فوزي مسعود - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 7066
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
الألفاظ حاملة المعاني تختلف مدلولاتها من فرد لآخر، وعاملا تغير الفهم هما التجربة ثم عمق النظر للمعاني التي يحويها اللفظ.
ينطلق الإنسان في أول نشأته ملتقطا معاني الألفاظ من محيطه، أي أنها معاني بالنقل، وليست معاني من إنتاج أو اختبار ذاتي، أي أنها معاني لم ينشاها الفرد ذاته، أو على الأقل لم يختبرها ولم يعش مدلولاتها
ثم تمر التجارب بالفرد، وكلما كثرت وتراكمت كلما كان هناك احتمال لكي يقع عيش المعاني واقعا
لكن عيش التجارب ليس محددا كافيا لذلك الإحتمال، فشرط إنتاج المعنى للفظ، هو أمر زائد عن التجربة، إذن يجب توفر شرط آخر، وهو النظر في تلك التجربة / الحدث التي يمر بها الفرد، فكم من فرد يعيش مآسي وأفراح، ولكنه يدخل منها ويخرج من دون أي تأثر في فهمه وبالتالي في شخصيته.
إذن هناك أمر آخر غير التجربة / الحدث يمثل عامل إنتاج المعنى للمفاهيم، وهي التأمل والنظر في تلك التجربة، وكلما تأمل الفرد في تجربته (لا يهم كثيرا أكانت مفرحة او محزنة)، كلما عاش معاني المفهوم واقعا، وهو بذلك يكون بصدد إنتاج معنى ذاتي للمفهوم.
حالة عيش معاني المفهوم، تنتهي بالإنسان إلى تطويره بإضافة مدلولات أخرى له، أو الإبداع في إنتاج المفاهيم، وعكس ذلك يكون مستعملا للألفاظ النمطية، وهذا يسمى عمق النظر، أي أنه نظر ينزل لمستوى لآخر للمفهوم أعمق من المفهوم النمطي المكون ابتداء للألفاظ، فعمق النظر شرطه التجربة والتأمل فيها.
لذلك نرى أن أكثر الناس إبداعا هم من يعيشون التجارب المتفردة من مآسي أو أفراح، ولكنهم يحوزون كذلك على القدرة على النظر الفكري في تلك التجارب.
و مرحلة إنتاج المعاني الخاصة للألفاظ هي مدخل النضج الفكري، أي أنه استعمال لمعاني وقع عيشها وتدبرها وليس إكتفاء بالمعاني الخام المفترضة في اللفظ إبتداء.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: