البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

حزب المتردّية والنّطيحة

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 9709


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


عقد ما يسمى حزب "نداء تونس" مؤتمرا صحفيا تنادى الإعلام البنفسجي الذي يديره جند بن علي للاحتفاء به، وقد كان من طرائف هذه الندوة أن تخمر طفيليات الإعلام الحاضرون حد الدخول في موجات تصفيق هستيرية في كل حين، في تمشي فريد من صحفيين يفترض فيهم الحياد.
وأعطت تلك الندوة لأنصار ذلك الحزب الذي يتحالف بداخله الشذاذ من قطعان "التجمع" وشراذم اليسار الفرنكفوني، أعطتهم الطاقة التي جعلتهم يجدون من أنفسهم القوة بحيث يخرجون من جحورهم ويُعلون أصواتهم مهددين البلاد وكل من دعم الثورة.

هؤلاء الذين كان يفترض فيهم أن يصمتوا وأن يلازموا جحورهم وبؤرهم الموبوءة، وأن يكون أقصى ما يمكن أن يتكلموا به هو حمد الله أن أبقاهم التونسيون أحياء إذ لم ينصبوا لهم المشانق أو يقطعوا رؤوسهم أو يخرّبوا أجسادهم بالرصاص، هؤلاء الغربان أصبحوا يكوّنون الأحزاب ويتهددون التونسيين ويسخرون من ثورتهم.

هذا الحزب المكوّن من سقط المتاع من المنخنقة والمتردية والنطيحة، ومن أراذل الناس ومن مطرودي مختلف الأحزاب والتنظيمات، أصبح يتطاول على من قضى عمره مناضلا وما عرف للهزل واللهو وقتا، بل وإنهم ليتصدّرون لإعطاء الدروس في الوطنية والنضالية.

هذا الحزب الذي يعج بمناضلي الحانات وحرفاء العلب الليلية، يريد الإعلام البنفسجي أن يقنعنا أنه قادر وجدير أن يتحدث في المبادئ ومصالح التونسيين.

هذا الحزب الذي باركه رجال الأعمال سرقة أموال التونسيين، يريد إعلام بن علي أن يقنعنا أنه يمكنه أن يبني مستقبلا مشرقا لتونس، ولم يقل لنا هؤلاء كيف لمن ما عهدناه إلا هدّاما أن يكون بنّاء، ومن ما عهدناه إلا خائنا أن يكون أمينا ومن ما عهدناه إلا نذلا أن يكون رفيعا ومن ما عهدنا إلا لئيما أن يكون كريما.

هذا الحزب الذي زرعت أسسه وخطط تكوينه في الغرف المغلقة بالسفارات الأجنبية ومراكز البحث الغربية، يريد أتباعه أن يقنعونا أنهم قادرون على بناء دولة ذات سيادة، ونسوا أن العبد يبقى عبدا وليس بإمكان العبد أن يجاوز سيده مهما علا.

هذا الحزب الذي يمثل البكائين المتحدين، أولئك الفزعين من مقصلة المحاسبة التي تقترب من رؤوسهم، الخائفين من ذهاب امتيازاتهم المشبوهة والمشفقين من تدهور أحوالهم المادية، يريد السذج من أتباعه أن يقنعونا انه يعمل لمصلحة التونسيين وأن لا غرض شخصي لهم في مساعيهم.

هذا الحزب الذي يعج بنبت السّحت الذي زرع بذوره سيئ الذكر منذ بدايات الاستقلال، ممن لا يرتضي للنموذج المجتمعي الغربي بديلا وممن يعمل بكل همة لفرضه على التونسيين، يريد الإعلام العلماني أن يقنعنا انه يسعى للمحافظة على الهوية العربية الإسلامية، ولكنهم يتفننون بكل مهارة في إخفاء حقيقة أن أحد أهم دوافع رعبهم من الثورة هو الخشية أن يتحرر التونسيون من رباط الإرهاب الفكري والثقافي التي كبلوا بها منذ الاستقلال، نبت السحت هؤلاء يخافون أن تبلغ درجة تحرر التونسيين حد المطالبة بإعادة النظر في كل الأغلال الفكرية والثقافية التي فرضها سيئ الذكر عليهم، وهو ما يهدد النموذج المجتمعي الغربي العفن الذي تعيش فيه الطفيليات المنبتة حملة مشعل الإلحاق بالثقافة الغربية.

على انه وإن كان يمكن تفهم أن يعمل الفاسدون المفسدون أعداء الثورة من قيادات ومنخرطي حزب "نداء تونس" وغيرهم على تنظيم أنفسهم في هياكل للحفاظ على مصالحهم شأنهم في ذلك شان عصابات الجريمة المنظمة، إلا انه يبقى عسيرا على الفهم كيف يعجز التونسيون وهم الذين تخلصوا من رأس الفساد، كيف تقعد بهم الهمّة والفعل على التخلص من هذه الطفيليات التي كانت هي نفسها أدوات بن علي الإعلامية والثقافية والفكرية والسياسية.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الثورة المضادة، اليسار المتطرف، التجمعيون، نداء تونس، الباجي قائد السبسي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 21-09-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  حول حكاية رصّ الصفوف: هل أن السيسي وسليم عمامو وهيئة بن عاشور كانوا يرصون الصفوف
  إصلاح النفس لا يكفي
  "العقل" التنفيذي مقابل العقل المفكر
  على الشباب أن يؤسس لفعل سياسي جديد بمعزل عن التنظيمات الحالية
  خطر قنوات "MBC" والإستفاقة المتأخرة
  اجعلوا أحزانكم على "أبي إبراهيم"، مولّدة للطاقة
  مصطلح "نخب الاستقلال"، ليس بأجدر ولا أفضل من مصطلح "منتسبي فرنسا"
  الواقع يغيّره صاحب القوة وليس صاحب الحق والمبدأ : أخلاق القوة (*) هي التي تغير الواقع
  المسلّمات التي تنتج طمأنينة زائفة: لا يمكن تغيير واقعنا مع الإبقاء على الأصنام وزوايا النظر النمطية
  نماذج للخلط في تناولاتنا: فرنسا، غض البصر، تعدد الزوجات ...
  التونسي لايفعل ولايغيّر، ليس لأنه عاجز وإنما لأنه لايعرف ماذا يفعل
  ثقافة الدجاج والتّدجين
  هل حان الوقت لأن تحلّ التنظيمات الإسلامية نفسها
  الفعل السياسي الحالي لاقيمة له، لأنه لن يتجاوز سقفا حدده مدير السجن الذي يحكمنا منذ عقود
  يجب أن تكون قادرا على تجاهل الحدث، وذلك شرط حرية الموقف
  التونسيون وهواية العبث: نموذج دعوات المشاركة والمقاطعة في الإنتخابات
  يا جماعة يهديكم الله، حكاية سب أم المؤمنين وعراك الصحابة، هذا تاريخ وليس عقيدة
  علينا أن نحزن لوجود هؤلاء بيننا
  لماذا تفشل دعوات المقاطعة للسلع الغربية أو دعوات التصدي للإنقلاب: الدعوة المباشرة للفعل تضعف احتمال نجاحه
  لماذا لا يفرح البعض منا لأفعال المقاومة اللبنانية ولا يحزنون لخسائرها
  المدوّنون الإسلاميون و وَضْعيّة الكلب
  على هامش تفجيرات لبنان: الجهل والمعرفة بالأحداث هل هي ذات قيمة
  هل لدى التونسي مشكلة في قدرات ........
  الحركات الإسلامية وحتمية السجن أو الأدوار الوظيفية: تونس، الجزائر، المغرب، الأردن ...
  البودكاستات العربية ذات مظهر جذاب، لكنها عقيمة المحتوى وتكرس واقعا فاسدا
  المنصّات الإعلامية الجديدة، هل تخرج من المواضيع العقيمة: الإلحاد، دخول الغربيين الإسلام...
  لماذا تبحثون في حياة السّلف الأوائل، وهؤلاء القدوات بيننا
  مالذي يجمع بين مشاهدة الألعاب القتالية والرقص والجنس
  ضعف قدرات التجريد لدى "النخب"، هو الوجه الآخر لمشاكلنا
  "نخب" الجمود الذهني، وفلسفة ذلك ماوجدنا عليه آباءنا

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
سعود السبعاني، أحمد الحباسي، أحمد ملحم، د- جابر قميحة، فتحـي قاره بيبـان، الناصر الرقيق، سفيان عبد الكافي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محمود سلطان، رافد العزاوي، محمود فاروق سيد شعبان، جاسم الرصيف، محمود طرشوبي، سليمان أحمد أبو ستة، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمد العيادي، د - عادل رضا، سامح لطف الله، عراق المطيري، محمد شمام ، حميدة الطيلوش، أحمد بوادي، محمد علي العقربي، المولدي الفرجاني، نادية سعد، د. أحمد بشير، عواطف منصور، العادل السمعلي، مصطفي زهران، محمد عمر غرس الله، مراد قميزة، سامر أبو رمان ، منجي باكير، تونسي، صفاء العراقي، مصطفى منيغ، حسني إبراهيم عبد العظيم، خالد الجاف ، مجدى داود، حسن عثمان، صلاح المختار، أنس الشابي، ياسين أحمد، د. أحمد محمد سليمان، عبد الرزاق قيراط ، د. صلاح عودة الله ، فتحي الزغل، أشرف إبراهيم حجاج، د.محمد فتحي عبد العال، المولدي اليوسفي، سلام الشماع، محرر "بوابتي"، علي الكاش، محمد أحمد عزوز، فتحي العابد، ضحى عبد الرحمن، د - شاكر الحوكي ، رمضان حينوني، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د- هاني ابوالفتوح، رشيد السيد أحمد، د- محمود علي عريقات، د. طارق عبد الحليم، عبد العزيز كحيل، د - الضاوي خوالدية، كريم فارق، محمد الياسين، د. خالد الطراولي ، رحاب اسعد بيوض التميمي، محمد اسعد بيوض التميمي، ماهر عدنان قنديل، سلوى المغربي، صباح الموسوي ، حاتم الصولي، فوزي مسعود ، الهادي المثلوثي، وائل بنجدو، إياد محمود حسين ، محمد يحي، عبد الله زيدان، عمر غازي، علي عبد العال، أ.د. مصطفى رجب، د- محمد رحال، رضا الدبّابي، عبد الله الفقير، سيد السباعي، فهمي شراب، كريم السليتي، إيمى الأشقر، د - المنجي الكعبي، د - مصطفى فهمي، محمد الطرابلسي، د - محمد بنيعيش، طلال قسومي، إسراء أبو رمان، أحمد النعيمي، الهيثم زعفان، أبو سمية، يحيي البوليني، أحمد بن عبد المحسن العساف ، بيلسان قيصر، يزيد بن الحسين، عزيز العرباوي، صفاء العربي، طارق خفاجي، د - محمد بن موسى الشريف ، د. عادل محمد عايش الأسطل، حسن الطرابلسي، د. عبد الآله المالكي، صلاح الحريري، رافع القارصي، عبد الغني مزوز، عمار غيلوفي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د - صالح المازقي، خبَّاب بن مروان الحمد، صالح النعامي ، د. ضرغام عبد الله الدباغ،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة