الأثر الفني و جدلية الفضاء عبر قراءة تشكيلية في أعمال الفنان نجا المهداوي
ألفة خليفي - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 5472
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
يعتبر الفضاء الهيكل الحافظ للعمل الفني بإعتباره حاملا للتواصل البصري بين الجمهور و الإبداع ، بحيث حددت العلاقة بين الفنان و فضاء الأثر التشكيلي و بين الجمهور في نظم تشكيلية مختلفة حسب إختلاف مكان العرض ، لذلك لم تبقى هذه العلاقة في إطار اللوحة المحددة بإطار وإنما شهدت تغييرا شمل بموجبه تجاوز الإطار التشكيلي حيث أن جدلية الفضاء تكمن في البعد الوظيفي للخط العربي الذي يشكله المهداوي في فضاء داخلي فهو يشكل العمل في نطاق تشكيلات بصرية يصمم من خلالها الشكل الذي يفرض وجوده على الفضاء و يحضر بصورة موضوعية من جهة و ذاتية من جهة أخرى ، حيث يعتبر خروج الفنان من الفضاء المفتوح من أهم البوادر التي شهدتها التيارات الفنية الحديثة و المعاصرة ، فهذا الإنتقال لا يعتبر تحولا بسيطا ،بل يقترن في نفس الوقت بتجربة الفنان و الرؤى التي يحملها ضمن الأثر الفني ، و في ذات الحين تعتبر إشكالية الفضاء من أهم المسائل و القضايا التي بحث فيها الفنون و المنظرون و النقاد .
لذلك عندما يقوم الخط العربي على أساس محكم في التجريد ،فإن إيقاعه يظل واحدا من أبرز أشكال التعبير عبر التأثير في المتلقي ، فدخلت تجربة ‘نجا المهداوي’ في حوار مع الخط العربي،فأستجابت بذلك تجربة الفنان إلى تطلعات الجمهور ووظف الخط العربي في نطاق فضاءات مختلفة منها المفتوح و منها المغلق الأمر الذي ساهم في الإنتاج التشكيلي عبر إبداع أشكال تتناسق مع خصوصية المكان فيتجلى بذلك الحرف مع الشكل حيث يقيم ’ المهداوي’ علاقة جدل بين التصميم الذاتي للتركيبة و بين الفضاء الداخلي للعمل ‘ الديكور’ أو عبر ما يفرضه البعد الموضوعي الذي يمثل مجموعة المواقف و الحالات التي توجه إلى الفنان بما يتماشى مع شكل الفضاء الداخلي ، وفي نفس الوقت تبرز جدلية فنية حاملة لتشكيلات تستجيب لذوق الجمهور و تتناغم مع متطلباته الثقافية و الإجتماعية.
فالإختلاط والتشابه الأسلوبي والتقني خلق إشكالية توظيف الخط العربي في الإنتاج التشكيلي بإعتبار أن الفنان قام بتأسيس العمل الفني على أسس تراوح بين تطويع هيئة الخط و الحرف وصياغته بأسلوب و تقنية تشكيلية بالأساس و يظهر لنا ذلك في أعمال ’ المهداوي’ الذي أستعمل تقنية الطباعة الحريرية و الأسلوب التجريدي الذي حضر في أغلب أعماله الفنية إضافة لإتجاهه إلى فن الأداء و توظيفه للخط بتقنية الضوء.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: