البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

حزب المتردّية والنّطيحة

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 9216


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


عقد ما يسمى حزب "نداء تونس" مؤتمرا صحفيا تنادى الإعلام البنفسجي الذي يديره جند بن علي للاحتفاء به، وقد كان من طرائف هذه الندوة أن تخمر طفيليات الإعلام الحاضرون حد الدخول في موجات تصفيق هستيرية في كل حين، في تمشي فريد من صحفيين يفترض فيهم الحياد.
وأعطت تلك الندوة لأنصار ذلك الحزب الذي يتحالف بداخله الشذاذ من قطعان "التجمع" وشراذم اليسار الفرنكفوني، أعطتهم الطاقة التي جعلتهم يجدون من أنفسهم القوة بحيث يخرجون من جحورهم ويُعلون أصواتهم مهددين البلاد وكل من دعم الثورة.

هؤلاء الذين كان يفترض فيهم أن يصمتوا وأن يلازموا جحورهم وبؤرهم الموبوءة، وأن يكون أقصى ما يمكن أن يتكلموا به هو حمد الله أن أبقاهم التونسيون أحياء إذ لم ينصبوا لهم المشانق أو يقطعوا رؤوسهم أو يخرّبوا أجسادهم بالرصاص، هؤلاء الغربان أصبحوا يكوّنون الأحزاب ويتهددون التونسيين ويسخرون من ثورتهم.

هذا الحزب المكوّن من سقط المتاع من المنخنقة والمتردية والنطيحة، ومن أراذل الناس ومن مطرودي مختلف الأحزاب والتنظيمات، أصبح يتطاول على من قضى عمره مناضلا وما عرف للهزل واللهو وقتا، بل وإنهم ليتصدّرون لإعطاء الدروس في الوطنية والنضالية.

هذا الحزب الذي يعج بمناضلي الحانات وحرفاء العلب الليلية، يريد الإعلام البنفسجي أن يقنعنا أنه قادر وجدير أن يتحدث في المبادئ ومصالح التونسيين.

هذا الحزب الذي باركه رجال الأعمال سرقة أموال التونسيين، يريد إعلام بن علي أن يقنعنا أنه يمكنه أن يبني مستقبلا مشرقا لتونس، ولم يقل لنا هؤلاء كيف لمن ما عهدناه إلا هدّاما أن يكون بنّاء، ومن ما عهدناه إلا خائنا أن يكون أمينا ومن ما عهدناه إلا نذلا أن يكون رفيعا ومن ما عهدنا إلا لئيما أن يكون كريما.

هذا الحزب الذي زرعت أسسه وخطط تكوينه في الغرف المغلقة بالسفارات الأجنبية ومراكز البحث الغربية، يريد أتباعه أن يقنعونا أنهم قادرون على بناء دولة ذات سيادة، ونسوا أن العبد يبقى عبدا وليس بإمكان العبد أن يجاوز سيده مهما علا.

هذا الحزب الذي يمثل البكائين المتحدين، أولئك الفزعين من مقصلة المحاسبة التي تقترب من رؤوسهم، الخائفين من ذهاب امتيازاتهم المشبوهة والمشفقين من تدهور أحوالهم المادية، يريد السذج من أتباعه أن يقنعونا انه يعمل لمصلحة التونسيين وأن لا غرض شخصي لهم في مساعيهم.

هذا الحزب الذي يعج بنبت السّحت الذي زرع بذوره سيئ الذكر منذ بدايات الاستقلال، ممن لا يرتضي للنموذج المجتمعي الغربي بديلا وممن يعمل بكل همة لفرضه على التونسيين، يريد الإعلام العلماني أن يقنعنا انه يسعى للمحافظة على الهوية العربية الإسلامية، ولكنهم يتفننون بكل مهارة في إخفاء حقيقة أن أحد أهم دوافع رعبهم من الثورة هو الخشية أن يتحرر التونسيون من رباط الإرهاب الفكري والثقافي التي كبلوا بها منذ الاستقلال، نبت السحت هؤلاء يخافون أن تبلغ درجة تحرر التونسيين حد المطالبة بإعادة النظر في كل الأغلال الفكرية والثقافية التي فرضها سيئ الذكر عليهم، وهو ما يهدد النموذج المجتمعي الغربي العفن الذي تعيش فيه الطفيليات المنبتة حملة مشعل الإلحاق بالثقافة الغربية.

على انه وإن كان يمكن تفهم أن يعمل الفاسدون المفسدون أعداء الثورة من قيادات ومنخرطي حزب "نداء تونس" وغيرهم على تنظيم أنفسهم في هياكل للحفاظ على مصالحهم شأنهم في ذلك شان عصابات الجريمة المنظمة، إلا انه يبقى عسيرا على الفهم كيف يعجز التونسيون وهم الذين تخلصوا من رأس الفساد، كيف تقعد بهم الهمّة والفعل على التخلص من هذه الطفيليات التي كانت هي نفسها أدوات بن علي الإعلامية والثقافية والفكرية والسياسية.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الثورة المضادة، اليسار المتطرف، التجمعيون، نداء تونس، الباجي قائد السبسي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 21-09-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  الثقة وتوظيفها في نقل المعنى والتوجيه الذهني
  الأسئلة الواجب طرحها حول الحركة الإسلامية واحتمالية التجنيد المخابراتي
  مجلدات ومعارف لا تغير الواقع وإنما تكرسه
  لايكفي أن تفعل وإنما ماذا تفعل: الفعل كمسار وليس كنقطة، ووجوب النظر في تأسيسات تونس الحديثة
  الإختصاص لازم في المعارف وليس في الفكر
  من له تعاملات مع منظمات أجنبية لا يجب أن يُتوقف عنده حتى وإن عارض الإنقلاب
  في فهم بعض أسباب تتالي هزائم حركة "النهضة"
  الوعي الموجه، نموذج الشيعة وخطرهم: من أنتجه وكيف نشأ
  إنها القناعة بما تعتقد في نفسك، هي التي تنتج الفاعلية
  لايمكن أن تقاوم من تتخذه مسطرة: نموذج القبول بالتحقيب الغربي وبمصطلح "الديكولونيالية"
  الفرق بين الفكرة ومحورية الفكرة: حالة الغنوشي
  شروط لنجاح أفعال تغيير الواقع
  الذين يشيدون بالعفيفة لابسة الحجاب، وإذا تزوجوا اختاروا المتبرجة المتهتكة
  نقاش الانتخابات: الأفضل أن نبحث في كيفية خروجنا من السجن لا تحسين ظروف البقاء فيه
  تأملات في الغيب (5): العجز الذهني هو الذي ينتج الجرأة على الله والقرآن
  الواقع تغيره الفاعلية وليس المبادىء والحق
  المصطلح الدعائي المكثف كأداة للفعل السياسي "الناجح": الخوارج، الخوانجية، الإرهاب...
  تماثيل شكري بلعيد، أعمال عدائية يجب أن تزال
  لقد أثبتت الأحداث أن تُهَمَكم ضد "النهضة" باطلة: من يجعل مُغالِبه مسطرة فلن تنتظر منه غير الهزيمة
  "الوطد" ليس هو المسؤول الأول ولا الوحيد عن سوئنا، وماهو إلا مجرد مقاول صغير
  "الكيل بمكيالين": نموذج لصيغ الإخضاع الذهني
  حول اغتصاب الفلسطينيات
  من يدعو لترك الفرز الايديولوجي إنما يريد تسهيل عمليات إخضاعنا
  "المعارضة الديموقراطية": المسلمة الفاسدة التي تصر على إلزامك بتأسيسات تونس الاولى
  المفاضلة بين درجات السوء تنزع عن مواقفك السند الأخلاقي: نموذج حادث الفتيات السائبات
  الوعي الموجه، ظاهره جيد وباطنه تأسيس للإمّعية الذهنية
  خواطر حول الجمال والمنفعة
  الخضوع الذهني التلقائي للفرد التابع
  تعاملنا مع الأفعال نقطيا يجعل الأخطاء حتمية
  الأعمال التلفزية المتهتكة يجب رفضها لأصلها وليس لتفاصيلها

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د - الضاوي خوالدية، منجي باكير، ماهر عدنان قنديل، صالح النعامي ، سلام الشماع، عواطف منصور، محمود سلطان، فوزي مسعود ، تونسي، أشرف إبراهيم حجاج، صلاح الحريري، حسن عثمان، حميدة الطيلوش، د. عادل محمد عايش الأسطل، إيمى الأشقر، د. ضرغام عبد الله الدباغ، سيد السباعي، صباح الموسوي ، حاتم الصولي، أحمد ملحم، محمد الطرابلسي، أحمد بوادي، رمضان حينوني، عبد الله زيدان، فتحي العابد، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، ياسين أحمد، طلال قسومي، د - صالح المازقي، العادل السمعلي، يزيد بن الحسين، سامح لطف الله، مصطفى منيغ، حسني إبراهيم عبد العظيم، د - محمد بن موسى الشريف ، عمار غيلوفي، أبو سمية، د. كاظم عبد الحسين عباس ، محرر "بوابتي"، رشيد السيد أحمد، د. مصطفى يوسف اللداوي، يحيي البوليني، إسراء أبو رمان، د- محمد رحال، إياد محمود حسين ، مصطفي زهران، محمد العيادي، صفاء العراقي، عمر غازي، د - شاكر الحوكي ، محمود فاروق سيد شعبان، جاسم الرصيف، سليمان أحمد أبو ستة، محمد اسعد بيوض التميمي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، نادية سعد، د. عبد الآله المالكي، عبد الله الفقير، عبد الرزاق قيراط ، د- جابر قميحة، ضحى عبد الرحمن، رضا الدبّابي، محمد أحمد عزوز، سلوى المغربي، الناصر الرقيق، رافد العزاوي، سفيان عبد الكافي، محمد عمر غرس الله، محمود طرشوبي، سامر أبو رمان ، أنس الشابي، صلاح المختار، محمد شمام ، صفاء العربي، عبد الغني مزوز، أحمد النعيمي، د- هاني ابوالفتوح، د. صلاح عودة الله ، كريم فارق، د. أحمد محمد سليمان، وائل بنجدو، رافع القارصي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، سعود السبعاني، حسن الطرابلسي، عراق المطيري، مراد قميزة، مجدى داود، كريم السليتي، خالد الجاف ، الهادي المثلوثي، د - مصطفى فهمي، فتحـي قاره بيبـان، د - محمد بنيعيش، فهمي شراب، رحاب اسعد بيوض التميمي، د.محمد فتحي عبد العال، الهيثم زعفان، علي الكاش، فتحي الزغل، د. طارق عبد الحليم، خبَّاب بن مروان الحمد، د - عادل رضا، أ.د. مصطفى رجب، المولدي الفرجاني، د. أحمد بشير، د- محمود علي عريقات، محمد الياسين، د - المنجي الكعبي، د. خالد الطراولي ، علي عبد العال، عزيز العرباوي، أحمد الحباسي، محمد يحي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة