د.محمد حاج بكري - سوريا / تركيا
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 3670
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
رغم الفشل المتلاحق من المجلس الوطني وحتى الأئتلاف حاليا لا زالت سعار السلطة والكرسي تدفع ببعض السياسيين المأجورين الى التطاول على حقوق الشعب السوري وثورته وذالك بالفساد السياسي والأداري والهدر والسرقة
بعض المأجورين ممن اصيبوا بحالة مرض السلطة التي سوف تتبخر احلامها عند اول امتحان في الداخل يكيلون التهم والشتائم لرموز وطنية لم يدنس تاريخها الثوري أي شائبة وبالتطاول حتى على بعضهم البعض وعلى شركائهم في العملية السياسية التي يدعونها
الفشل المتلاحق في السنوات الماضية غطته جزئيا بلاغة الحديث التي اماطت اللثام عن وجوه قبيحة تدعي الوطنية في ظاهر الأمر وتتخذها شعارات للتجارة السياسية من وراء الستار
من الأفضل للمتسابقين على كراسي السلطة البحث في اسباب الفشل الذي كان واضحا كقرص الشمس في كبد السماء والسعي لطي صفحة الماضي حتى تتمكن ذاكرة المواطن السوري من تناسي الصور المقيتة ورغم ان ذالك مستحيل لكنها مجرد محاولة للنسيان ونتمنى ان تختفوا حاليا عن شاشات التلفزة
بدل ان تشتموا بعضكم العنوا انفسكم كل واحد بمفرده وانظروا ماذا تركتم خلفكم من ارث ثقيل مليئ بالفشل لا تقوى على حمله الجبال وانشغلوا با احتساء كؤوس العار على طاولة الفشل السياسي ولا تحملوا الأخرين اعباء التركة الثقيلة واتركوا السياسة لأهلها لمن يمثل صوت المواطن لمن يؤمن بمشروع الدولة العصرية العادلة التي لا يظلم فيها احد وكل مواطن بسيط يدافع عن حقه هو بليغ تعجز عن مجاراته الألسن فالحق سيبقى دائما ابلغ المتحدثيين
لقد اضحت الفوارق الطبقية في ظل الثورة بين المواطن والسياسي اهم المؤشرات على الفجوة العميقة بين المواطن والمسؤول وكل يوم تزداد الفوارق حتى ان بعض المشاهد تعيدنا الى زمن العبودية
يستيقظ الناس في الداخل على البراميل والقصف والدمار بحثا عن لقمة العيش ولا احد يعلم ان كان سيعود الى بيته سالما ام لا بينما المسؤول يتجول في افضل البلاد الأوربية وهو في حيرة من امره أي بلد سوف يزور في اليوم التالي
يدعي السياسة وخدمة الشعب والثورة والأهداف التي استشهد مئات الألاف من اجلها في حين ان الواقع مختلف عن ذلك تماما فهو على اتم استعداد لبيع البلد ومن فيه من اجل تحقيق مصالحه فهل اصبحت النخاسة مهنة جديدة يمارسها الساسة
لكي نصل الى فهم اكثر نتسائل مالذي قدمه الساسة بمختلف انتمائاتهم السياسية والحزبية للثورة والثوار واذا كان الهدف خدمة الشعب فلماذا حال البلد يسير من سيئ لأسوأ في ظل ائتلافهم الرشيد ولتكتمل القضية لماذا بعض الناس لا يجدون ابسط مقومات الحياة في حين ان بعض ارباب السياسة والأدارة واللذين نعلم كيف كانت حياتهم قبل الثورة ضاقت البنوك والمصالح التجارية ومظاهر الرفاهية بأموالهم
كيف يمكن لشعب مثل الشعب السوري اين يتسول من اجل لقمة العيش واين ذهبت المساعدات واين التنظيم والأدارة ولماذا الحال في تدهور مسستمر وكيف تعجز المخصصات المالية من الدول الصديقة عن المرور الى طريق أي مواطن سوري يعاني من الفقر والعوز والحرمان
اين ذهبت شعارات الدفاع عن حقوق المظلومين وكيف تحولت السياسة الى سوق بضاعته الشعب هل نحن على اعتاب ديكتتورية جديدة ومتى سوف تنتهي المزايدات وهل اصبح الشعب ضمن ممتلكات الساسة ومتى سوف يترك صناع القرار اننا قد ضقنا زرعا بهم وبشعاراتهم الزائفة
اطفال الطرقات والفقراء ممن يفترشون الأرض والبسطاء الذين اثقل كاهلهم تأمين لقمة العيش والجرحى وعائلات الشهداء والمعاقين والمهجرين كلهم شواهد على الفقر والعوز الذي يعصف بالشعب السوري ومن جانب اخر الفنادق الفارهة والشركات والسيارات والسفر ليل نهار والمقاهي والحياة الصاخبة لسياسيين الثورة السورية شواهد على مدى الأستهتار بمقدرات الشعب وعدالة قضيته التي ضحى من اجلها
كل الأشياء في الحياة لها وقت محدد تنتهي بعد فترة الصلاحية وتصبح عديمة الجدوى مثلها مثل العدم فتكون زائدة عن الحاجة ولن يكون لها سوى مكان واحد هو مكب للنفايات وعالم السياسة في الثورة السورية الا من عدد قليل جدا خير دليل على انتهاء الصلاحية فهو يعج بمكبات النفايات السياسية وصولا الى الأحزاب المنتهية صلاحيتها قبل ان تتجاوز فترة استهلاكها فقد افرزت الثورة السورية مجموعة من الأحزاب التي نسمع عنها في المواقع الأعلامية وصفحات الجرائد فقط دون ان يكون لها وجود في حياة السوريين وثورتهم وشخصياتها للأسف الشديد ونتيجة التقزم السياسي هي نفس الشخصيات التي تدور في فلك كافة الأحزاب لذالك لم يكن لها وجود شعبي فدخلت الى مرحلة الأحتضار عند الولادة
حقيقة الأزمات تتلاحق الواحدة تلو الأخرى وبدل ان يخرج البلد من نفق مظلم ويصل الى النور نجده يدخل في نفق اخر اطول من سابقه واشد عتمة وليس له نهاية صراعات مستمرة ومؤمرات دولية واطماع لها عدة اشكال والوان داخلية وخارجية تدفع بالبعض الى التضحية بكل شيئ حتى لو تطلب ذالك قيادة البلد الى الهاوية
انظروا اليهم يتصارعون دائما حول المناصب والمحاصصة لتثبيت وارساء اعمدتهم المقيتة حتى دمرت سوريا من قبل عصابة الأسد وتوابعها وعندما تستمع لأحدهم وهو يتحدث تشعر ان سوريا انتقلت الى دولة مجاورة لأن صاحبنا السياسي المحنك والمخلص والحريص جدا لا يتحدث بأسمه اكثر من دفاعه عن حقوق تلك الدولة لاحظوا البراعة السياسية والكفاح السياسي فقد فرغ من تأمين حاجيات الشعب السوري ومشاكله وامن عيشه الرغيد واسقط نظام الأستبداد وبنى المصانع وقضى على البطالة وما عليه الأن الا الخروج خارج الوطن لأرساء حقوق الجيران اخجلوا قاتلكم الله فأن كنت لا تستحي افعل ما شئت
من اجل التخلص من النظام الأستبدادي الشمولي والتحرر من قيود الأسد قدمت تضحيات كثيرة دفع الشعب ضريبتها وكان ثمن القرابين التي قدمها الشعب السوري على مذبح الحرية كثيرة واكبر من كل التصورات
يدرك الشعب ان عملية التغيير تحتاج الى وقت وصبر لكي يسقط النظام وتتعافى البلد وتستعيد قوتها اذا ما امسك بزمام الأمور من يشعر بالناس ويقدر معاناتهم ويعرف مدى تضحيتهم الا ان الوضع ازداد سوأ واخذت الثورة طريقها الى يد سياسيين لا يفقهون معنى السياسة يعانون موتا سريريا وغيبوبة طويلة
الثورة السورية والسوريين يعانون من نقص في جميع مستلزمات الحياة ان لم نقل ان الحياة قد توقفت في جميع قطاعاتها السياسية والأجتماعية والأقتصادية فقر وجوع انعدام امن وخدمات موت بالجملة في مقابر جماعية علنية بالأضافة الى افة الفساد المالي والأداري التي تحولت مع مرور الوقت الى وحش يبتلع كل من يقف امامه
هذه المشاكل تتطلب وقفة جادة من جميع ابناء الشعب من قادة الكتائب والثوار المخلصين لتقرير مصيرهم والتطلع الى واقع جديد بعيدا عن زراع الدكتاتورية والتسلطية الجديدة التي لم نجني من ورائها الا ما وصلنا اليه نحن بحاجة للتغير والنهوض من جديد يجب ان نعود الى بداية الثورة الى رجالاتها الذين عاشوها وتعايشوا معها الى من لم تتلوث ايديهم وسورية خير ولادة للرجال الأكفاء يجب ان نستفيد من تجربة ما يقارب الأربع سنوات وان لا نيأس فنحن امنا منذ البداية انه لا معيل الا الله يجب على كل من يشعر بالمسؤولية تجاه وطنه ان يعلن رفضه الى واقع بائس لا يليق بالسوريين يجب ان نقرر مصيرنا بأنفسنا وان لا نسمح بالتسلق على اكتافيا بعد ان وضحت الصورة واصبحت حقيقة وان نضع الأمور في نصابها الصحيح وان يعرف الشعب من له ومن عليه فكيف يؤتمن على بلد من يكون همه الأول الحصول على جنسية اوربية
لو ادرك كل مسؤول القول المأثور لو دامت لغيرك ما وصلت اليك لما اتبعوا نهج من سبقهم من الطغاة ويوما ستعلق المشانق لكل من خان وطنه وشعبه
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: