البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الإعدامات الإيديولوجية تتواصل في بنغلاديش: نموذج للتطرف العلماني

كاتب المقال شعبان عبدالرحمن - الكويت   
 المشاهدات: 2956



ما زال الصمت يخيم على العالم، والضمير الإنساني في غيبوبته، بينما "مقاصل" الإعدام تواصل حصد قادة الجماعة الإسلامية في بنغلاديش، وآخرها تأييد المحكمة العليا قبل أيام حكم الإعدام بحق أمير الجماعة، العالم الكبير مطيع الرحمن نظامي.

تلك "المقاصل" تستلم ضحاياها من خيرة أبناء الشعب البنغالي، من أورقة محاكمات هزلية، تحاكمهم على أحداث مرعليها خمسة وأربعون عاما، بتهمة ارتكاب جرائم خلال حرب الاستقلال عام 1971 (انفصال بنغلاديش عن باكستان)، ومحاولة إعاقة استقلال بنغلاديش عن باكستان، وإجبار هندوس على اعتناق الإسلام!

حكومة "عوامي" العلمانية المتطرفة برئاسة حسينة واجد، ابنة مجيب الرحمن، قائد عملية انفصال بنغلاديش عن باكستان، هي من بدأت تلك المحاكمات الجائرة في مطلع عام 2013م، أمام ما تسمى "محكمة جرائم الحرب" التي قضت بإعدام البروفيسور عبد الكلام آزاد، أحد أبرز زعماء الجماعة غيابيا.

وفي 27 شباط/ فبراير 2013م، حكمت بالإعدام على الزعيم الإسلامي دلوار حسين، رئيس حزب الجماعة الإسلامي.

وتسارعت بعد ذلك "مقاصل" الإعدام، بتعليق العالم الجليل "علي أحسن مجاهد" أمين عام الجماعة الإسلامية، وأحد كبار العلماء في شبه القارة الهندية على حبل المشنقة يوم الجمعة (20 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015م)، وهو الذي خلف الشهيد البروفيسورعبد القادر ملا، الأمين العام للجماعة، بعد إعدامه قبل ما يقرب من أربعة أعوام تقريبا (مساء الخميس 12 كانون الأول/ ديسمبر 2013م)، مع السيد صلاح الدين قادر تشودري، البرلماني السابق في حزب بنغلاديش القومي.

وهكذا تحصد "مقاصل" الإعدام قادة الجماعة الإسلامية فردا فردا، بزعم ارتكابهم جرائم حرب خلال عملية انفصال بنغلاديش عن باكستان عام 1971م. ولا ندري لماذا نامت الحكومات البنغالية المتعاقبة عن تلك الجرائم الكبري -في نظرها- خمسة وأربعين عاما؟

ولماذا تبوأ قادة الجماعة الأسلامية مناصب عليا في الدولة خلال تلك الفترة، ومنهم أمير الجماعة نفسه الذي تولي حقيبة وزارة الزراعة والصناعة.

في تلك الأجواء المعتمة، يعيش الشعب البنغالي محنة كبرى على أيدي حكومة "عوامي" المدعومة من كل القوى المعادية للإسلام، فقد قامت قوات الأمن قبل ثلاثة أعوام باعتقال قادة "الجماعة الإسلامية" جميعهم، وفي مقدمتهم مؤسسها البروفيسور غلام أعظم، الذي توفي في السجن مريضا (92 عاما)، وأميرها الحالي الشيخ "مطيع الرحمن نظامي" المحكوم بالإعدام، وستة آلاف وخمس مئة من كوادرها؛ لإفساح الطريق أمام تلك الهجمة الشرسة على الإسلام والمسلمين، والتمكين للفكر العلماني والهندوسي والتغريبي.

وقد سبق ذلك عملية تجفيف ممنهجة لمنابع التعليم الإسلامي، وإغلاق العديد من المؤسسات التعليمية والخيرية، وأعلنت وزيرة الخارجية البنغالية صراحة: "إن بنغلاديش دولة علمانية وليست دولة مسلمة".

ويعيد حزب "عوامي" الحاكم بقيادة حسينة واجد تاريخه الملطخ بدماء المسلمين، المكلل بعار الحرب على الإسلام والهوية الإسلامية.. فقد شنَّ حربا شعواء على الإسلام والعاملين له داخل البلاد خلال فترتي حكمه للبلاد (1971- 1975، ومن 1996- 2001)، حيث أغلق مؤسسات التعليم الإسلامي، وزجَّ بعشرات الآلاف من الشباب خلف القضبان، وقتل عشرات العلماء.

فاجأت هذه الحكومة شعب بنغلاديش المسلم (87 في المئة مسلمون) بانقلاب على الدستور، ليصبح علمانيّا، بعد حذف كل ما يشير فيه إلى الإسلام من قريب أو بعيد.

واليوم، يعيد الحزب حقبته السوداء ضد الإسلام والمسلمين، في محاولة لاستئصال الجماعة الإسلامية، بعد تنامي شعبيتها بصورة كبيرة مخيفة لرعاة المشروع العلماني الهندوسي، الذين يحرصون على تحويل بنغلاديش إلى دولة هندوسية منذ انفصالها عن باكستان عام 1971م.

إن ما يجري في بنغلاديش ليس ببعيد عمّا يجري في مصر بعد الانقلاب الدموي.. وليس ببعيد عمّا يجري في سوريا والعراق واليمن، وليس ببعيد أيضا عمّا يجري في بورما وسريلانكا، ولا ما جرى من قبل في البوسنة والهرسك قبل عقدين من الزمان، ولا ما جرى للمسلمين في الاتحاد السوفيتي خلال عهد القياصرة وخلال الثورة البلشفية والعهد الشيوعي، ولا ما جرى خلال تسعينيات القرن الماضي، من إبادة للشعب الشيشاني.. إلخ.

حرب على الإسلام والهوية الإسلامية والمسلمين، وهي حرب تزداد ضراوة يوما بعد يوم، وتتخذ صورا وأشكالا متعددة، ويتم تنفيذها بآليات متباينة في كل الميادين، وترمي في النهاية لمحاولة اقتلاع الإسلام وإبادة أهله.

------------
· الكاتب مدير التحرير السابق لجريدة الشعب المصرية والمجتمع الكويتية

وقع تحوير العنوان الأصلي للمقال
محرر موقع بوابتي


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

بنغلاديش، الجماعة الإسلامية، عوامي، الحركات الإسلامية، الإعدام،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 7-05-2016   المصدر: عربي 21

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د- هاني ابوالفتوح، رضا الدبّابي، طلال قسومي، مراد قميزة، يزيد بن الحسين، محمد العيادي، علي الكاش، أشرف إبراهيم حجاج، عراق المطيري، صلاح الحريري، صباح الموسوي ، د - مصطفى فهمي، نادية سعد، خالد الجاف ، محرر "بوابتي"، سامر أبو رمان ، د. عبد الآله المالكي، د- جابر قميحة، محمود سلطان، حسن عثمان، علي عبد العال، أحمد بن عبد المحسن العساف ، أحمد النعيمي، فوزي مسعود ، ماهر عدنان قنديل، كريم السليتي، محمد الياسين، المولدي الفرجاني، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د - المنجي الكعبي، د. صلاح عودة الله ، رمضان حينوني، رحاب اسعد بيوض التميمي، عبد الرزاق قيراط ، جاسم الرصيف، عزيز العرباوي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، صلاح المختار، مجدى داود، د.محمد فتحي عبد العال، د - عادل رضا، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، صفاء العراقي، محمد عمر غرس الله، أ.د. مصطفى رجب، سلوى المغربي، حسني إبراهيم عبد العظيم، رشيد السيد أحمد، مصطفى منيغ، د - الضاوي خوالدية، حسن الطرابلسي، عبد الله الفقير، أحمد بوادي، أبو سمية، د - صالح المازقي، عمار غيلوفي، رافد العزاوي، سفيان عبد الكافي، د. أحمد محمد سليمان، صالح النعامي ، مصطفي زهران، سلام الشماع، سامح لطف الله، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، حميدة الطيلوش، العادل السمعلي، ياسين أحمد، الهيثم زعفان، د. أحمد بشير، أنس الشابي، كريم فارق، د- محمد رحال، إسراء أبو رمان، وائل بنجدو، د. مصطفى يوسف اللداوي، فتحـي قاره بيبـان، محمد الطرابلسي، محمد أحمد عزوز، إياد محمود حسين ، فهمي شراب، د - محمد بنيعيش، خبَّاب بن مروان الحمد، صفاء العربي، عمر غازي، د. خالد الطراولي ، محمود فاروق سيد شعبان، محمود طرشوبي، ضحى عبد الرحمن، منجي باكير، عبد الغني مزوز، سليمان أحمد أبو ستة، د - محمد بن موسى الشريف ، فتحي الزغل، أحمد ملحم، الناصر الرقيق، د- محمود علي عريقات، سعود السبعاني، حاتم الصولي، الهادي المثلوثي، محمد شمام ، د. عادل محمد عايش الأسطل، د - شاكر الحوكي ، رافع القارصي، عبد الله زيدان، عواطف منصور، إيمى الأشقر، يحيي البوليني، فتحي العابد، د. طارق عبد الحليم، محمد اسعد بيوض التميمي، محمد يحي، سيد السباعي، أحمد الحباسي، تونسي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة