اياد حسين - برلين
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 12106
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
انه من قبيل المبا لغة ادعاء الاحاطة الشاملة والتامة بمجمل اهداف ونواية الاستشراق او غالبتها، وذلك لتشعب مجالاته وبؤر اهتمامه، وامتداده على مساحة زمنية طويلة، وتعدد الجهات التى وقفت خلفه وشجعته، والظروف التى صاحبته، والموضوعات التى درسها وتعمق فيها. وانما يمكن القول ان جل اهتمام الاستشراق كان منصبا فى دراسة الشريعة الاسلامية والنبى محمد ، وهى قضايا كبرى مثلت جوهر اهتمام الدراسات الاستشراقية وغاياتها. وعلى اساس هذه المنهجية التقليدية حصر المفكرون والكتاب والمستشرقون جهدهم، واعملوا فكرهم واستفتوا معلوماتهم فى تأويل مااشكل على ذلك الضابط من اشكالات وامثلة وايرادات اكثر مااخذ جهدهم واستنفذ وقتهم وقدح فكرهم فى عملية مراجعة للذهنية التقليدية التى بنوا منطق التفكير على اساسها، او شادوا صرح النظرية عليها وحاولوا تفسير ارائهم فى جميع مادرسوه من مرئيات المجتمع الاسلامى، واعطائنا تصورات واستنباطات فاسدة لزمرة من المستشرقين دارسى تاريخنا ومفلسفى احداثه وذلكم السبب ان هؤلاء لم يعيشوا اجواء حضارية المجتمع الاسلامى ولم يتلمس بناؤهم الفكرى ارضية مفاهيمه المجتمعية حتى يستطيعوا بذلك ان يرجعوا كل شىء الى اصله.
على الرغم من كثرة الحروب التى شنها الغرب على العالم الاسلامى فلم يستطع ان يقضى على روح الاسلام وانتشاره السريع. لو عرف الغرب روح الاسلام الحقيقى ومبادئه السامية لما قام بتلك الحرب التى هدفها الحقد الدفين على الاسلام والنبى محمد . العالم الغربى لم يهتم بمعرفة كنة الاسلام لا من الناحية الدينية او من الناحية الحضارية اللهم الا فى حالات منفردة ومن زوايا معينة تتسم جميعا بالتحيز وعدم الصدق والموضوعية . وبقيت صورة الاسلام حتى القرن التاسع عشر مشوشة فى اذهان وتفكير اكثر الغربين . وهكذا بقى الشرق غامضا يراه الغرب من وراء حجاب. ولاتزال صورة الاسلام والشرق لدى الاوروبين غامضة غير محددة المعالم تشوبها قصص الف ليلة وليلة ولهذا فقد كثرت افلامهم حول هذا الموضوع التى تدور احداثها ووقائعها فى محيط اسلامى فظ غليظ قاس كثرت فيه الملذات والشهوات والراقصات العاريات . ولاتزال هذه الصورة سائدة فى الغرب.
وبشكل عام ضل الاسلام لقرون عديدة فى نظرهم اداة حرب، ودامت العلاقة بين العالم الاسلامى والغرب من اخطر الملفات بين الطرفين، وحاول العالم الاسلامى فى بذل جهوده لاعادة صياغة هذه العلاقة دون الركون الى المقولات الجاهزة، والتفسيرات التأمرية المختزلة، لان الاسلام لايمكن اختصاره فى مفاهيم مشوهة قاصرة، كما يفعل بعض الكتاب والمفكرين الغربيين ورجال الاعلام والصحافة. فأن خطاب العداء الكاسح للاسلام كون رد فعل مقابل عند المسلمين ، وهو رد كان يجب الا ينجر بعض منا اليه حتى لو اظهر لنا الاخرون العداء ، ولهذا السبب فأن ميراث العداء لم يذهب الى غير رجعة . الغرب هو الذى بدأنا بالعدوان السافر فى الحروب الصليبية ، ومابعدها من موجات الاستعمار العسكرى ، الامر الذى جعل تاريخ العلاقة بين الجانبين يحكمه العداء ، ويشكل الموقف الغربى المنحاز لاسرائيل العقبة الكبرى فى طريق قيام علاقات ايجابية بين الطرفين . وقد ذكر الحقيقة الكاتب الامريكى جون اسبوزيتو )2( فى كتابه )الحرب الغير مقدسة( محذرا فى ان صدى مضاعفات الماضى مازال يتفاعل فى النفس المسلمة ، فلقد احدثت تركة الاستعمار الاوروبى حسب رأيه جرحا غائرا فى المسلمين فى كل مكان . وكان الاسلام بالنسبة للغربيين ديانة السيف والجهاد او الحرب المقدسة ، بينما كانت المسيحية بالنسبة للمسلمين دين الحروب الصليبية وطموحات الهيمنة .
والدراسات التى تحاول اعادة بناء صورة الاسلام والمسلمين فى الذهنية الغربية لاتكاد تنقطع ، وان كانت لاتلقى الاهتمام الكافى ، واحدى هذه الدراسات صدرت بالالمانية وعنوانها )الاسلام العدو ، بين الحقيقة والوهم( للكاتبة الالمانية اندريا لويج ، وفيه تحذر من ظاهرة من تطلق عليهم )الخبراء الوهميين( امثال جيرهارد كونستلمان ، وبيتر شول لاثوز ، الذين سيطرا على اجهزة الاعلام لسنوات دون منازع بوصفهما خبيرين فى شؤون الشرق الاوسط ، فهذه الوجوه الغربية تقوم بجهد اعلامى لبث وترويج بضاعتهم المسمومة على اوسع نطاق فى الغرب . ورغم الانتشار الكاسح لهذه المقولات لم يعدم العالم الغربى ان يجد اصواتا تزعجها ظاهرة )الخبراء الوهميين( فخاضت ضدها حروبا كلامية ، لكن ذلك للاسف لم يغير من الامر شيئا حتى الان . وقد وجه المستشرقون فى جامعة هامبورك الاتهام لبعض خبراء الاعلام بأنهم يعملون بأساليب غير شريفة على توسيع الفجوة بين الثقافتين الشرقية والغربية ، وتعميقها بالاْشارة دائما استحالة الحوار بينهما . وتكشف اندريا لويج عن جهل فاضح بالاسلام والثقافة الاسلامية بين المتخصصين ، وتنقل عن اثنين من المتخصصين الالمان وهما ارمجارد بين وماليز فيبر قولهما )انه من التناقض الغريب والمدهش حقا بين عدم معرفتنا بالاسلام والثقافة الاسلامية وبين ثقتنا الشديدة فى اطلاق الاحكام عليهما ، ولم يحدث مرة ان استنكر هذا الجهل ولو مرة واحدة ، بل ان النقد والاتهام يوجه بأستمرار الى تلك الثقافة دون ادنى حرج.
وعندما جاء المستشرقون الغربيون يبحثون بنشاط وشغف فى دراسة الاسلام وعلومه وتشريعاته وفقه وقد اتاحت تلك البحوث للغرب التعرف على صورة اوضح للشرق وللاسلام لكن الحق الذى ينبغى الاشارة اليه ان عددا قليلا من المستشرقين كانت لهم منهجية صحيحة ومنطقية فى دراسة الموضوع المعالج وبدون تحيز ضد الاسلام . بينما كان اكثرهم ينظرون الى الاسلام بمنطق القساوسة المبشرين بالمسيحية او من خلال نظرة مادية ماركسية ومنهم من عالج دراسة الاسلام من خلال علم الاثنولوجيا المتخصصة فى الاعراف البشرية اى دراسة الاسلام والمسلمين بتحليل شعب بدائى قبلى فى نظرهم مثل سواه من الشعوب البدائية المنقرضة. وقد قالت الدكتورة انا ماريه شمل بهذا الخصوص ) وقد ظن بعظهم ان الاسلام نوع من الوثنية او الدينات المجهولة البائدة لعصور ماقبل التاريخ.
ولكن يجب ان لانرفض ان تصرفات بعض المذاهب الاسلامية ومعتنقيها والبدع التى ادخلوها فى الاسلام كانت السبب المباشر ايضا فى اعطاء هذا الانطباع الخادع عى الاسلام ، فى نظر هؤلاء المستشرقون . ونحن كمسلمين نحب الاسلام ديننا لنا ان ندرس الاسباب الكامنة وراء هذا الطعن فى معتقداتنا من قبل هؤلاء المستشرقين ويعطينا الاستاذ محمد فريد وجدى بعض الاسباب قائلا: يجب ان نغتفر للاوروبين تصديقهم لكل الافتراءات ضد الاسلام والمسلمين فهم على حق اذا اظهروا العداء تجاه ديننا طالما كانوا لايجدون امام اعينهم الا البدع التى حذقها اناس تافهو العقول وقبلها الجمهور وزاد فيها بأشكال اخرى من الهرطقة والخطاء ومخالفة الطبيعة البشرية وقوانين الحضارة كيف نأمل ان يفهم الاوروبيون لب ديننا الدين الوحيد الذى يحمل السعادة الحقة طالما كانوا لايعلمون الاملامح خارجية معينة للاسلام يشاهدها كل يوم مثل الاجتماعات الصاخبة فى الشوارع سائرة خلف الاعلام والطبول والاجتماع فى حلقات واسعة امام الاف الناس والتراتيل الصوفية التى تؤدى بصوت قوى مصحوبة بالتمايل يمينا وشمالا ونحو ذلك( ولكن علينا ان لاننكر ان هناك من المستشرقين من دافع عن الاسلام ووضع فى حسبانه ان الحضارة ولدت وترعرعت فى الشرق ثم تحولت الى الغرب وان هذه الحقيقة لايمكن ان ينكرها اى مسيحى غربى . ان مثل اولئك المستشرقين الاوروبين المدافعين عن الشرق وحضارته اسهموا بنصيب وافر فى تصويب ابعاد وملامح الصورة الخاطئة المشوهة للإسلام.
كما يجب علينا ان لاننسى جهود العرب والمسلمين ومنظماتهم المنتشرة فى اوروبا وامريكا فى الدفاع عن الاسلام ، انها فى فى الحقيقة لاتقف مشلولة فى الرد على الادعاءات والسموم والتهجمات على المسلمين ، فمثلا حملات مجلس العلاقات الاسلامية الامريكية )كير( كما سردها بول فندلى ، عضو كونغرس امريكى لمدة 20 عام فى كتابه )لاسكوت بعد اليوم( فى عام 1998 ، كسب المجلس الحملة ضد شركة تايك التى انتجت احذية تحمل اسم الله على كعوبها واجبرتها على سحب الاحذية من الاسواق ، فيما قامت الشركة فى بادرة حسن نية بتحويل بناء ملاعب لعدة مدارس اسلامية ، وقدمت هبات لعدة مؤسسات خيرية اسلامية( وعندما زعمت مجلة )يو اس نيوز اند وورلد ريبورت( ان الرسول خرق معاهدة بينه وبين اليهود شن المجلس حملة ضغط هاتفية على المجلة مما حدا بسكرتيرة المجلة الاتصال بمجلس العلاقات الاسلامية الامريكية قائلة )ان مكاتبنا مشلولة ولا نستطيع انجاز اى شىء( وبعد ايام قامت المجلة بنشر اعتذار فى نفس الصفحة التى نشر فيها كذبته( ويضيف الكتاب ان مجلس العلاقات الاسلامية الامريكية )كير( كسب 200 حملة ضد قضايا تحامل على المسلمين ، ولم يخسر الا فى 4 قضايا ، اى نسبة النجاح هى 98 بالمئة .ومن اهم قواعد المنهجية الاستشراقية التى قام عليها الاستشراق والوسائل والمرتكزات الاساسية التى اعتمدت عليها القوى الاجنبية الغربية والتى شكلت فى خطة المستشرقين فى تحقيق اهدافهم واغراضهم الاستراتيجية هى:
1- التشكيك بصحة رسالة النبى محمد ومصدرها الالهى فا لمستشرقون ينكرون ان يكون الرسول نبيا موحى اليه من عند الله ويتخبطون فى تفسير مظاهر الوحى فمن المستشرقين من يرجع ذلك الى صرع كان ينتاب النبى حينا بعد حين ومنهم من يرجعه الى تخيلات كانت تملا ذهن النبى ومنهم من يفسرها بمرض نفسى. واكثر هؤلاء المستشرقين يؤمنون ويعترفون بأنبياء اليهود وهم كانوا اقل شأنا من محمد فى التاثير والمبادىء التى نادى بها الا انهم ينكرون النبوة على النبى محمد ومبعث هذا الانكار هو التعصب الدينى الاعمى الذى يملاء نفوسهم. وقد جاء فى مجلة العالم الاسلامى عام 1955)ان اله المسلمين متكبر جبار مترفع عن البشرية بينما اله المسيحية عطوف ودود متواضع فى صورة بشر هو الاله الابن اماعقيدة التوحيد فقد باعدت بين الانسان والاله وجعلت الانسان يعيش فى خوف دائم من جبروت الاله وكبريائه( فقد قال الجنرال الامريكى ويليام بويكن )انتم تعرفون ان الهى -يقصد عيسى بن مريم - اكبر من الهه -يقصد المسلمين- كنت اعرف ان الهى حقيقى والهه مجرد وثن( لا احد يفهم ان كانت امة الشر هى التى تحب نبيها وتصلى عليه , ام تلك التى تقتل نبيها اى الرب فى اعتقادهم ثم تنطلق فر رحلة ندب على خطيئتها لتبشر بالمحبة القاتلة , والسلام المخرج بالدماء ؟ قال بعض الكتاب الغربين ان الشعور الاسلامى خطر على الفرد لانه ملىء بالطاعة والخضوع السلبى للقوة الالهية ويدل اسم الاسلام نفسه على هذا الاستسلام حيث على الانسان ان يخضع هذا الخضوع امام الله ويضع نفسه تماما بين يديه متنازلا عن ارادته الحقيقية لايمكن ان تكون رغبته فى العمل الصالح كرغبة رجل يشعر انه يقف امام الله مسيطرا على ارادته وضميره. وان الاسلام وعد المسلمين بجنات مليئة بالشهوات من حور العين وانهار اللبن والعسل والفاكهة ودرجة كبيرة من المتاع المادى وانه كان من الضرورى ان يعطيهم القران وصفا واقعيا للفردوس يكاد يكون محسوسا فى كلمات بسيطة حتى يكون ممكنا لابناء الصحراء ان يفهموا الوعود الخاصة بالمتاع الروحى.
2- اكثر المستشرقين ينكرون ان يكون القران كتابا منزلا من الله على النبى محمد وحين يفحمهم القران الكريم ماورد فيه من حقائق تاريخية وعلمية عن الكون مما يستحيل صدوره عن رجل امى مثل محمد يزعمون من انه استمد هذه المعلومات من اناس كانوا يخبرونه بها. وعندما نناقشهم حول الحقائق العلمية التى اكتشفها العلم الحديث والتى جاءت مطابقة لما ذكره القران يرجعون ذلك الى ذكاء النبى. فقد زعم المستشرق مايور كما نقله عنه مرجليوث ان اهل البدو كانوا كثيرى الاهتمام بتعلم البلاغة وطلاقة اللسان فلابد ان النبى محمد مارس هذا الفن حتى نبغ فيه. وهذا يعطينا صورة عن موازين البحث عند هؤلاء فا لمسألة عندهم تقوم على استنتاج وهمى من امر لايقع فلا العرب كانوا يتعلمون البلاغة ولاكانت لها مدارس واساتذة يضعون قواعدها ولا النبى محمد عرف عنه قبل النبوة فعل ذلك وليس بين ايدينا نص واحد يثبته بل ان المؤكد ان الرسول لم ينقل عنه اثر من نثر او شعر قبل النبوة وقبل ان ينزل عليه القران . وهكذا نجد ان اسس النقد عند هؤلاء المستشرقين ليس قائم على اسس صحيحة وانما افراطهم فى اختراع العلل والاسباب والحوادث التى يقدمونها فى دراساتهم التى ليس لها سند الا التخيل والتحكم ويزيد من فساد اسلوبهم هذا انهم يتخيلون احداث العرب والمسلمين وعاداتهم واخلاقهم بأوهامهم وخيالاتهم الغيبة عن الشرق ولايريدون ان يعترفوا بأن لكل بيئة مقاييسها واذواقها وعاداتها. انهم يتناقضون فيما بينهم تناقضا واضحا فى الحكم على شىء واحد كل ذلك لانهم حاولوا ان يحللوا السيرة النبوية وتاريخ ظهور الاسلام بحسب العقلية الاوربية فضلوا بذلك ضلالا بعيدا . لقد حاول هؤلاء المستشرقين نقد سيرة النبى محمد بهذا الاسلوب الاوربى البحت فى التدقيق والتمحيص و
02-09-2007
Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /htdocs/public/www/actualites-news-web-2-0.php on line 785