فشل الهجوم وتراجعت الحكومة عن وعودها بشأن معركة الرمادي
يزيد بن الحسين - ألمانيا (*)
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 3281
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
ذكر للكاتب الإسباني الكبير «بلاسكو أبانيز» قصة صغيرة، يتحدَّث فيها عن ثلاثة من الفرنسيين؛ أحدهم معلم والآخر طبيب والثالث جندي قديم على ما أَذْكُر، وقعوا في أَسْر الألمان حين احتلوا قريتهم، فصاح المعلم: ليسقط غليوم الثاني! فسخر منه قائد الفرقة الألمانية، وقال له: إنك يا هذا تريد أن تنتحر على حسابنا … فإنْ شِئْتَ فانْتَحِرْ بعيدًا عنَّا! وتركوه حيًّا إلى ما بعد نهاية الحرب، فعاد إلى قريته مع صاحبيه.
احتفلت القرية بهم، واتسع نطاق الاحتفال في القرى التي تجاورهم، وكان أكبرهم سنًّا — وهو الجندي القديم — يتولى الإجابة على شكر المحتفلين بالنيابة عنهم، فقال في الحفلة الأولى: هتف زميلي المعلم بسقوط الإمبراطور، فأشفَقْتُ عليه، واعتمدتُ على حق السن وحنكة التجارب؛ فاضطررته إلى السكوت.
وفي الحفلة الثانية قال: وهتفنا جميعًا بسقوط الإمبراطور.
وفي الحفلة الثالثة قال: وهتفتُ بسقوط الإمبراطور، فلم يزل بي زميلاي حتى اضطراني كارهًا إلى السكوت!
هذه قصة يرويها خيال أبانيز فهي لاتختلف بالمرة عن خيالات العبادي وقادته المتناقضين في اقوالهم وبلاغاتهم العسكرية فالمتابع للتصريحات الرسمية العراقية يجد تناقضا في بعضها حول مسار المعركة، حيث تفيد بعض التصريحات بأن ‘السيطرة على الرمادي بات وشيكا للغاية’ ومنهم من يدعي ان 90 بالمئة من الرمادي تم تحريرها والاخر يبالغ ويزايد عليه قائلا المعارك وسط الرمادي الذي فيه المجمع الحكومي والاخر يصرح مفتخرا بعد ساعات قليلة سيتم تحرير الرمادي بالكامل . ، بينما تقول تصريحات أخرى إن ‘المعركة ليست سهلة، وستطول وكانت السلطات العراقية أعلنت أنها تستعد لاقتحام منطقة الحوز، التي تضم المجمع الحكومي الواقع وسط مدينة الرمادي، بعد فرض سيطرتها على عدد من الأحياء وسط المدينة
وبعد كل هذا الكم الهائل من التصريحات النارية الذي تبين انها عبارة عن بالونات اختبارية لتخويف جنود دولة الاسلام فقد تراجع تفاؤل وتصريحات حكومة حيدر العبادي العنترية بشأن اقتحام مدينة الرمادي خلال يومين، يأتي هذا بعد أن أعلن مجلس محافظة الأنبار أن المعركة تحتاج إلى وقت ولا يمكن حسمها في يوم أو اثنين فقط. وقال المجلس في تصريح صحفي، أمس الأربعاء: إن ‘كل ما هو موجود في المدينة مفخخ، وعناصر داعش الذين يقاتلون في الرمادي حاليا عبارة عن قنابل متحركة على الأرض حديث مجلس محافظة الأنبار تزامن مع تصريح لقائد جهاز مكافحة الإرهاب التابع لجيش العبادي العراقي، الفريق الركن عبد الغني الأسدي، الذي قال إن ‘تنظيم الدولة استخدم عبوات ناسفة جديدة معدة للتأثير على المعدات الثقيلة، وتسببت بقلب معدات وزنها نحو 27 طنا ، ولهذا السبب
توقفت هذه العملية المشتركة بين جهاز مكافحة الإرهاب وشرطة الأنبار والهندسة ورجال المدفعية والدبابات وطيران الجيش والتحالف امام المجاهدين الشجعان خصوصا بعد معلومات محلية عن “إستنفار” في صفوف قوات الدولة الاسلامية . مما ادى الى فشل وتوقف هذا الجيش العرمرم من اقتحاف المدينة ، فراح يقدم التبريرات المضحكة التي تكشف لنا ضحالة فكر هذه القيادة من اتباع الدمج الشيعي الصفوي التي تقود جيش الحشاشة . وقال ناشطون إن ‘القوات العراقية وبعد عجزها عن دخول الرمادي من محاور مختلفة، ركزّت قوتها على المحور الجنوبي قرب منطقة الحميرة، والمحور الغربي قرب الورار . فيما أكد محللون أن ‘الوسط المؤيد لحكومة العبادي غاضب جدا؛ بسبب عدم وفاء الحكومة بوعودها باستعادة الرمادي خلال أيام قليلة، بالرغم من إعلان العقيد ياسر الدليمي المتحدث باسم شرطة الأنبار وصول خمسة أفواج قتالية من مقاتلي عشائر الأنبار للمشاركة في معركة الرمادي
بعد وصول هذا الافواج المتجفلة فهل تغيرت المعطيات على الارض ؟ . وحدثنا القيادي العشائري الصحوجي في المحافظة، سلمان العيثاوي، إنّ ‘تنظيم داعش استطاع أخيراً صدّ هجوم القوات العراقيّة على مركز مدينة الرمادي، الأمر الذي تسبّب بتباطؤ في التقدّم كما أوضح أنّ ‘القوات الأمنيّة تحاول الآن اقتحام خطوط صدّ التنظيم، لكنّه صعب للغاية . من جهته، حذّر السياسي المستقل عن محافظة الأنبار، الشيخ غانم العيفان، من ‘خطط داعش لفتح جبهات خارج الرمادي لإرباك صفوف القوات الأمنية وقد اعترف العيفان، إنّ ‘داعش عدو غير تقليدي ويمتلك عقيدة بالموت وعوامل ضبط في القتال، ولديه خطط استراتيجيّة بعيدة من خلال معرفته ودرايته الكاملة في ساحة معركة الأنبار’، محذّرا من لجوء التنظيم إلى ‘فتح جبهات أخرى خارج أسوار الرمادي، لسحب زخم القوات العراقية المهاجمة، وإرباك صفوفها وتغيير مسار المعركة وأكّد العيفان ‘وجود محاولات فعلية من التنظيم لفتح جبهات على الحشد العشائري والقوات الأمنيّة بجانب الخط السريع في منطقة البو عيثة، ومع قوات الجيش المتواجدة بخط تماس مع منطقة البو ذياب، ويحاول إجراء هجمات فيه. لم يتوقف الامر عند هذا الحد والكم الهائل من التصريحات فقد دخل قادة جحش الشيعة على الخط بعد ان صرح ظافر العاني انها حربا نظيفة في الرمادي
الشيعة الصفويين في الميليشيات الطائفية لايريدون حربا تظيفة بل يريدون تدمير المدينة مثلما دمروا تكريت وبيجي حجرا على حجر ، لاثبات حقدهم وانتقامهم من كل عربي . وها هم الان يبدون غضبهم الشديد على كل سني دخل برلمانهم المشبوه فقد ابدى قادة في الحشد الشعبي يوم الخميس غضبهم الشديد من تصريحات ادلى بها النائب عن اتحاد القوى ظافر العاني بشأن المعارك الجارية لاستعادة الرمادي من تنظيم داعش ن العاني قد قال امس ان عدم مشاركة الحشد الشعبي في تحرير الرمادي جعل المعركة ‘نظيفة’ .
وقال الأمين العام الطائفي لكتائب “سيد الشهداء” أبو الاء الولائي في بيان مقتضب، إن ‘ابناء الحشد هم ذاتهم ابناء الاجهزة الامنية وأضاف الولائي مخاطباً العاني ‘ستهزمون مهما تعددت عناوينكم وقال ايضا ابن الاعرج اقصد قاسم الجربوع الاعرجي وهو من كتلة بدر الايرانية ان “وجود ظافر العاني وامثاله سبب تلوث العملية السياسية والمشهد السياسي”، متوعدا بـ”تطهيرها منهم بعد تطهير الغربية من دواعش السلاح ومن ثم التفرع لدواعش السياسية . وهويعتبر ان الطائفية في تفكير ولسان كل من كل من يطلق تصريحات مسيئة للحشد واعتبارها محاولة لخلق الفتن وخلق فوضى وفلتان امني عن طريق ابعاد الحشد الشعبي عن معارك التحرير في صلاح الدين والانبار. فهذه التصريحات يمكن تشبيهها بقصة الكاتب الاسباني ابانيز
قا ينطبق عليهم المثل العراقي بحذافيره (اللي مايعرف يرقص يكول الكاع عوجة) فقد وزعم قائد جهاز مكافحة الإرهاب أن ‘الجيش كان بإمكانه دخول الرمادي منذ وقت طويل، لكن احتجاز داعش
للعوائل أخّر الأمر’، موضحا أن ‘القوات الأمنية حققت كل الأهداف المرسومة ضمن الخطة العامة من أجل تحرير المدينة بالكامل، ودخلت في قلب المدينة في منطقة الضباط . فيما أعلن محرر الشؤون العراقية في قناة ‘الجزيرة’، نقلا على لسان مصادر داخل الرمادي قولهم إن ‘عناصر تنظيم الدولة استولوا على دبابتين قرب حي الملعب جنوب المدينة، واستعرضوا بهما في المنطقة
وذكر مصدر في محافظة الأنبار قوله إن ‘عناصر تنظيم الدولة هربوا من مركز مدينة الرمادي إلى مناطق الصوفية والسجارية شرقي المدينة . فأذا كانوا قد هربوا فلماذا اذن توقف الهجوم بعد ان اصبحت ساحة المعارك خالية من المجاهدين ؟ كانت تصريحات أبواق الحكومة تدعو المواطنين على اخلاء المدينة ولكنها تدعي في نفس الوقت ان الدولة تمنعهم من المغادرة او تحتجزهم داخل المدينة الا ان الوقائع تكشف كذب ادعاء الحكومة، وقد نشر المواطنين من داخل اسواق الرمادي فلما يثبت كذب ابواق الاعلام الحكومي ومرتزقته من الصحوات العميلة مما يدعوه من دخولهم احياء المدينة . المواطنيين يعرفون ان خروجهم معناه الاعتقال من قبل عنلصر الجيش والميليشيات الشيعية فقد ذكرت التقارير ان 1300 من شباب ورجال الرمادي اختفوا بعد اعتقالهم من قبل عناصر ايرانية لاتتكلم العربي . خروج العوائل رافقه تصريح من محافظ الأنبار صهيب الراوي، أكد فيه تأمين الطرق لخروج المدنيين من مدينة الرمادي. إلا أن تقارير نشطاء ومسئولين تفيد باعتقال المئات من شباب أهل السنة من قبل نقاط تفتيش المليشيات الشيعية لدى محاولة خروجهم من الرمادي
على الجانب الآخر، أعلن تنظيم ‘الدولة الاسلامية ‘ عن قصفه مقرا لجيش حيدر العبادي العراقي قرب محطة كهرباء الجرايشي بالرمادي بعشرين قذيفة هاون، بالإضافة إلى تدمير جرّافة للجيش عبر استهدافها بعبوة ناسفة، وأعلن أيضا عن قنص أحد عناصر الجيش العراقي في جنوب الرمادي أيضا
وفي الختام : توضحت الامور حول مسار المعركة في الأيام المقبلة، قال محللون إن ‘مسألة دخول الرمادي ليست بالسهولة التي روّج لها الإعلام العراقي، حيث إن تنظيم الدولة على استعداد تام أن يشعل المدينة بالمفخخات، وهو ما يجبر القوات العراقية على خوض حرب استنزاف قد تمتد إلى أسابيع
-----------
(*)
يزيد بن الحسين، إسم مستعار، والإسم الصحيح للكاتب معروف لدينا
محرر موقع بوابتي
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: