البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

مسرحية التكنوقراط وسرقة التظاهرات

كاتب المقال محمد ال عصمان - العراق    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3657


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


ننتظر من التظاهرات في العراق التغيير لنظام الحكم الفاسد من دستور وقوانين وبرلمان ومؤسسات حكم وأحزاب ، وكنا ننتظر أن يستمر الوعي نتيجة أزمة الحكومات المتعاقبة وكذبها على الناس وفشلها وفسادها ، وننتظر من الشعب أن يهب بغالبيته لمقارعة الظالمين ، وأن تتم محاسبة السراق والفاسدين ممن إنتمى لهذه الكتل السياسية ، بعد أن يأس الشعب منهم ، وتوصل إلى أنهم جميعاً يتحملون عملية تمزيق العراق ونهب ثرواته ، وفي هذه الأوقات التي بدأ فيها الشعب بالضغط وخشية من إنفجار الناس جاء المنقذ للفاسدين من أرض النجف ، ولم يكن هذه المرة المنقذ صمام أمان الفاسدين سيستاني السراديب ، بل كان هناك اختيار دقيق من قبل اللاعب الأكبر والأذكى وأدخل مقتدى في هذه اللعبة عازفاً على وتر الغباء المفرط الذي يتميز به ، وحبه للظهور والبروز ، ورغبته في المحافظة على منافعه من النظام السياسي الفاسد بعد الإحتلال ، وكذلك سعيه للتنصل من المحاسبة والمعاقبة لمسؤوليته عن الفساد بإعتباره أحد أركان الحكومات الفاسدة ، وقد تحقق له ما يريد ، وفي المقابل حققت الجهات الأخرى المحركة له أغراضها وأهدافها به من حيث يدري أو لا يدري ، فكان إبعاد التظاهرات عن هدفها وطريقها في التغيير وتحقيق الدولة المدنية إلى العودة إلى الإستعانة بالمرجعية ورجال الدين وترميزهم وعبادتهم واستغلال الجهلة عن طريقهم ، و يمكن القول أن مقتدى بفعله هذا قد وجه ضربة للتظاهرات بسبب تدخله فيها ، ومن الأهداف المتوخاة من هذه اللعبة هو محاولة إقصاء الجهات الوطنية والمدنية التي تنامى نفوذها في الساحة بسبب الفشل المستمر للأحزاب السياسية وخصوصاً الدينية ، وكذلك السعي لإبعاد شخصيات معينة تمثل جهة دولية منافسة على الساحة العراقية واستبدالها بشخصيات موالية لها ، بالإضافة إلى كونها تمثل مرحلة من مراحل المخطط المرسوم للحال العراقي والمنطقة ، وهي حتماً لن تنتي بهذا المشهد وإنما سوف تأتي بعدها فصولاً أخرى لإستكمال المسرحية ، والسؤال المطروح ما هو الفصل القادم من هذه المسرحية ؟ ونحن هنا نحاول أن نضع بعض المؤشرات التي يمكن أن تساهم في توقع بعضاً من أحداث المشهد القادم ، فهناك مرجعية السيستاني التي انسحبت من الواجهة السياسية ، وهناك مقتدى الذي أظهرته المخططات بأنه المنقذ للعراق والمخلص للشعب ، وهناك الحكومة التي لن تتمكن من حل مشاكل العراقيين سواء كانت تكنوقراط أو عمائم ولحى لأنها تمثل النظام الفاسد ، وهناك المليشيات ا!

لتي تعمل وفق النهج الطائفي ، وهناك داعش التي ما زالت تعمل على الأرض بقوة ، وهناك التدخلات الخارجية متمثلة بأكثر من جهة منها الجانب الأميركي المحتل وهو الأذكى والأقوى ، ومنها النظام الإيراني الذي يملك عدة أذرع للعمل بها في العراق ، ومنها دول الخليج العربي التي تتصدرها السعودية وكونت التحالف الإسلامي ، إضافة إلى قوى أخرى تتصارع على الساحة العراقية ، ومنها القوى الوطنية التي يتم إقصائها ومحاربتها بشكل مستمر لأنها تمثل مصالح الشعب وهذا أمر غير مرغوب فيه من قبل القوى المسيطرة ، وهنا نسأل ما هو السيناريو القادم ؟ ومتى تحترق أوراقاً قد لعبت فيها القوى المتصارعة كثيراً ؟ متى تحترق ورقة مقتدى ؟ وهل هذه الزوبعة الإعلامية والتعظيم والتأليه لمقتدى سوف يكون في المستقبل القريب لصالحه أم ضده ؟ وهل سيكون القادم على مقتدى لحرق ورقته وقتله بعد أن يتم ترميزه كقائد وطني شيعي من أجل إشعال نار الفتنة وتدمير الشعب العراقي وكذلك تفكيك ما يسمى بالتحالف الشيعي وإيقاع الصراع والتقاتل فيما بينهم لدخول مرحلة جديدة من المخطط الإجرامي المُعد للعراق وشعبه ؟ أم أن ورقة مقتدى ما زالت صالحة للعمل بها وأن وقت إحراقها لم يحن بعد ؟ إن أفضل من يجيب على هذه الأسئلة هو كاتب السيناريو والمخطط لتنفيذه وكذلك من يستطيع أن يستقرأ الأحداث رغم تشابكها ، ولكن قطعاً فإن مقتدى ليس منهما ، بل سيبقى إلى ما شاء الله حجراً في رُقعة الشطرنج إلى حلول الوقت الذي يستدعي استخراجه من اللعبة ، وسوف تكون التضحية به من أجل حماية الملك أو الوزير أو الفيل أو الحصان أو القلعة ، وسننتظر الأحداث المتسارعة لنرى ماذا سيحل بمقتدى نتيجة البله والطمع ، ولكن من أهم النتائج التي ظهرت الآن وستظهر بوضوح أكثر هي أن مقتدى كان أحد أرباب الحكومة الفاسدة وأن لعبته هذه لن تجعله قائداً وطنياً إلا في نظر أتباعه الجهلة ، وأنه إذا مات لن يموت شهيداً بل سيرحل إلى قبره غير مأسوف عليه .

وهكذا تمكن مقتدى من الحفاظ على مكتسبات الفاسدين وحمايتهم من المحاسبة والإقتصاص ولكن هذا لن يدوم طويلاً .


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

العراق، المظاهرات في العراق، حكومة التكنوقراط، التغيير الحكومي في العراق، مقتدى الصدر،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 2-04-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
صفاء العراقي، د- محمود علي عريقات، محمد الطرابلسي، فتحـي قاره بيبـان، د. مصطفى يوسف اللداوي، الناصر الرقيق، علي عبد العال، صلاح المختار، بيلسان قيصر، د- هاني ابوالفتوح، يزيد بن الحسين، المولدي الفرجاني، عمر غازي، طارق خفاجي، حسن عثمان، ياسين أحمد، د - المنجي الكعبي، الهادي المثلوثي، فتحي الزغل، أشرف إبراهيم حجاج، حسني إبراهيم عبد العظيم، حميدة الطيلوش، د - مصطفى فهمي، د. أحمد محمد سليمان، محمد العيادي، محمود طرشوبي، د- محمد رحال، مصطفى منيغ، عبد الغني مزوز، سيد السباعي، د - الضاوي خوالدية، مجدى داود، منجي باكير، محمد عمر غرس الله، د. ضرغام عبد الله الدباغ، عمار غيلوفي، د - محمد بن موسى الشريف ، رافد العزاوي، جاسم الرصيف، العادل السمعلي، صلاح الحريري، عبد الرزاق قيراط ، وائل بنجدو، علي الكاش، خبَّاب بن مروان الحمد، عزيز العرباوي، د - عادل رضا، نادية سعد، د. أحمد بشير، عبد الله الفقير، سفيان عبد الكافي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، فوزي مسعود ، طلال قسومي، محمد الياسين، د. كاظم عبد الحسين عباس ، المولدي اليوسفي، مصطفي زهران، د. عادل محمد عايش الأسطل، عراق المطيري، يحيي البوليني، أنس الشابي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د. عبد الآله المالكي، رمضان حينوني، تونسي، رضا الدبّابي، محمود فاروق سيد شعبان، محمد أحمد عزوز، أحمد ملحم، الهيثم زعفان، محمد شمام ، مراد قميزة، د - صالح المازقي، د. صلاح عودة الله ، سلام الشماع، عبد العزيز كحيل، حسن الطرابلسي، د.محمد فتحي عبد العال، سليمان أحمد أبو ستة، د - محمد بنيعيش، فتحي العابد، محمود سلطان، حاتم الصولي، د. طارق عبد الحليم، صباح الموسوي ، إيمى الأشقر، رشيد السيد أحمد، د- جابر قميحة، محمد علي العقربي، أحمد النعيمي، صفاء العربي، كريم فارق، أحمد الحباسي، سعود السبعاني، إياد محمود حسين ، سامر أبو رمان ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، عواطف منصور، ضحى عبد الرحمن، د - شاكر الحوكي ، رحاب اسعد بيوض التميمي، كريم السليتي، إسراء أبو رمان، محمد اسعد بيوض التميمي، خالد الجاف ، سامح لطف الله، محمد يحي، صالح النعامي ، فهمي شراب، عبد الله زيدان، أحمد بوادي، أبو سمية، سلوى المغربي، رافع القارصي، ماهر عدنان قنديل، محرر "بوابتي"، أ.د. مصطفى رجب، د. خالد الطراولي ،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة