البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

إلهام شاهين وقَبِيلَتُها...!!

كاتب المقال حسام مقلد    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4467 hmaq_71@hotmail.com


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


دأبَ بعضُ أهل الفن على السخرية من الإسلاميين بشكل فجٍّ غير مقبول، ومؤخرا تهكَّمت إحدى الفنانات على رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسي، بل أهانه بعضهم إهانة سافرة بكل وقاحة دون خجل أو حياء!! ولا نفهم سر هذا العداء المبدئي الذي يكنُّه معظم الفنانين للإسلاميين، ولعل سبب ذلك شعور نفسي عميق لدى هؤلاء الفنانين بأن أغلب ما يقدمونه للناس يتناقض مع قيم الإسلام وأخلاقه وفضائله ومثُلِه العليا!!

وقد أدَّى الهجوم الحاد للفنانة إلهام شاهين على الإسلاميين وانتقاصها من قدرهم إلى غضب الشيخ (عبدالله بدر) فانتقدها علانية بأسلوب أكثر حدة، ورفض أن تقحم نفسها في شأن الإسلام؛ لأنها ـ بحسب كلامه ـ لم تقدم للمجتمع سوى العري والرذائل والتحريض على الفسق والفجور!!

والواقع أن غالبية الشعب المصري تتفق مع مضمون كلام الدكتور (عبدالله بدر) وإن اختلفت مع أسلوبه الحاد وكلماته القاسية، ومن حق (إلهام شاهين) أن تغضب لكرامتها، وتدافع عن نفسها، ومن الطبيعي جدا أن يغضب لها ويتضامن معها زملاؤها الفنانون، لكن هذه هي حقيقة نظرة المجتمع المصري لمعظم الفنانين؛ بسبب الإسفاف والابتذال والسُّخف والعري والانحلال الذي يقدمونه، وليسمحوا لي بأن أذكِّرهم بهذين الموقفين:

1. الأول: قبل عدة سنوات حينما تكلم الفنان (محمود حميدة) في تصريحات إعلامية عن وضع الممثل في وجدان المصريين، فأكد أن الممثل ليس محل تقدير أو احترام، رغم هالة النجومية التي تُصنع حوله، وذكر أن المشخصاتي (أي الممثل) كان إلى عهد قريب مردود الشهادة لا يؤخذ بشهادته في المحاكم.
2. الثاني: قبل نحو عامين أعرب الفنان (عادل إمام) عن رفضه التام لاحتراف ابنته التمثيل؛ حتى لا تؤدي مشاهد القبلات والأحضان... وغيرها!! ولما احتجوا عليه بأنه يمارس ذلك مع زميلاته الممثلات أجاب: إنهن اخترن هذا المجال برغبتهن، ويوافقن على أداء مشاهد القبلات والأحضان ويقبضن ثمن ذلك، وكل واحدة حرة فيما تقبله لنفسها، لكنه لا يرضى ذلك لابنته، وقد أثارت كلماته تلك آنذاك استياء زميلاته في الوسط الفني، لكنه أصر على كلامه لأنه يعبر عن قناعته واعتقاده، وهو نفس قناعة غالبية المصريين.

هذه إذن هي حقيقة نظرة الشعب المصري للفن والفنانين وقد ساهم في تأكيدها وترسيخها في النفوس أن معظم ما يقدم باسم الفن والإبداع فيه عدوان صارخ على عادات المجتمع وأخلاقه ومبادئه وقيَمه وأعرافه!!
وقد حذرت عدة رسائل دكتوراه من الدور الخطير الذي تلعبه الأعمال الفنية (من أفلام ومسلسلات ومسرحيات وأغاني) في نشر السلوكيات المنحرفة والأخلاق المبتذلة والكلمات السوقية الهابطة بين الناس، وأكدت هذه الدراسات العلمية على خطورة المحتوى القيمي الذي تسوِّقه هذه الأعمال الفنية، وأثرها بالغ السوء في تدمير القيم الدينية، والهبوط بالذوق العام، ونشر الانحلال والفساد الأخلاقي في المجتمع.

وأنا لست مع الشيخ (عبدالله بدر) في الأسلوب القاسي الذي تحدث به والكلمات الجارحة التي استخدمها، وهي مع ذلك قد وصفت كلماته واقع الحال ولم تضف جديدا، لكن ما أفهمه أن الإسلام لا يدعو إلى الغلظة والقسوة، قال تعالى: "فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ" (آل عمران: 159) ومؤكَّد أن هذا لم يفُتْ الشيخ (عبدالله بدر) وأُدرِكُ أنه لم يكن في مقام الدعوة، وإلا لاختار أعذب وأرق الألفاظ، بل كان في موقف انفعالي يدافع فيه عن الإسلاميين ضد التهكم الشديد والسخرية اللاذعة والكلام السافل من بعض الفنانين وتطاولهم البذيء على التدين وتعديهم على القيم والأخلاق.
وإن كان البعض يعتذر للشيخ (عبدالله بدر) بالآية الكريمة: "لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا" (النساء: 148) فهو مُحِقٌّ، إلا أنني كنت أتمنى من الشيخ (عبدالله) أن يظل هادئا وأن يعرض وجهة نظره بأسلوب وقور مستخدما أعف الكلمات وأجمل وأطيب الألفاظ.

ولعل أهل الفن قد تأكدوا بعد لقائهم برئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسي أن الإسلاميين ـ لاسيما الإخوان ـ لا يعادون أبدا الفن الراقي الذي يمتع الروح ويسمو بالنفس الإنسانية وينفع الناس وينهض بالمجتمع، وإذا كان فنانو مصر حريصين حقا على خدمة وطنهم والمساهمة الفعالة في مسيرة نهضته فعليهم الارتقاء لمستوى المسئولية، واستشعار نبل وأهمية رسالة الفن الراقي ودوره المحوري في بناء منظومة القيم، وصناعة ثقافة عظيمة تسمو بالأخلاق وتحفظ عادات المجتمع وتقاليده، وليسمح الفنانون بهذه التساؤلات:
1. هل من حق الفنانين والممثلين التعدي على أخلاق المجتمع باسم الإبداع وحرية التعبير؟
2. لِمَ يقوم صناع الدراما بحشر المشاهد الجنسية الساخنة وبث لقطات العري الفاضحة في أغلب الأعمال الدرامية؟
3. ما الداعي لِلَّعب على أوتار الشهوات وإثارة الغرائز الكامنة في النفس البشرية ونحن نعلم واقع مجتمعنا البائس وتأخر سن الزواج وارتفاع نسب العنوسة والطلاق؟! ثم ألا يعرف أهل الفن أن ما يرسخ في أذهان المشاهدين ـ لاسيما الشباب والمراهقين والأطفال ـ هو الصورة وليس الفكرة، فمن يشاهد الفيلم أو المسلسل لا تبقى في ذاكرته مع الوقت سوى المشاهد المؤثرة، وغالبا ما تكون مشاهد جنسية مثيرة؟!
4. هل يقدم الفنانون حاليا فنا حقيقيا ساميا بالفعل؟ وأين هم من مشاكل مجتمعنا الحقيقية؟ وما إسهاماتهم الفعلية في بناء المجتمع ودعم مسيرة تقدمه والدفاع عن الخير والحق والعدل والجمال؟!!
5. وإذا كان أهل الفن يُطالبون بحماية حرية التعبير وهذا حق أساسي للجميع، فمن يحمي المجتمع من الإسفاف والابتذال الذي يقدم باسم الفن والإبداع؟!!


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

مصر، إلهام شاهين، الفن، الفنانون، الفن الهابط،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 19-09-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
ضحى عبد الرحمن، صفاء العراقي، سعود السبعاني، د. طارق عبد الحليم، محمود سلطان، يزيد بن الحسين، صالح النعامي ، علي عبد العال، د. أحمد محمد سليمان، د - محمد بنيعيش، د. أحمد بشير، العادل السمعلي، د. خالد الطراولي ، عبد الغني مزوز، إسراء أبو رمان، حاتم الصولي، د- جابر قميحة، أ.د. مصطفى رجب، عمار غيلوفي، د.محمد فتحي عبد العال، رافع القارصي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، صفاء العربي، رمضان حينوني، وائل بنجدو، سامر أبو رمان ، يحيي البوليني، د. عادل محمد عايش الأسطل، تونسي، محمود فاروق سيد شعبان، أحمد ملحم، محمد أحمد عزوز، د- هاني ابوالفتوح، أبو سمية، فهمي شراب، محمد اسعد بيوض التميمي، د- محمود علي عريقات، صلاح المختار، فوزي مسعود ، طارق خفاجي، محمد عمر غرس الله، محمد يحي، رحاب اسعد بيوض التميمي، د. عبد الآله المالكي، محرر "بوابتي"، عواطف منصور، د - مصطفى فهمي، د - الضاوي خوالدية، عمر غازي، محمد شمام ، د - عادل رضا، ياسين أحمد، محمد علي العقربي، د. صلاح عودة الله ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، سيد السباعي، سليمان أحمد أبو ستة، أنس الشابي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، حميدة الطيلوش، محمود طرشوبي، عراق المطيري، فتحي الزغل، طلال قسومي، أحمد الحباسي، خالد الجاف ، حسن عثمان، المولدي اليوسفي، عبد الله زيدان، د - المنجي الكعبي، أشرف إبراهيم حجاج، عبد العزيز كحيل، رضا الدبّابي، بيلسان قيصر، عبد الرزاق قيراط ، إيمى الأشقر، حسني إبراهيم عبد العظيم، عزيز العرباوي، كريم السليتي، د- محمد رحال، صلاح الحريري، مراد قميزة، د - محمد بن موسى الشريف ، سامح لطف الله، أحمد بوادي، منجي باكير، عبد الله الفقير، الهيثم زعفان، مجدى داود، محمد الطرابلسي، كريم فارق، المولدي الفرجاني، أحمد النعيمي، حسن الطرابلسي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، فتحـي قاره بيبـان، خبَّاب بن مروان الحمد، الناصر الرقيق، جاسم الرصيف، علي الكاش، الهادي المثلوثي، سفيان عبد الكافي، د - شاكر الحوكي ، محمد الياسين، محمد العيادي، مصطفي زهران، رشيد السيد أحمد، رافد العزاوي، د. مصطفى يوسف اللداوي، صباح الموسوي ، ماهر عدنان قنديل، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، سلوى المغربي، سلام الشماع، إياد محمود حسين ، د - صالح المازقي، نادية سعد، مصطفى منيغ، فتحي العابد،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة