البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

مسرحية التكنوقراط وسرقة التظاهرات

كاتب المقال محمد ال عصمان - العراق    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3322


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


ننتظر من التظاهرات في العراق التغيير لنظام الحكم الفاسد من دستور وقوانين وبرلمان ومؤسسات حكم وأحزاب ، وكنا ننتظر أن يستمر الوعي نتيجة أزمة الحكومات المتعاقبة وكذبها على الناس وفشلها وفسادها ، وننتظر من الشعب أن يهب بغالبيته لمقارعة الظالمين ، وأن تتم محاسبة السراق والفاسدين ممن إنتمى لهذه الكتل السياسية ، بعد أن يأس الشعب منهم ، وتوصل إلى أنهم جميعاً يتحملون عملية تمزيق العراق ونهب ثرواته ، وفي هذه الأوقات التي بدأ فيها الشعب بالضغط وخشية من إنفجار الناس جاء المنقذ للفاسدين من أرض النجف ، ولم يكن هذه المرة المنقذ صمام أمان الفاسدين سيستاني السراديب ، بل كان هناك اختيار دقيق من قبل اللاعب الأكبر والأذكى وأدخل مقتدى في هذه اللعبة عازفاً على وتر الغباء المفرط الذي يتميز به ، وحبه للظهور والبروز ، ورغبته في المحافظة على منافعه من النظام السياسي الفاسد بعد الإحتلال ، وكذلك سعيه للتنصل من المحاسبة والمعاقبة لمسؤوليته عن الفساد بإعتباره أحد أركان الحكومات الفاسدة ، وقد تحقق له ما يريد ، وفي المقابل حققت الجهات الأخرى المحركة له أغراضها وأهدافها به من حيث يدري أو لا يدري ، فكان إبعاد التظاهرات عن هدفها وطريقها في التغيير وتحقيق الدولة المدنية إلى العودة إلى الإستعانة بالمرجعية ورجال الدين وترميزهم وعبادتهم واستغلال الجهلة عن طريقهم ، و يمكن القول أن مقتدى بفعله هذا قد وجه ضربة للتظاهرات بسبب تدخله فيها ، ومن الأهداف المتوخاة من هذه اللعبة هو محاولة إقصاء الجهات الوطنية والمدنية التي تنامى نفوذها في الساحة بسبب الفشل المستمر للأحزاب السياسية وخصوصاً الدينية ، وكذلك السعي لإبعاد شخصيات معينة تمثل جهة دولية منافسة على الساحة العراقية واستبدالها بشخصيات موالية لها ، بالإضافة إلى كونها تمثل مرحلة من مراحل المخطط المرسوم للحال العراقي والمنطقة ، وهي حتماً لن تنتي بهذا المشهد وإنما سوف تأتي بعدها فصولاً أخرى لإستكمال المسرحية ، والسؤال المطروح ما هو الفصل القادم من هذه المسرحية ؟ ونحن هنا نحاول أن نضع بعض المؤشرات التي يمكن أن تساهم في توقع بعضاً من أحداث المشهد القادم ، فهناك مرجعية السيستاني التي انسحبت من الواجهة السياسية ، وهناك مقتدى الذي أظهرته المخططات بأنه المنقذ للعراق والمخلص للشعب ، وهناك الحكومة التي لن تتمكن من حل مشاكل العراقيين سواء كانت تكنوقراط أو عمائم ولحى لأنها تمثل النظام الفاسد ، وهناك المليشيات ا!

لتي تعمل وفق النهج الطائفي ، وهناك داعش التي ما زالت تعمل على الأرض بقوة ، وهناك التدخلات الخارجية متمثلة بأكثر من جهة منها الجانب الأميركي المحتل وهو الأذكى والأقوى ، ومنها النظام الإيراني الذي يملك عدة أذرع للعمل بها في العراق ، ومنها دول الخليج العربي التي تتصدرها السعودية وكونت التحالف الإسلامي ، إضافة إلى قوى أخرى تتصارع على الساحة العراقية ، ومنها القوى الوطنية التي يتم إقصائها ومحاربتها بشكل مستمر لأنها تمثل مصالح الشعب وهذا أمر غير مرغوب فيه من قبل القوى المسيطرة ، وهنا نسأل ما هو السيناريو القادم ؟ ومتى تحترق أوراقاً قد لعبت فيها القوى المتصارعة كثيراً ؟ متى تحترق ورقة مقتدى ؟ وهل هذه الزوبعة الإعلامية والتعظيم والتأليه لمقتدى سوف يكون في المستقبل القريب لصالحه أم ضده ؟ وهل سيكون القادم على مقتدى لحرق ورقته وقتله بعد أن يتم ترميزه كقائد وطني شيعي من أجل إشعال نار الفتنة وتدمير الشعب العراقي وكذلك تفكيك ما يسمى بالتحالف الشيعي وإيقاع الصراع والتقاتل فيما بينهم لدخول مرحلة جديدة من المخطط الإجرامي المُعد للعراق وشعبه ؟ أم أن ورقة مقتدى ما زالت صالحة للعمل بها وأن وقت إحراقها لم يحن بعد ؟ إن أفضل من يجيب على هذه الأسئلة هو كاتب السيناريو والمخطط لتنفيذه وكذلك من يستطيع أن يستقرأ الأحداث رغم تشابكها ، ولكن قطعاً فإن مقتدى ليس منهما ، بل سيبقى إلى ما شاء الله حجراً في رُقعة الشطرنج إلى حلول الوقت الذي يستدعي استخراجه من اللعبة ، وسوف تكون التضحية به من أجل حماية الملك أو الوزير أو الفيل أو الحصان أو القلعة ، وسننتظر الأحداث المتسارعة لنرى ماذا سيحل بمقتدى نتيجة البله والطمع ، ولكن من أهم النتائج التي ظهرت الآن وستظهر بوضوح أكثر هي أن مقتدى كان أحد أرباب الحكومة الفاسدة وأن لعبته هذه لن تجعله قائداً وطنياً إلا في نظر أتباعه الجهلة ، وأنه إذا مات لن يموت شهيداً بل سيرحل إلى قبره غير مأسوف عليه .

وهكذا تمكن مقتدى من الحفاظ على مكتسبات الفاسدين وحمايتهم من المحاسبة والإقتصاص ولكن هذا لن يدوم طويلاً .


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

العراق، المظاهرات في العراق، حكومة التكنوقراط، التغيير الحكومي في العراق، مقتدى الصدر،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 2-04-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
عزيز العرباوي، د- محمود علي عريقات، صلاح الحريري، رافع القارصي، عمر غازي، إسراء أبو رمان، فتحـي قاره بيبـان، عبد الغني مزوز، منجي باكير، أحمد بوادي، د- جابر قميحة، محمد شمام ، مراد قميزة، د.محمد فتحي عبد العال، د. عادل محمد عايش الأسطل، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د- هاني ابوالفتوح، عراق المطيري، خالد الجاف ، د - مصطفى فهمي، فوزي مسعود ، صلاح المختار، نادية سعد، محمد اسعد بيوض التميمي، محمد الياسين، د. صلاح عودة الله ، محمود سلطان، سعود السبعاني، د. طارق عبد الحليم، د - عادل رضا، خبَّاب بن مروان الحمد، محمود طرشوبي، عبد الله زيدان، أبو سمية، سفيان عبد الكافي، رضا الدبّابي، أنس الشابي، أحمد ملحم، مصطفي زهران، د - محمد بن موسى الشريف ، فتحي العابد، مجدى داود، حسن عثمان، علي عبد العال، الهيثم زعفان، طلال قسومي، عبد الرزاق قيراط ، سامر أبو رمان ، حاتم الصولي، محمد عمر غرس الله، د. أحمد محمد سليمان، أ.د. مصطفى رجب، سلوى المغربي، عمار غيلوفي، محمد العيادي، د - المنجي الكعبي، ضحى عبد الرحمن، وائل بنجدو، د - شاكر الحوكي ، الهادي المثلوثي، سامح لطف الله، رمضان حينوني، المولدي الفرجاني، العادل السمعلي، صفاء العراقي، فهمي شراب، محمد الطرابلسي، رشيد السيد أحمد، د- محمد رحال، د. أحمد بشير، د - صالح المازقي، عبد الله الفقير، حميدة الطيلوش، سليمان أحمد أبو ستة، محمود فاروق سيد شعبان، د. ضرغام عبد الله الدباغ، أحمد النعيمي، د. مصطفى يوسف اللداوي، صالح النعامي ، رافد العزاوي، محرر "بوابتي"، تونسي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، حسن الطرابلسي، الناصر الرقيق، صفاء العربي، محمد أحمد عزوز، إياد محمود حسين ، رحاب اسعد بيوض التميمي، يزيد بن الحسين، أشرف إبراهيم حجاج، مصطفى منيغ، د - الضاوي خوالدية، حسني إبراهيم عبد العظيم، كريم السليتي، إيمى الأشقر، د. خالد الطراولي ، محمد يحي، ماهر عدنان قنديل، كريم فارق، سلام الشماع، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، صباح الموسوي ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، علي الكاش، ياسين أحمد، جاسم الرصيف، د. عبد الآله المالكي، د - محمد بنيعيش، يحيي البوليني، فتحي الزغل، سيد السباعي، أحمد الحباسي، عواطف منصور،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة