البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

سياسة و ثورة

كاتب المقال د.محمد حاج بكري - سوريا / تركيا    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3379


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


رغم الفشل المتلاحق من المجلس الوطني وحتى الأئتلاف حاليا لا زالت سعار السلطة والكرسي تدفع ببعض السياسيين المأجورين الى التطاول على حقوق الشعب السوري وثورته وذالك بالفساد السياسي والأداري والهدر والسرقة

بعض المأجورين ممن اصيبوا بحالة مرض السلطة التي سوف تتبخر احلامها عند اول امتحان في الداخل يكيلون التهم والشتائم لرموز وطنية لم يدنس تاريخها الثوري أي شائبة وبالتطاول حتى على بعضهم البعض وعلى شركائهم في العملية السياسية التي يدعونها
الفشل المتلاحق في السنوات الماضية غطته جزئيا بلاغة الحديث التي اماطت اللثام عن وجوه قبيحة تدعي الوطنية في ظاهر الأمر وتتخذها شعارات للتجارة السياسية من وراء الستار

من الأفضل للمتسابقين على كراسي السلطة البحث في اسباب الفشل الذي كان واضحا كقرص الشمس في كبد السماء والسعي لطي صفحة الماضي حتى تتمكن ذاكرة المواطن السوري من تناسي الصور المقيتة ورغم ان ذالك مستحيل لكنها مجرد محاولة للنسيان ونتمنى ان تختفوا حاليا عن شاشات التلفزة

بدل ان تشتموا بعضكم العنوا انفسكم كل واحد بمفرده وانظروا ماذا تركتم خلفكم من ارث ثقيل مليئ بالفشل لا تقوى على حمله الجبال وانشغلوا با احتساء كؤوس العار على طاولة الفشل السياسي ولا تحملوا الأخرين اعباء التركة الثقيلة واتركوا السياسة لأهلها لمن يمثل صوت المواطن لمن يؤمن بمشروع الدولة العصرية العادلة التي لا يظلم فيها احد وكل مواطن بسيط يدافع عن حقه هو بليغ تعجز عن مجاراته الألسن فالحق سيبقى دائما ابلغ المتحدثيين

لقد اضحت الفوارق الطبقية في ظل الثورة بين المواطن والسياسي اهم المؤشرات على الفجوة العميقة بين المواطن والمسؤول وكل يوم تزداد الفوارق حتى ان بعض المشاهد تعيدنا الى زمن العبودية

يستيقظ الناس في الداخل على البراميل والقصف والدمار بحثا عن لقمة العيش ولا احد يعلم ان كان سيعود الى بيته سالما ام لا بينما المسؤول يتجول في افضل البلاد الأوربية وهو في حيرة من امره أي بلد سوف يزور في اليوم التالي

يدعي السياسة وخدمة الشعب والثورة والأهداف التي استشهد مئات الألاف من اجلها في حين ان الواقع مختلف عن ذلك تماما فهو على اتم استعداد لبيع البلد ومن فيه من اجل تحقيق مصالحه فهل اصبحت النخاسة مهنة جديدة يمارسها الساسة

لكي نصل الى فهم اكثر نتسائل مالذي قدمه الساسة بمختلف انتمائاتهم السياسية والحزبية للثورة والثوار واذا كان الهدف خدمة الشعب فلماذا حال البلد يسير من سيئ لأسوأ في ظل ائتلافهم الرشيد ولتكتمل القضية لماذا بعض الناس لا يجدون ابسط مقومات الحياة في حين ان بعض ارباب السياسة والأدارة واللذين نعلم كيف كانت حياتهم قبل الثورة ضاقت البنوك والمصالح التجارية ومظاهر الرفاهية بأموالهم

كيف يمكن لشعب مثل الشعب السوري اين يتسول من اجل لقمة العيش واين ذهبت المساعدات واين التنظيم والأدارة ولماذا الحال في تدهور مسستمر وكيف تعجز المخصصات المالية من الدول الصديقة عن المرور الى طريق أي مواطن سوري يعاني من الفقر والعوز والحرمان

اين ذهبت شعارات الدفاع عن حقوق المظلومين وكيف تحولت السياسة الى سوق بضاعته الشعب هل نحن على اعتاب ديكتتورية جديدة ومتى سوف تنتهي المزايدات وهل اصبح الشعب ضمن ممتلكات الساسة ومتى سوف يترك صناع القرار اننا قد ضقنا زرعا بهم وبشعاراتهم الزائفة

اطفال الطرقات والفقراء ممن يفترشون الأرض والبسطاء الذين اثقل كاهلهم تأمين لقمة العيش والجرحى وعائلات الشهداء والمعاقين والمهجرين كلهم شواهد على الفقر والعوز الذي يعصف بالشعب السوري ومن جانب اخر الفنادق الفارهة والشركات والسيارات والسفر ليل نهار والمقاهي والحياة الصاخبة لسياسيين الثورة السورية شواهد على مدى الأستهتار بمقدرات الشعب وعدالة قضيته التي ضحى من اجلها

كل الأشياء في الحياة لها وقت محدد تنتهي بعد فترة الصلاحية وتصبح عديمة الجدوى مثلها مثل العدم فتكون زائدة عن الحاجة ولن يكون لها سوى مكان واحد هو مكب للنفايات وعالم السياسة في الثورة السورية الا من عدد قليل جدا خير دليل على انتهاء الصلاحية فهو يعج بمكبات النفايات السياسية وصولا الى الأحزاب المنتهية صلاحيتها قبل ان تتجاوز فترة استهلاكها فقد افرزت الثورة السورية مجموعة من الأحزاب التي نسمع عنها في المواقع الأعلامية وصفحات الجرائد فقط دون ان يكون لها وجود في حياة السوريين وثورتهم وشخصياتها للأسف الشديد ونتيجة التقزم السياسي هي نفس الشخصيات التي تدور في فلك كافة الأحزاب لذالك لم يكن لها وجود شعبي فدخلت الى مرحلة الأحتضار عند الولادة

حقيقة الأزمات تتلاحق الواحدة تلو الأخرى وبدل ان يخرج البلد من نفق مظلم ويصل الى النور نجده يدخل في نفق اخر اطول من سابقه واشد عتمة وليس له نهاية صراعات مستمرة ومؤمرات دولية واطماع لها عدة اشكال والوان داخلية وخارجية تدفع بالبعض الى التضحية بكل شيئ حتى لو تطلب ذالك قيادة البلد الى الهاوية

انظروا اليهم يتصارعون دائما حول المناصب والمحاصصة لتثبيت وارساء اعمدتهم المقيتة حتى دمرت سوريا من قبل عصابة الأسد وتوابعها وعندما تستمع لأحدهم وهو يتحدث تشعر ان سوريا انتقلت الى دولة مجاورة لأن صاحبنا السياسي المحنك والمخلص والحريص جدا لا يتحدث بأسمه اكثر من دفاعه عن حقوق تلك الدولة لاحظوا البراعة السياسية والكفاح السياسي فقد فرغ من تأمين حاجيات الشعب السوري ومشاكله وامن عيشه الرغيد واسقط نظام الأستبداد وبنى المصانع وقضى على البطالة وما عليه الأن الا الخروج خارج الوطن لأرساء حقوق الجيران اخجلوا قاتلكم الله فأن كنت لا تستحي افعل ما شئت

من اجل التخلص من النظام الأستبدادي الشمولي والتحرر من قيود الأسد قدمت تضحيات كثيرة دفع الشعب ضريبتها وكان ثمن القرابين التي قدمها الشعب السوري على مذبح الحرية كثيرة واكبر من كل التصورات

يدرك الشعب ان عملية التغيير تحتاج الى وقت وصبر لكي يسقط النظام وتتعافى البلد وتستعيد قوتها اذا ما امسك بزمام الأمور من يشعر بالناس ويقدر معاناتهم ويعرف مدى تضحيتهم الا ان الوضع ازداد سوأ واخذت الثورة طريقها الى يد سياسيين لا يفقهون معنى السياسة يعانون موتا سريريا وغيبوبة طويلة

الثورة السورية والسوريين يعانون من نقص في جميع مستلزمات الحياة ان لم نقل ان الحياة قد توقفت في جميع قطاعاتها السياسية والأجتماعية والأقتصادية فقر وجوع انعدام امن وخدمات موت بالجملة في مقابر جماعية علنية بالأضافة الى افة الفساد المالي والأداري التي تحولت مع مرور الوقت الى وحش يبتلع كل من يقف امامه

هذه المشاكل تتطلب وقفة جادة من جميع ابناء الشعب من قادة الكتائب والثوار المخلصين لتقرير مصيرهم والتطلع الى واقع جديد بعيدا عن زراع الدكتاتورية والتسلطية الجديدة التي لم نجني من ورائها الا ما وصلنا اليه نحن بحاجة للتغير والنهوض من جديد يجب ان نعود الى بداية الثورة الى رجالاتها الذين عاشوها وتعايشوا معها الى من لم تتلوث ايديهم وسورية خير ولادة للرجال الأكفاء يجب ان نستفيد من تجربة ما يقارب الأربع سنوات وان لا نيأس فنحن امنا منذ البداية انه لا معيل الا الله يجب على كل من يشعر بالمسؤولية تجاه وطنه ان يعلن رفضه الى واقع بائس لا يليق بالسوريين يجب ان نقرر مصيرنا بأنفسنا وان لا نسمح بالتسلق على اكتافيا بعد ان وضحت الصورة واصبحت حقيقة وان نضع الأمور في نصابها الصحيح وان يعرف الشعب من له ومن عليه فكيف يؤتمن على بلد من يكون همه الأول الحصول على جنسية اوربية

لو ادرك كل مسؤول القول المأثور لو دامت لغيرك ما وصلت اليك لما اتبعوا نهج من سبقهم من الطغاة ويوما ستعلق المشانق لكل من خان وطنه وشعبه


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

سوريا، الثورة السورية، الحرب الأهلية بسوريا، النظام السوري، الإرهاب، الإرهاب بسوريا، بشار الاسد، نظام الأسد، المجلس الوطني،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 16-12-2014  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
رشيد السيد أحمد، جاسم الرصيف، محمد اسعد بيوض التميمي، د. طارق عبد الحليم، صباح الموسوي ، سامح لطف الله، كريم فارق، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمود فاروق سيد شعبان، يحيي البوليني، صالح النعامي ، د - مصطفى فهمي، عمار غيلوفي، د. عبد الآله المالكي، حسن عثمان، د. أحمد محمد سليمان، صلاح المختار، الهيثم زعفان، د. مصطفى يوسف اللداوي، إياد محمود حسين ، علي عبد العال، د. كاظم عبد الحسين عباس ، مجدى داود، مصطفى منيغ، د - المنجي الكعبي، د - شاكر الحوكي ، صفاء العراقي، محمد يحي، إسراء أبو رمان، وائل بنجدو، د - صالح المازقي، سلام الشماع، سامر أبو رمان ، محمد شمام ، د - محمد بن موسى الشريف ، ضحى عبد الرحمن، المولدي الفرجاني، سيد السباعي، تونسي، فتحـي قاره بيبـان، خبَّاب بن مروان الحمد، عراق المطيري، د - الضاوي خوالدية، رافع القارصي، حاتم الصولي، د- هاني ابوالفتوح، د- محمود علي عريقات، الناصر الرقيق، رحاب اسعد بيوض التميمي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، صلاح الحريري، منجي باكير، محمد العيادي، رضا الدبّابي، عبد الرزاق قيراط ، أحمد الحباسي، أنس الشابي، نادية سعد، رمضان حينوني، العادل السمعلي، ياسين أحمد، أ.د. مصطفى رجب، صفاء العربي، فتحي العابد، محمود سلطان، د. عادل محمد عايش الأسطل، كريم السليتي، يزيد بن الحسين، أشرف إبراهيم حجاج، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د. خالد الطراولي ، مراد قميزة، د.محمد فتحي عبد العال، الهادي المثلوثي، أبو سمية، رافد العزاوي، فهمي شراب، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، أحمد بوادي، إيمى الأشقر، حميدة الطيلوش، د- محمد رحال، عمر غازي، د - محمد بنيعيش، د. ضرغام عبد الله الدباغ، عبد الله زيدان، محمد عمر غرس الله، أحمد النعيمي، محمد أحمد عزوز، د- جابر قميحة، أحمد ملحم، ماهر عدنان قنديل، سعود السبعاني، عبد الله الفقير، د. أحمد بشير، عبد الغني مزوز، د. صلاح عودة الله ، طلال قسومي، حسن الطرابلسي، محمد الياسين، سفيان عبد الكافي، خالد الجاف ، مصطفي زهران، د - عادل رضا، سليمان أحمد أبو ستة، سلوى المغربي، عزيز العرباوي، عواطف منصور، محمد الطرابلسي، فوزي مسعود ، محمود طرشوبي، علي الكاش، محرر "بوابتي"، فتحي الزغل،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة