البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

البيت الشيعي عرضة للتمزق

كاتب المقال شيروان عبد الله    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3739


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


عندما يكون الإنسان خارج ضغوطات الوضع الجماعي لمجموعة ما فإنه يتمكن من رؤية المشهد بصورة أوضح ممن يرزخ تحت تأثير تلك الضغوطات وتكون مواقفه عبارة عن ردة فعل متشنجة تتحكم بها العواطف وليس العقل تحت سيطرة الحب والكره من باب المثل العربي ( حب واحكي واكره واحكي ) ، وعندما نتطرق للحديث عن البيت الشيعي وعن مكوناته فلا بد من الحديث عن المرجعية التي ساهمت بقوة في تكوينه ، فلولا دعم المرجعية لم يكن لأحد من الأحزاب أو الكتل الشيعية الوصول الى السلطة كتيار ديني او أحزاب دينية بهذه القوة ، بل اجزم انه لولا الدعم المستمر لهم من المرجعية لما تمكنوا من الاستمرار في السلطة كل هذه السنين مع الكثير من الإخفاقات التي أدت الى الفشل في تحسين وضع المجتمع في الخدمات في المناطق الجنوبية والوسطى والغربية ، وكذلك التحارب المستمر بين طوائفه وقومياته وفشل الحكومة في بغداد والتي تترأسها الأحزاب الشيعية الدينية في تحقيق الأمن والسلم الأهلي في العراق حتى وصل الأمر إلى احتمالية تقسيم العراق ، وكمثال ما زالت بغداد لا تمتلك رؤية واضحة للتعاون مع الإقليم ولا زال الأكراد لا يأتمنون لبغداد وحكوماتها الشيعية المتعاقبة رغم إن الاثنين عانوا ما عانوا من الدكتاتورية في النظام السابق ، وأما الخلافات مع أهل السنة من العرب فهي واضحة ولا تحتاج إلى بيان فقد كان هناك قصور في التعامل من قبل الحكومات الشيعية مع هذا الملف ولم يهتموا للمظالم التي عانى منها الناس في مناطقهم نتيجة دخول الجيش أو قمع الجهات الأمنية أو غيرها من قوى تابعة لأحزاب وكتل ، وتعامل الشيعة مع العرب من أهل السنة على أنهم من أتباع صدام وأنهم سبب الظلم الذي تحملوه سابقا . وهذا يدلل على قصور في النظر حسب فهمي لأنه ما ذنب الناس البسطاء وما علاقتهم بصدام ونظامه ، فما ذنب الطالب والمرأة والشيخ ، وحتى الجندي فهو سيان سواء كان سنيا أم شيعيا يطبق ما يريده رئيس الدولة ولن يستطيع الاعتراض عليه لأن السجن أو الموت سوف يكون نهايته . والبيت الشيعي المتكون من التحالف الوطني يشمل جهات عديدة منها رئيس الوزراء حيدر العبادي الذي ينتمي لحزب الدعوة وائتلاف دولة القانون والمجلس الأعلى الإسلامي ومنظمة بدر وكتلة مستقلون وتيار الإصلاح والتيار الصدري وحزب الفضيلة وحزب الدعوة تنظيم الداخل .

ومهما كانت المصالح مشتركة فمن المستحيل أن تتفق كل هذه الجهات لفترة طويلة وبالتالي سوف تظهر الخلافات بينهم في يوم ما وقد ظهرت ، وأن مجرد تعددها وكثرتها يعني أن هناك اختلافا بينها ، والاختلافات كما أرى ليست فكرية وليست من أجل مصلحة الوطن والمواطن ، وإنما هي اختلافات سياسية ومصلحية تنصب على الاستحواذ على أكبر قدر من الفوائد والمناصب والأموال كما هي حال كل الأحزاب والجهات السياسية التي لا يثق بها المواطن ولولا تخويف المواطن بالطائفية المذهبية والشوفينية القومية وزرع وهم احتمالية عودة النظام السابق أو من يمثله لما بقيت الحال على ما عليه ، وعموماُ فإن الاختلافات بين الشيعة في العراق التي ظهرت مؤخراً بقوة للسطح هي نتيجة تحكمات دول أو تحالفات الأطراف العراقية مع دول أخرى متقاطعة فيما بينها بدأت تتصارع بقوة في العراق ، فالمعروف إن البيت الشيعي يميل إلى إيران وهي تدعمه بقوة وغالبية قياداته لها علاقات قوية مع إيران وكثير منهم كان يعيش هناك وقاتل مع الجيش الإيراني في مواجهة الجيش العراقي خلال معركة الثمان سنوات ، وبالمقابل ظهرت هناك قوى عربية حاولت استمالة قسم من الشيعة لصالحها وإخراجهم من التحالف مع إيران ، ويبدو أن الصراع الذي جرى يمثل تصارع هذه الدول ، وقد نجحت في خلق مشاكل لإيران من خلال طرح ما يسمى حكومة تكنوقراط التي لم يكن الهدف منها هو تغيير حالة الفساد بقدر ما كان الهدف هو التقليل من نفوذ وسيطرة الجمهورية الإسلامية على الحكومة العراقية ، وأعتقد أن الطرف المقابل لإيران هو دول الخليج وبالذات السعودية والتي تمكنت من التحالف مع التيار الصدري وأوصلته إلى اقتحام البرلمان وضرب بعض أعضاء البرلمان من البيت الشيعي بالذات والهتاف ضد إيران وقاسم سليماني الذي يعتز به أقطاب التحالف الوطني الشيعي ، وقد فهم الشركاء الشيعة هذه الرسالة وقد كان ردهم سريعاً بإنزال سرايا الخرساني وغيرها من فئات مسلحة لحماية الوضع القائم ، إضافة إلى التحرك بقوة ضد مقتدى الصدر واستقدامه إلى إيران ، والانتقادات الواضحة والقوية التي ظهرت للعلن من قبيل نقد عمار الحكيم لمقتدى الصدر الأمر الذي حدا بالقيادي العسكري في التيار المعروف ب (أبو درع ) التصريح بأنه سوف يأتي برأس عمار الحكيم إذا أمره مقتدى حسب ما ظهر من تسريبات . إضافة للدفاع المستميت عن الجمهورية الإسلامية وقياداتها كما صرح ودافع علنا القيادي في المجلس الأعلى جلال الدين الصغير قائلاً ، بأن الشيعة يفتخرون بأن لهم قيادات مثل قاسم سليماني .

إن هذه التحركات والتصريحات والمشاهد تدلل بصورة غير قابلة للشك بان التحالف الشيعي بدأ بالتمزق وتشير إلى احتمالية وقوع الصراع المسلح بين أطرافه خصوصاً مع عدم احتمالية عودة المياه إلى مجاريها . وما على المراقب إلا أن ينتظر نتائج هذه التحركات مع تسارع الأحداث وكثرة التدخلات والارتباطات وتضارب المصالح في مقابل إحساس بالخطر من قبل الجميع وان الأمور على جرف هار ممكن أن ينهار في أي وقت ، فهل يا ترى يبقى للعقل مساحة يتحرك بها ؟ أم تبقى المصالح الضيقة هي التي توجه مسار الأمور والأحداث ؟ .


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

العراق، الصراعات المذهبية، الارهاب، مقتدى الصدر، الحشد الشعبي، الشيعة، التدخل الايراني، التدخل الامريكي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 8-05-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
الردود على المقال أعلاه مرتبة نزولا حسب ظهورها  articles d'actualités en tunisie et au monde
أي رد لا يمثل إلا رأي قائله, ولا يلزم موقع بوابتي في شيئ
 

  10-05-2016 / 21:28:07   فرحان العراقي
العراق

السستاني والعمائم هي من مزقت العراق

  10-05-2016 / 21:09:24   امير ناصر
الله ينتقم من السياسين جميعا

إن هذه التحركات والتصريحات والمشاهد تدلل بصورة غير قابلة للشك بان التحالف الشيعي بدأ بالتمزق وتشير إلى احتمالية وقوع الصراع المسلح بين أطرافه خصوصاً مع عدم احتمالية عودة المياه إلى مجاريها . وما على المراقب إلا أن ينتظر نتائج هذه التحركات مع تسارع الأحداث وكثرة التدخلات والارتباطات وتضارب المصالح في مقابل إحساس بالخطر من قبل الجميع وان الأمور على جرف هار ممكن أن ينهار في أي وقت ، فهل يا ترى يبقى للعقل مساحة يتحرك بها ؟ أم تبقى المصالح الضيقة هي التي توجه مسار الأمور والأحداث ؟ . -

  10-05-2016 / 20:53:02   محمد
مقتدى الجبان

قائد جبان وطافر لايران
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
عواطف منصور، عبد الله الفقير، إيمى الأشقر، د. ضرغام عبد الله الدباغ، نادية سعد، فتحي الزغل، فتحي العابد، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، فتحـي قاره بيبـان، مجدى داود، د - الضاوي خوالدية، حسن عثمان، د - شاكر الحوكي ، محمد عمر غرس الله، خالد الجاف ، الناصر الرقيق، د - صالح المازقي، فهمي شراب، سلوى المغربي، فوزي مسعود ، طارق خفاجي، د. مصطفى يوسف اللداوي، د. أحمد بشير، عمر غازي، د- محمود علي عريقات، أحمد الحباسي، أشرف إبراهيم حجاج، الهادي المثلوثي، ماهر عدنان قنديل، سليمان أحمد أبو ستة، رافع القارصي، د. أحمد محمد سليمان، رحاب اسعد بيوض التميمي، ياسين أحمد، عمار غيلوفي، محمد الطرابلسي، سلام الشماع، كريم السليتي، ضحى عبد الرحمن، يزيد بن الحسين، محمد يحي، د - محمد بن موسى الشريف ، عبد العزيز كحيل، وائل بنجدو، محمد الياسين، د- جابر قميحة، مصطفي زهران، رمضان حينوني، مصطفى منيغ، محمد أحمد عزوز، د- محمد رحال، سامر أبو رمان ، د - محمد بنيعيش، علي عبد العال، الهيثم زعفان، صلاح الحريري، د - المنجي الكعبي، بيلسان قيصر، د. عادل محمد عايش الأسطل، د. صلاح عودة الله ، المولدي اليوسفي، حسني إبراهيم عبد العظيم، أ.د. مصطفى رجب، سامح لطف الله، محمد شمام ، د. طارق عبد الحليم، صلاح المختار، إسراء أبو رمان، محمد اسعد بيوض التميمي، طلال قسومي، صباح الموسوي ، إياد محمود حسين ، أنس الشابي، سفيان عبد الكافي، محرر "بوابتي"، أبو سمية، رضا الدبّابي، أحمد بوادي، د. عبد الآله المالكي، د - مصطفى فهمي، محمود فاروق سيد شعبان، سيد السباعي، محمود سلطان، محمد علي العقربي، عبد الغني مزوز، محمود طرشوبي، أحمد النعيمي، عبد الرزاق قيراط ، حسن الطرابلسي، مراد قميزة، يحيي البوليني، صفاء العراقي، المولدي الفرجاني، رشيد السيد أحمد، جاسم الرصيف، حميدة الطيلوش، محمد العيادي، صالح النعامي ، عزيز العرباوي، صفاء العربي، منجي باكير، العادل السمعلي، د.محمد فتحي عبد العال، خبَّاب بن مروان الحمد، عبد الله زيدان، علي الكاش، أحمد ملحم، تونسي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د. خالد الطراولي ، كريم فارق، عراق المطيري، د- هاني ابوالفتوح، سعود السبعاني، حاتم الصولي، د - عادل رضا، رافد العزاوي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة