تأصل الفسق في بعض الجهات كأداة للمشروع الإلحاقي بالغرب
فوزي مسعود - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6611
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
لاحظت أن جهة تونس الكبرى و أحوازها كبنزرت ونابل، يستعمل أهلها مصطلحات وسلوكيات تؤشر على سابقية التحلل الأخلاقي لديهم، وأنهم يرون ذلك نمط حياة.
خذ مثلا، فهم يقولون في معرض وصف التنزه عموما والاصطياف خصوصا: 'نتخلعو، ونمشيو للخلاعة'، أي أنهم يعتبرون الخلاعة مسلكا طبيعيا في حياتهم.
ولعل البعض سيقول أن لفظ التخلع هنا يستعمل مجازا وليس حقيقة، أرد أن هؤلاء يقصدون فعلا ما يقولون، فهم يذهبون للبحر ويتعرون جماعات و أفرادا رجالا ونساء، و لا يرى الذكران منهم بأسا أن تعرض زوجته أو ابنته جسدها للعموم، فالخلاعة و التعري أمر مشاع ومعاش لدى هؤلاء.
ولذلك تنحط الأخلاق لدى عموم ناس تلك المناطق، كما يلاحظ شيوع الديوثة لدى ذكورهم لما تربوا عليه من ضعف قيم الرجولة والشرف.
ثم إن خطر تسيب منطقة تونس الكبرى يجاوزها لكامل البلاد، اعتبارا لأن سيئ الذكر عمل على مركزية كامل البلاد واختزالها في العاصمة، وذلك في نطاق مشروعه الاقتلاعي و الالحاقي بالغرب، فكان أن غيب ثقافات الجهات الداخلية و أنماط سلوكها ولهجاتها وأهازيجها الشعبية بل واحتقرها، واختزل البلاد كلها في العاصمة وأنماط سلوكيات أهلها وثقافتهم.
عملت أدوات تشكيل الأذهان (تعليم وثقافة وإعلام) على إنتاج وتجسيم هذا التوجه المدمر، فكان أن أشاعت بين التونسيين سلوكيات أهل العاصمة ولهجتهم وعموم ثقافتهم، واحتقرت لهجات ومتعلقات باقي الجهات الداخلية.
و ركزت أدوات صياغة الأفراد مهمتها لذلك الغرض، مما جعل عموم التونسين يتخذون منطقة تونس الكبرى وأهلها نموذجا، وتنافسوا أيهم اقدر على تقليدها، وبتوالي الوقت أصبح التعري دليل تميز ايجابي، و التسيب والانحلال الأخلاقي أمرا مطلوبا لغرض الترقي في سلم القبول الاجتماعي الذي قده سيئ الذكر لتكريس مشروعه التغريبي.
يمكن إذن أن نجزم بأمرين:
أولا: أن مشروع التغريب أعتمد على تونس الكبرى وبعض سلوكيات أهلها المنحرفة للانتشار لدى باقي التونسيين، كرافعة لمشروع تغريبي مدمر.
ثانيا: أن الاصطياف بالبحر مع ما يعنيه من موسم دوري للتعري الجماعي والتسامح في ذلك، مثل أهم أداة لتمرير فكرة قبول التعري وتكريسها كمعطى طبيعيي، ومن وراء ذلك فكرة الديوثة والانحلال الأسري عموما، وهو ما نراه اليوم أمرا واقعا حتى بأرياف المناطق الداخلية.
كل ذلك هي ممهدات ذهنية لتنشئة القابلية بمشروع الإلحاق بالغرب، فالذي يسمح بالمس من شرفه ويقبله عن طواعية من خلال تعري ابنته أو زوجته، لن يرفض فكرة التبعية للأجنبي، بل انه سيكون داعيا لذلك وهو ما نراه واقعا.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: