البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

تأصل الفسق في بعض الجهات كأداة للمشروع الإلحاقي بالغرب

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 6159


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


لاحظت أن جهة تونس الكبرى و أحوازها كبنزرت ونابل، يستعمل أهلها مصطلحات وسلوكيات تؤشر على سابقية التحلل الأخلاقي لديهم، وأنهم يرون ذلك نمط حياة.

خذ مثلا، فهم يقولون في معرض وصف التنزه عموما والاصطياف خصوصا: 'نتخلعو، ونمشيو للخلاعة'، أي أنهم يعتبرون الخلاعة مسلكا طبيعيا في حياتهم.

ولعل البعض سيقول أن لفظ التخلع هنا يستعمل مجازا وليس حقيقة، أرد أن هؤلاء يقصدون فعلا ما يقولون، فهم يذهبون للبحر ويتعرون جماعات و أفرادا رجالا ونساء، و لا يرى الذكران منهم بأسا أن تعرض زوجته أو ابنته جسدها للعموم، فالخلاعة و التعري أمر مشاع ومعاش لدى هؤلاء.

ولذلك تنحط الأخلاق لدى عموم ناس تلك المناطق، كما يلاحظ شيوع الديوثة لدى ذكورهم لما تربوا عليه من ضعف قيم الرجولة والشرف.

ثم إن خطر تسيب منطقة تونس الكبرى يجاوزها لكامل البلاد، اعتبارا لأن سيئ الذكر عمل على مركزية كامل البلاد واختزالها في العاصمة، وذلك في نطاق مشروعه الاقتلاعي و الالحاقي بالغرب، فكان أن غيب ثقافات الجهات الداخلية و أنماط سلوكها ولهجاتها وأهازيجها الشعبية بل واحتقرها، واختزل البلاد كلها في العاصمة وأنماط سلوكيات أهلها وثقافتهم.

عملت أدوات تشكيل الأذهان (تعليم وثقافة وإعلام) على إنتاج وتجسيم هذا التوجه المدمر، فكان أن أشاعت بين التونسيين سلوكيات أهل العاصمة ولهجتهم وعموم ثقافتهم، واحتقرت لهجات ومتعلقات باقي الجهات الداخلية.

و ركزت أدوات صياغة الأفراد مهمتها لذلك الغرض، مما جعل عموم التونسين يتخذون منطقة تونس الكبرى وأهلها نموذجا، وتنافسوا أيهم اقدر على تقليدها، وبتوالي الوقت أصبح التعري دليل تميز ايجابي، و التسيب والانحلال الأخلاقي أمرا مطلوبا لغرض الترقي في سلم القبول الاجتماعي الذي قده سيئ الذكر لتكريس مشروعه التغريبي.

يمكن إذن أن نجزم بأمرين:
أولا: أن مشروع التغريب أعتمد على تونس الكبرى وبعض سلوكيات أهلها المنحرفة للانتشار لدى باقي التونسيين، كرافعة لمشروع تغريبي مدمر.

ثانيا: أن الاصطياف بالبحر مع ما يعنيه من موسم دوري للتعري الجماعي والتسامح في ذلك، مثل أهم أداة لتمرير فكرة قبول التعري وتكريسها كمعطى طبيعيي، ومن وراء ذلك فكرة الديوثة والانحلال الأسري عموما، وهو ما نراه اليوم أمرا واقعا حتى بأرياف المناطق الداخلية.

كل ذلك هي ممهدات ذهنية لتنشئة القابلية بمشروع الإلحاق بالغرب، فالذي يسمح بالمس من شرفه ويقبله عن طواعية من خلال تعري ابنته أو زوجته، لن يرفض فكرة التبعية للأجنبي، بل انه سيكون داعيا لذلك وهو ما نراه واقعا.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، التعري، سيئ الذكر، بورقيبة، الإنحلال،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 13-07-2014  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  الأسئلة الواجب طرحها حول الحركة الإسلامية واحتمالية التجنيد المخابراتي
  مجلدات ومعارف لا تغير الواقع وإنما تكرسه
  لايكفي أن تفعل وإنما ماذا تفعل: الفعل كمسار وليس كنقطة، ووجوب النظر في تأسيسات تونس الحديثة
  الإختصاص لازم في المعارف وليس في الفكر
  من له تعاملات مع منظمات أجنبية لا يجب أن يُتوقف عنده حتى وإن عارض الإنقلاب
  في فهم بعض أسباب تتالي هزائم حركة "النهضة"
  الوعي الموجه، نموذج الشيعة وخطرهم: من أنتجه وكيف نشأ
  إنها القناعة بما تعتقد في نفسك، هي التي تنتج الفاعلية
  لايمكن أن تقاوم من تتخذه مسطرة: نموذج القبول بالتحقيب الغربي وبمصطلح "الديكولونيالية"
  الفرق بين الفكرة ومحورية الفكرة: حالة الغنوشي
  شروط لنجاح أفعال تغيير الواقع
  الذين يشيدون بالعفيفة لابسة الحجاب، وإذا تزوجوا اختاروا المتبرجة المتهتكة
  نقاش الانتخابات: الأفضل أن نبحث في كيفية خروجنا من السجن لا تحسين ظروف البقاء فيه
  تأملات في الغيب (5): العجز الذهني هو الذي ينتج الجرأة على الله والقرآن
  الواقع تغيره الفاعلية وليس المبادىء والحق
  المصطلح الدعائي المكثف كأداة للفعل السياسي "الناجح": الخوارج، الخوانجية، الإرهاب...
  تماثيل شكري بلعيد، أعمال عدائية يجب أن تزال
  لقد أثبتت الأحداث أن تُهَمَكم ضد "النهضة" باطلة: من يجعل مُغالِبه مسطرة فلن تنتظر منه غير الهزيمة
  "الوطد" ليس هو المسؤول الأول ولا الوحيد عن سوئنا، وماهو إلا مجرد مقاول صغير
  "الكيل بمكيالين": نموذج لصيغ الإخضاع الذهني
  حول اغتصاب الفلسطينيات
  من يدعو لترك الفرز الايديولوجي إنما يريد تسهيل عمليات إخضاعنا
  "المعارضة الديموقراطية": المسلمة الفاسدة التي تصر على إلزامك بتأسيسات تونس الاولى
  المفاضلة بين درجات السوء تنزع عن مواقفك السند الأخلاقي: نموذج حادث الفتيات السائبات
  الوعي الموجه، ظاهره جيد وباطنه تأسيس للإمّعية الذهنية
  خواطر حول الجمال والمنفعة
  الخضوع الذهني التلقائي للفرد التابع
  تعاملنا مع الأفعال نقطيا يجعل الأخطاء حتمية
  الأعمال التلفزية المتهتكة يجب رفضها لأصلها وليس لتفاصيلها
  نقاشات التونسيين حول الديموقراطية والحرية، تشبه عراك ركاب حافلة

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
إسراء أبو رمان، أحمد الحباسي، عزيز العرباوي، صباح الموسوي ، تونسي، علي عبد العال، ياسين أحمد، د. طارق عبد الحليم، محرر "بوابتي"، المولدي الفرجاني، حاتم الصولي، د - صالح المازقي، مصطفي زهران، رضا الدبّابي، أشرف إبراهيم حجاج، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، ماهر عدنان قنديل، مراد قميزة، حسن الطرابلسي، د. صلاح عودة الله ، سلام الشماع، فوزي مسعود ، فتحي الزغل، رشيد السيد أحمد، عبد الله الفقير، د- محمد رحال، محمود فاروق سيد شعبان، د - شاكر الحوكي ، محمد شمام ، د - عادل رضا، د. أحمد محمد سليمان، سامح لطف الله، عبد الرزاق قيراط ، فتحـي قاره بيبـان، حسن عثمان، الهادي المثلوثي، صفاء العراقي، رحاب اسعد بيوض التميمي، أ.د. مصطفى رجب، محمد العيادي، أحمد ملحم، د. عادل محمد عايش الأسطل، محمد أحمد عزوز، يزيد بن الحسين، د. أحمد بشير، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د - محمد بن موسى الشريف ، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمد الطرابلسي، محمد اسعد بيوض التميمي، نادية سعد، سليمان أحمد أبو ستة، إياد محمود حسين ، مجدى داود، د - الضاوي خوالدية، رمضان حينوني، محمود طرشوبي، سيد السباعي، د - المنجي الكعبي، مصطفى منيغ، وائل بنجدو، فتحي العابد، علي الكاش، محمد يحي، د - محمد بنيعيش، الناصر الرقيق، العادل السمعلي، د. عبد الآله المالكي، د. مصطفى يوسف اللداوي، سلوى المغربي، عبد الله زيدان، خالد الجاف ، الهيثم زعفان، سفيان عبد الكافي، صالح النعامي ، خبَّاب بن مروان الحمد، أحمد النعيمي، عبد الغني مزوز، صفاء العربي، أحمد بوادي، د.محمد فتحي عبد العال، محمود سلطان، جاسم الرصيف، سامر أبو رمان ، أنس الشابي، كريم السليتي، د- جابر قميحة، عمر غازي، منجي باكير، ضحى عبد الرحمن، رافد العزاوي، د - مصطفى فهمي، صلاح الحريري، رافع القارصي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، محمد الياسين، حميدة الطيلوش، سعود السبعاني، د- هاني ابوالفتوح، أبو سمية، د. خالد الطراولي ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، عراق المطيري، عواطف منصور، صلاح المختار، فهمي شراب، إيمى الأشقر، طلال قسومي، د- محمود علي عريقات، د. ضرغام عبد الله الدباغ، كريم فارق، محمد عمر غرس الله، عمار غيلوفي، يحيي البوليني،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة