ممنوع الصوم في الصين
الإيغور المسلمون يتعرضون للمضايقات في المساجد والمدارس ومقرات العمل
وكالات المشاهدات: 3225
تتعرض الأقلية المسلمة في إقليم “شينغيانغ” الصيني في شهر رمضان من كل عام، لضغوطات كبيرة يمارسها كوادر الحزب الشيوعي الحاكم.وتتمثل هذه الضغوطات في منع موظفي القطاع العام والطلبة والقاصرين من الصوم بشتى الوسائل، إضافة إلى منعهم من دخول المساجد.
وتأتي هذه الممارسات رغم المزاعم التي يرددها دائما قادة الحزب الشيوعي في الإقليم حول احترامهم لشرائع الإسلام، وكان آخرها في تقرير أعدته الحكومة حول الحرية الدينية في البلاد.
والحزب الشيوعي الحاكم في الصين ملحد رسمياً ولسنوات منع موظفي الحكومة والقاصرين من الصوم في شينجيانغ. كما أمر بعض المطاعم بإبقاء أبوابها مفتوحة.
ومع بداية رمضان هذا العام، تجددت معاناة المسلمين، إذ نشرت عدة دوائر حكومية تعميمات على مواقعها الإلكترونية تمنع الصوم خلال رمضان، وحذرتهم من ارتياد أماكن المناسبات الدينية.
أوامر بفتح المطاعم
وجاء في بلاغ نشر الخميس الماضي على الموقع الرسمي لمدينة كورلا في وسط شينجيانغ أن “أعضاء الحزب والمسؤولين وموظفي القطاع العام والطلبة والقاصرين يجب ألا يصوموا خلال رمضان وألا يشاركوا في مناسبات دينية”. وأضافت: “خلال شهر رمضان يجب ألا تغلق مؤسسات الطعام والشرب أبوابها”.
وقال مسؤول من الأويغور في مدينة تيكيكي يدعى أحمد جان توحتي أمام تجمع الاثنين الماضي إن المسؤولين يجب أن “يمنعوا أعضاء الحزب وموظفي المؤسسات الرسمية والطلبة والقاصرين من دخول مساجد لأداء الصلوات”.
كما نشر موقع إلكتروني يديره مكتب الثقافة في منطقة شويموغو في العاصمة الإقليمية اورومتشي تعميماً الاثنين الماضي يدعو إلى “منع الطلبة والمعلمين من كل المدارس من دخول المساجد” خلال رمضان.
وفي مدينة التاي شمالا، وافق مسؤولون على “تكثيف التواصل مع الأهالي لمنع الصوم خلال رمضان” بحسب ما نشر على موقع رسمي صيني.
وتحتضن منطقة “شينغيانغ” 10مليون مسلم من أقلية الإيغور، وهؤلاء يمثلون 55 في المئة من إجمالي عدد المسلمين في الإقليم البالغ 18 مليون.
ويؤكد الكثير من الحقوقيين تعرض هذه الأقلية منذ سنوات عدة إلى انتهاكات كثيره تمارسها السلطات الصينية، أهمها نهب ثروات الإقليم، إضافة إلى تهميشهم في الوظائف، وإجبارهم على بيع محاصيلهم بأسعار متدنية. وفي السنة الماضية أجبر السكان الذين يحملون جوازات سفر على أن يعيدوا جوازاتهم قبل 15 مايو 2015 إلى مراكز الشرطة. وأصبح استخدامه تحت الطلب. وإذا استخدم أحدهم جوازه ولم يعده خلال المدة المحددة فستبطل صلاحيتهن بحسب تعميم إداري للحزب الشيوعي.
نهب ثروات تهميش وسحب جوازات
وتتهم منظمات دولية الحكومة الصينية بإجراء أكثر من 40 تجربة نووية شمال الإقليم، مما أدى إلى إصابة العديد من سكانه بالإشعاعات النووية وانتشار الأمراض وتلوث التربة والهواء.
يذكر أن مسلمي الصين ينحدرون من الخوئين الذين ينحدرون من الخانات الذين تزوجوا من التجار المسلمين الذين قدموا من الغرب.
ويوجد في الصين عدة أقليات تدين بالإسلام هي: صالا، دونجزيانغ، باوانو، الإيغور، الكازاك، القرغيز، الأوزبك، التتار، والطاجيك.
وفي رمضان، لمسلمي الصين عادات وتقاليد خاصة، إذ يفطر الصائمون على القليل من التمر والحلوى، ويشربون الشاي بالسكر، وعقب ذلك يتوجهون إلى المساجد القريبة لصلاة المغرب، وبعد الانتهاء يتناولون الفطور مع أفراد العائلة.
وتحيط المطاعم الإسلامية بالمساجد، لتقديم المأكولات الرمضانية التي تشتهر بها الدول العربية والإسلامية، إضافة إلى أكلات وحلويات المطبخ الصيني الذي يخلو من الكولسترول، لأنهم لا يستعملون الدهون في الأكل.
وندد ديلات راجيت الناطق باسم المؤتمر العالمي للأويغور في المانيا بالقيود المفروضة على المسلمين قائلاً: “الصين تعتقد أن الدين الإسلامي للأويغور يهدد حكم قيادة بكين”.
وتراقب الصين عن كثب المجموعات الدينية رغم تأكيدها عدة مرات أن مواطنيها يحظون بحرية المعتقد.
إجبار على أكل البطيخ في النهار
وفي كل سنة ومع حلول شهر رمضان الكريم، تبتدع السلطات الصينية العديد من الطرق، وتضاعف من التدابير الرامية إلى دفع المسلمين الأويغور إلى إفطار رمضان. فقد نظمت السنة الماضية عملية توزيع للبطيخ في عز النهار في كلية الطب في أورومكي في شينجيانغ، وهي منطقة يعيش فيها عدد كبير من المسلمين الأويغور. والذين يرفضون يهددون بسحب شهاداتهم. وهذا انتهاك للدستور الصيني ودليل على أن حرية ممارسة الشعائر الدينية منتهكة أو غير موجودة.
الإسلام ليس ممنوعا في الصين ولكن السلطات في هذه المنطقة الحساسة تحد من وجوده أكثر فأكثر. وتوزيع البطيخ الذي حصل ليس المثال الوحيد للضغوط التي تمارس على الأويغور أثناء رمضان. في العام الماضي ظهرت صورة تبين عمليات توزيع المياه في جامعة كاشغار وانتشرت كثيرا عبر مواقع التواصل الاجتماعي الصينية.
تقول إحدى السيدات أنها قضت 15 يوما في السجن لأنها ارتدت الحجاب في العلن. ويقول شيخ آخر “نحن معرضون للسجن إذا أطلقنا اللحى”، ثم يضيف “هذا واقع لا يعرفه الكثير من الناس، وإذا لم نناضل من أجل حرياتنا فكيف سيكون مستقبل أطفالنا في شينجيانغ؟”
أساليب مراقبة كلاسيكية
وتؤكد إحدى الطالبات أن رمضان اليوم مسموح به وليس هناك مراقبة في بقية مناطق الصين، لكنه في شينجيانغ محاط بتدابير تزداد صرامة. وتضيف قائلة:”أمي تخاف كثيرا لدرجة أنها لم تتجرأ على الاحتفاظ بنسخة من القرآن في البيت”.
وتضيف هذه الطالبة التي ترفض الكشف عن هويتها، أن أساليب المراقبة هذه كلاسيكية، فقد وضعت حكومة شينجيانغ جواسيس في كل مكان، الجيران وزملاء العمل والدراسة وممثلو الأقسام…السلطات لديها أشخاص تثق بهم في كل شارع. والمساجد تحت المراقبة وتجد عند مداخلها وفي داخلها عدة كاميرات.
وقد حاولت قناة “فرانس24” الاتصال ببعض الأويغور الذين يعيشون حاليا في شينجيانغ، لكن لم يقبل أحد بالحديث عبر الهاتف خوفا من أن يكون تحت التنصت.
في شهر رمضان يتم تفعيل أول مستوى من الاستنفار عند الشرطة من أجل المراقبة في شينجيانغ. حيث تنتشر أفراد الشرطة بمدرعاتهم في كل مكان، ما يجعل سكان المنطقة يشعرون فعليا بأنهم سيعيشون شهرا عصيبا. ويبدو أن هذه الإجراءات بدأت تشتد منذ أعمال الشغب التي اندلعت في شينجيانغ في أورومكي يوم 5 يوليو 2009 وتلتها هجمات على قومية هانس الصينية سقط خلالها 200 قتيل، حسب مصادر حكومية صينية.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: