اختزال اعتراضات اليسار التونسي- بل العربي- على حركات الإسلام السياسي فإننا نستطيع أن نردها إلى اعتراض أساسي تُشتق منه ضرورة سائر الحجج الأخرى: الإسلام السياسي هو تعبيرة إيديولوجية عن ثقافة "ما قبل المواطنة" التي حكمت المجتمعات الإسلامية التقليدية وهو مكوّن "لاوظيفي" يضاد الفلسفة السياسية الحديثة ويمنع انبثاق مجتمع مدني حقيقي وغير خاضع للمؤسسة الدينية. وبالطبع، لم يعدم اليسار التونسي جملة من الاستعارات الكبرى التي تقوّي الانساق الحجاجية المعتمدة ضد "النهضة". فالنهضوي خاصة-والإسلامي عموما- هو "جرذ" أي هو ذلك الكائن الأسطوري الذي هدّم سد مأرب، وهو ذلك الحيوان الذي يستحق القتل بحكم ارتباطه بنقل "الطاعون" وبمواضع "الوسخ". والنهضوي أيضا – لأن المقاربة الاستئصالية لا تكفي ويلزمها بدائل أقل حدة منها- هو ذلك الشخص "المريض" الذي يحتاج إلى مقاربة علاجية تجعله يتصالح مع "النمط المجتمعي التونسي". ولا شك أنّ "تَونسة النهضوي" تمر حتما عبر هاتين المقاربتين اللتين تحصران هذا "الجرذ-المريض بين المقاربتين الاستئصالي والعلاجية أكثر مما تمر عبر الاعتراف به شريكا وندا ينافس "أصحاب الدماء الزرقاء" على الرساميل المادية والرمزية، بل يؤذن بأساس إيديولوجي وقاعدة جهوية جديدين للقسمة كلها.

وبصرف النظر عن قيمة هذا الاعتراض وبصرف النظر عمّا يربحه التعميم في المستوى السياسي البراغماتي ويخسره في المستوى النظري المبني على الاستقراء، فإنّ اليسار التونسي قد أصرّ بعد الثورة على "تناقضه الرئيس" مع "الرجعية الدينية" -أي مع حركة النهضة خاصة بعد انتخابات المجلس التأسيسي- وتناقضه "الثانوي" مع "الرجعية البرجوازية"- أي مع ورثة التجمع في "العائلة الدستورية" التي لم تجد صعوبة في الحصول على الاعتراف بها داخل "العائلة الديمقراطية" بدعوى التوحد لمواجهة "النهضة" وخطرها على "النمط المجتمعي التونسي"-. ولا شك في أن فهم أداء اليسار التونسي –بأجنحته الحزبية والإعلامية والنقابية والثقافية- يبقى أمرا متعذرا ما لم نربطه بهذا المنطق المانوي الذي يعبّر عن مأزق اليسار التونسي وعجزه عن تجاوز كراساته الايديولوجية، بل عجزه حتى عن تجاوز أنظمة التسمية المنحدرة من الدولة الاستبدادية، والمعبّرة عن سياقات ورهانات أصبحت "لاوظيفية" ضمن أي مشروع مواطني اجتماعي حقيقي. لكن ما معنى "اليسار الثقافي"؟

بعيدا عن التعقيدات النظرية التي لا تهم إلا المختصين، يمكننا أن نقول إن اليسار الثقافي هو تشكيلة إيديولوجية يسارية من جهة المنحدر ويمينية من جهة الوظيفة، أو لنقل إنّ اليسار الثقافي هو يسارٌ همّش المسألة الاقتصادية والاجتماعية (واقعيا لا خطابيا) وغلّب المسألة الثقافية مما جعله يدخل في تناقض رئيسي مع الإسلام السياسي لا مع البرجوازية اللاّوطنية المهيمنة على الدول القُطرية منذ بناء الاستقلال الصوري عن القوى الاستعمارية. وهو ما جعل هذا اليسار يمثّل خزّانا استراتيجيا وحليفا موضوعيا –من الناحية الاستراتيجية وليس فقط تكتيكيا كما يجادل الكثير من اليساريين- لنظام المخلوع ولورثته في نداء تونس.

عندما أضاع اليسار التونسي مشروعه الخاص -أو كفر به وارتد عنه لأسباب ليس هذا موضع تفصيلها- أصبح بقصد أو بدون قصد جزءا من مشروع غيره، وتحديدا جزء من مشروع السلطة حتى عندما يحتل أكثر المواقع راديكالية في معارضتها. وقد حصل الالتقاء الاستراتيجي بين السلطة واليسار في مرحلة مفصلية من تاريخ تونس ألا وهي الحرب المفتوحة التي شنها المخلوع وحزبه المنحلّ لاستئصال حركة النهضة والمتعاطفين معها. كان المخلوع مخيرا بين "توافقين": توافق مع النهضويين يمنحهم بمقتضاه شرعية العمل القانوني وما ينبني عليه من تحوّلات اجتماعية قد تنسف البنية الجهوية-الزبونية للسلطة وشرعيتها"الحداثية" الزائفة، أو توافق مع اليساريين وما يعنيه ذلك من تقاسم للسلطات والامتيازات داخل البنية السلطوية ذاتها لكن مع توسيع "نفوذ" اليسار فيها بصورة لا تهدد النواة الصلبة للمركّب المالي-الجهوي-الأمني الحاكم.

قد يعترض علينا معترض بأن الكثير من القوى اليسارية "الراديكالية" ظلت خارج هذه الخطاطة التفسيرية، فلم يدخل إلى "خيمة تونس الكبرى" التي تجسدت حينئذ في التجمع والمؤسسة الأمنية إلا جزء من اليسار لا اليسار كله. إنه اعتراض جاد ويحتاج إلى العودة إلى لحظتين فارقتين/متناقضتين من لحظات رمز من أهم رموز اليسار التونسي: اللحظة الأولى هي لحظة مساهمة "الرفيق" حمة الهمامي في شرعنة حملة الاستئصال ضد الإسلاميين بكتابه "ضد الظلامية : الاتجاه الإسلامي، حركة نهضة أم حركة انحطاط"، وبمساهمته المثبتة قضائيا في فضيحة "شريط الفيديو" المشهورة، أما اللحظة الثانية فهي لحظة مشاركته صحبة "حركة النهضة" وغيرها من القوى المعارضة في "هيئة 18 أكتوبر 2005 للحقوق والحريات".

إننا أمام مقاربتين مختلفتين لطريقة التعاطي مع الحركة الإسلامية: في المقاربة الأولى يمكننا أن نجد الجذور العميقة لليسار الثقافي الذي لم يستنكف من التحالف الموضوعي مع السلطة بحجة أولوية محاربة الرجعية الدينية وما يتطلبه ذلك من "تأجيل" حسم الصراع مع الرجعية البرجوازية الحاكمة، وهو منطق سيعاد تشغيله بعد انتخابات المجلس التأسيسي وهو ما برّر الالتقاء موضوعيا مع ورثة التجمع داخل ما سٌمّي بـ"العائلة الديمقراطية". أما المقاربة الثانية التي يمكن اعتبارها إرهاصا بتطور جذري يكسر مقولات اليسار الثقافي ويوحّد مجهودات العلمانيين والإسلاميين ضد العدو الحقيقي المتمثل في السلطة الاستبدادية اللاوطنية، فإنها مقاربة لم يتورع الرفيق حمة نفسه عن "إجهاضها" ليعيد الصراع إلى مربعه الأصلي: مُربّع التناقض على أساس هووي ثقافوي.

لو تتبعنا المنحدرات الجهوية لأغلب المهيمنين على الأحزاب الإيديولوجية في تونس -بيمينها ويسارها- لوجدنا أنهم ينتمون إلى مناطق الدواخل والقواحل، وذلك على خلاف النخبة المهيمة على الأحزاب "الدستورية" أو أحزاب"الكفاءات" المنتمية أساسا إلى المناطق الساحلية. وبصرف النظر عن الأسباب العميقة التي أنتجت هذه القسمة، فإنّ ملاحظة أنّ دور الأحزاب الايديولوجية –سواء قبل الثورة أو بعدها- لم يتجاوز دور "الجماعات الوظيفية" الملحقة بالسلطة الحاكمة. وهو ما يعني أنّ اليسار الثقافي هو في التحليل الأخير يسار وظيفي لا يستطيع التحرك رغم كل ادعاءاته خارج استراتيجيات السلطة ورهاناتها الكبرى. ولا شك في أننا لا نحتاج إلى استقراء تاريخ هذا اليسار الثقافي كله لنصل إلى هذه النتيجة، بل يكفينا فقط تتبع أدائه بعد الثورة -موقفه من الثورات العربية ومن ورثة التجمع ومن استحقاقات الثورة- لنقف عند حقيقة أنه جزء بنيوي من المنظومة الحاكمة، بل حقيقة أنه مجرد طابور خامس للنواة الصلبة لتلك المنظومة حتى عندما يتحرك بمفردات المعارضة، بل بمفردات أشد المعارضات راديكالية له.

ختاما، لو أردنا تلخيص اليسار الثقافي في سمتين أساسيتين من سماته لقلنا إنه "يسار وظيفي" من جهة علاقته بالنواة الصلبة للمركب الجهوي-المالي-الأمني الحاكم، ولكنه أيضا "يسار لاوظيفي" من جهة علاقته بالشروط الفكرية والموضوعية لبناء ثقافة المواطنة التامة. فإذا ما كان اليسار يعيب على الإسلاميين انتماءهم إلى ثقافة ما قبل المواطنة المحكومة بالمدونة الفقهية، فإن اليسار الثقافي لا يستطيع أن يُنكر دوره في تكريس ثقافة ما دون المواطنة أو المواطنة المشروطة التي طبعت النظم الاستبدادية المتعاقبة. وهو دور يبدو أنه لم يعد ينفرد به بعد ظهور"الإسلام الوظيفي" المرهون بتجربة"التوافق". وهو ما يطرح سؤالا نظريا قد يحتاج إلى جواب مفصل في مقال مفرد: لماذا تتحول السرديات الكبرى أو الايديولوجيات النسقية- رغم كل ادعاءاتها الذاتية- إلى جزء من منظومات الحكم المتخلفة والتابعة في الدُّول القُطرية، بل إلى أكثر أجزاء تلك المنظومات بؤسا نظريا وأداء سياسيا؟


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، بقايا فرنسا، اليسار، اليسار الثقافي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 6-10-2017   المصدر: عربي 21

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
عزيز العرباوي، المولدي الفرجاني، منجي باكير، سلام الشماع، أ.د. مصطفى رجب، سامح لطف الله، أحمد بوادي، مصطفي زهران، د- محمود علي عريقات، محمد شمام ، د.محمد فتحي عبد العال، د - محمد بن موسى الشريف ، سلوى المغربي، محمد اسعد بيوض التميمي، رافع القارصي، علي الكاش، كريم فارق، صفاء العراقي، أنس الشابي، جاسم الرصيف، علي عبد العال، عراق المطيري، د - صالح المازقي، العادل السمعلي، صلاح الحريري، عبد الله زيدان، طلال قسومي، مصطفى منيغ، ضحى عبد الرحمن، د- جابر قميحة، سعود السبعاني، د. خالد الطراولي ، ياسين أحمد، محمد العيادي، أحمد ملحم، محمد علي العقربي، عبد الرزاق قيراط ، د- محمد رحال، عبد العزيز كحيل، د - المنجي الكعبي، حسني إبراهيم عبد العظيم، يزيد بن الحسين، نادية سعد، أحمد بن عبد المحسن العساف ، طارق خفاجي، عمر غازي، د - الضاوي خوالدية، رمضان حينوني، سليمان أحمد أبو ستة، صفاء العربي، أبو سمية، أحمد النعيمي، صالح النعامي ، د. طارق عبد الحليم، وائل بنجدو، د. عادل محمد عايش الأسطل، محمود فاروق سيد شعبان، فتحي الزغل، د. أحمد محمد سليمان، رحاب اسعد بيوض التميمي، د. عبد الآله المالكي، المولدي اليوسفي، د- هاني ابوالفتوح، د. أحمد بشير، رشيد السيد أحمد، د - عادل رضا، بيلسان قيصر، فهمي شراب، تونسي، عواطف منصور، مراد قميزة، محمد الياسين، د - مصطفى فهمي، ماهر عدنان قنديل، الهادي المثلوثي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، محمد أحمد عزوز، سيد السباعي، محمد الطرابلسي، خالد الجاف ، كريم السليتي، مجدى داود، رافد العزاوي، رضا الدبّابي، أشرف إبراهيم حجاج، د. صلاح عودة الله ، الناصر الرقيق، عمار غيلوفي، إسراء أبو رمان، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، فوزي مسعود ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، حميدة الطيلوش، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمد يحي، محمد عمر غرس الله، حسن الطرابلسي، سامر أبو رمان ، حسن عثمان، د - شاكر الحوكي ، الهيثم زعفان، عبد الله الفقير، خبَّاب بن مروان الحمد، حاتم الصولي، د - محمد بنيعيش، عبد الغني مزوز، إيمى الأشقر، محرر "بوابتي"، فتحـي قاره بيبـان، محمود طرشوبي، يحيي البوليني، أحمد الحباسي، إياد محمود حسين ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، سفيان عبد الكافي، صلاح المختار، صباح الموسوي ، محمود سلطان، فتحي العابد،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة