احمد الملا - العراق
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 4005
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
تعتبر إيران من أهم وابرز الأسباب التي أدت إلى تفاقم الأزمة الأمنية في العراق خصوصا وبعض بلدان الوطن العربي بشكل عام, كون إيران استخدمت عدة أساليب للسيطرة على جانب كبير من سياسية تلك البلدان والتي أثرت بشكل وبأخر بعلاقة الشعوب مع من يحكمهم, كون الأخير - الحاكم أو السياسي - تبنى الفكر والسياسية الإيرانية في تعامله مع الشعب.
ولعل من أوضح المصاديق لهذا الأمر نظام بشار الأسد في سوريا, وحكومة رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي, ونتيجة لتلك السياسة الإيرانية المتبعة من قبل هؤلاء الحكام مع شعوبهم حصلت تلك الأزمات الأمنية التي أنتجت ما يسمى بتنظيم داعش الإرهابي, وكلما ازداد التغلغل الإيراني وازدادت هيمنتها على الجانب السياسي في أي دولة, فان الوضع الأمني بشكل خاص في أي دولة سينتقل من سيء إلى أسوأ ولا يمكن السيطرة عليه خصوصا في تلك البلدان التي يتكون شعبها من خليط من المذاهب الإسلامية, وهذا هو حال جميع البلدان العربية فكلها عبارة عن شعوب مختلفة المذاهب والعقائد.
وهذا ما يجعل تدخل إيران في شان أي بلد يخلق أزمة سياسية وأمنية تؤدي إلى خلق حالة من الفوضى التي يتبعها ظهور حركة أو تنظيم إرهابي كتنظيم داعش الإرهابي, كما حصل في سوريا والعراق واليمن - حيث اخذ الإعلام يتحدث عن بوادر لظهور داعش في اليمن في الأيام الأخيرة - لذا أصبح من الضروريات الملحة اتخاذ خطوة لإيقاف هذه التدخلات الإيرانية في الشؤون العربية وخصوصا العراقية من اجل ردم كل بؤرة يكون لها شان في التأسيس للإرهاب أو سببا فيه.
ولعل ما جاد به المرجع العراقي الصرخي الحسني من مشروع خلاص بخصوص إنقاذ العراق من الوضع المأساوي الذي يعيشه من تردي أوضاع أمنية ومعيشية وفساد حكومي يعتبر المشروع الوحيد الذي طرح على مستوى الساحة السياسية الذي أوجد الآلية الحقيقة لإنقاذ العراقيين من واقعهم المضني الذي أوجده ساسة الفساد, ويمكن أن يعمم هذا المشروع على جميع البلدان العربية خصوصا تلك التي تشهد انهياراً امنياً كسوريا واليمن بشكل خاص, ففي هذا المشروع كل الخطوات والآليات التي من شانها أن تأخذ بيد الشعب العراقي إلى بر الأمان, وبإمكان البلدان العربية الاستفادة من مشروع خلاص واعتبار تطبيقه في العراق تجربة تستفيد منها الأمة العربية, وهذا يستلزم أن تتبنى الدول العربية ذلك المشروع وتدعمه بقوة وتسعى جاهدة إلى تطبيقه في العراق, ومنه تستنسخ التجربة العراقية لتكون هي الحل بالنسبة لتلك البلدان.
وقد دعا المرجع العراقي الصرخي الحسني في بيان مشروع خلاص إلى تدويل القضية العراقية وتبني الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة تبني الوضع في العراق بشكل كامل ورعاية النازحين وحل الحكومة والبرلمان, كما طالب المرجع الصرخي بإصدار قرار صريح وواضح وشديد اللهجة يطالب إيران بالخروج نهائيا من اللّعبة في العراق حيث إنّ إيران المحتل والمتدخّل الأكبر والأشرس والأقسى والأجرم والأفحش والأقبح.
وفي حال رفضت إيران الانصياع للقرار فيجب على الأمم المتحدة والدول الداعمة لمشروع الخلاص أن تُجنِّب العراقيين الصراع فتؤمِّن مناطق آمنة محميّة دولياً يعيش فيها العراقيون تحت حماية ورعاية الأمم المتحدة، ونترك جبهة قتال مفتوحة ومباشرة بين إيران وداعش يتناطحان ويتقاتلان فيها ولتكن (مثلاً) محافظة ديالى وليستنزف أحدهما الآخر وننتظر نتائج القتال وفي حينها سيكون لنا قرار وفعل مع من يبقى منهما، فنحن غير مستعدّين أن نجازف بحياة أبنائنا وأعزائنا بحثّهم على دخول حرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل، بل كل الخسارة والهلاك علينا فلا نرضى أن نكون حطباً لنيران صراعات قوى محتلّة غاصبة طامعة في خطف العراق واستعباد شعب العراق.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: