صاحبة الأفلام المشبوهة بمنظومة التعليم
ساهمت في إعداد الفيلم المسيء للذات الإلاهية
نادية الزاير – بناء نيوز - تونس المشاهدات: 6272
أكدت مصادر صحفية أن الفيلم المثير للجدل "بلاد فارس" الذي بثته قناة نسمة هو من دبلجة "جمعية صورة وصوت المرأة"، ضمن "مشروع غزو أكبر" يشمل عرض مجموعة من الأفلام الوثائقية المختارة بدقة من خزينة الموروث السمعي البصري الأوروبي لضرب الهوية الاسلامية للشعب التونسي.
وبعد اجهاض مشروعها مع وزارة التربية لعرض أفلام مسيئة للرسول على الأطفال، حولت رئيسة الجمعية نادية جمال وجهتها نحو المنابر الاعلامية ولم تجد من يشاركها نفس الغاية والهدف أكثر من قناة "نسمة " فقدمت لها الفيلم الكرتوني "بلاد فارس" الذي أشرفت نادية جمال بنفسها على دبلجته بمشاركة مجموعة من الممثلين التونسيين الذين أدوا المهمة على غرار الصوت الاعلامي والاذاعي المعروف معز الغربي والذي قام بتجسيد صوت الله عز وجل (ولله المثل الأعلى) ومنال عبد القوي في دور الفتاة المضطهدة بطلة الفيلم ومحمد السياري وآمال بكوش.
وبعد هذه العملية التي شوشت على السلم الاجتماعية وعلى العملية الانتخابية حلقت نادية جمال إلى باريس مباشرة لإلقاء محاضرة في ندوة صحفية بعنوان "رهانات البناء الديمقراطي وآفاق المستقبل بتونس" المحاضرة ينشطها اليهودي التونسي سارج مواتي وهو وجه تلفزيوني وإعلامي معروف بعلاقاته المميزة مع اسرائيل وسبق له أن شغل خطة مستشار للرئيس الفرنسي السابق فرانسوا ميتيران وكان كثيرا ما يثني على جهود بن علي في قيام دولة حديثة متسامحة، حسب ما ذكرته مصادر مطلعة.
ويجدر بنا هنا الوقوف عند الطرف الثالث المشارك في هذا "المخطط" ألا وهو "المعهد الفرنسي للتعاون" الذي ينشط تحت اشراف السفارة الفرنسية والذي قدم لنادية جمال عددا كبيرا من الافلام والاشرطة الوثائقية التي تتاقش نظرة المسلمين للمرأة وتنتقد الآراء الدينية، وهو الذي قام أيضا بتمويل عملية الدبلجة إلى اللهجة التونسية الدارجة حتى يصل مضمون الفيلم إلى أكبر عدد من التونسيين وخاصة من ذوي التعليم المحدود.
وحسب نفس المصدر فان نادية جمال اختارت الفيلم منذ شهر أفريل الماضي وبدأت في مشروع الدبلجة بعيدا عن الأضواء بالتعاقد مع مترجمين وممثلين وفنيين في الدبلجة والاصوات والتسجيل وذلك قصد عرضه كما كان مقررا في المرة الأولى خلال شهر جويلية بالتزامن مع الحملة الانتخابية ولكن بعد تأجيل الانتخابات تأجل أيضا توقيت عرض الفيلم، مما يؤكد أن عرض الفيلم في هذه الفترة كان مخططا سياسيا بحتا.
طارق بن عمار وتوظيف السينما للسياسة
ومع التركيز الاعلامي والشعبي على توجيه أصابع الاتهام لنبيل القروي، تناسى البعض أنه ليس سوى واجهة فحسب وأن من يقف وراءه هو رجل ذو علاقات سياسية متشعبة، ألا وهو المنتج السينمائي طارق بن عمار الذي كان تحديدا قبل أسبوع من هروب المخلوع حاضرا في ندوة صحفية يوم 7 جانفي لوزيرة الخارجية الفرنسية "ميشيل آليو ماري" لعرض حلول لمشكلة البطالة " قام خلالها طارق بن عمار (سليل عائلة بن عمار التي تربطها صلة قرابة بوسيلة بن عمار زوجة الرئيس بورقيبة) بمداخلة قال فيها "تصوروا شخصا أو شخصين مثل أحمدي نجاد في الجزائر وتونس أو المغرب حينها سيغادر ما بين 5 و10 ملايين شخص شواطئ شمال افريقيا إلى كورسيكا وسردينيا وصقلية والساحل الازوري"، وكان تحذيرا واضحا من أن ما ستؤول إليه الانتفاضة الشعبية هو بديل أكثر تشددا وان البديل عن بن علي سيكون شخصية دينية متطرفة.
كما نشرت وثيقة "لسبريسو- ريبوبليكا" مجموعة من وثائق وكيليكس كشفت عن برقيات للسفارة الأمريكية في روما، تتحدث عن زيارة سرية قام بها برلسكوني إلى بن علي في أوت 2009 رافقه فيها طارق بن عمار وتشير البرقية إلى ملكية برلسكوني في تونس لاستوديوهات سينمائية وشركة توزيع بالإضافة إلى تقاسمه مع بن عمار 50 بالمائة من أسهم قناة نسمة.
كما أكد نفس المصدر أن بن عمار أصبح منذ 21 ماي 2008 يملك حوالي 25 بالمائة من أسهم قناة نسمة، التي يرأس فتحي الهويدي مجلس إدارتها، عبر شركة " كوينتا كومينيكايشن " في حين يملك برلسكوني البقية عبر شركته "ميديا سات" كما اشارت البرقية إلى أن معمر القذافي يملك 10 بالمائة من أسهم شركة "كوينتا كومينيكايشن" عبر مبعوثه طارق بن عمار على حد قول الصحيفة الايطالية.
ومن جهتها عرجت صحيفة "لاريبوبليكا " على الجدل الذي أثير حول علاقة طارق بن عمار بالقذافي من خلال الأسهم التي يملكها في قناة نسمة والتي وصفتها الصحف الايطالية بأنها علاقة مشغل ومشتغل وهو ما أكده الحوار الذي بثته قناة نسمة يوم 25 جانفي مع القذافي اثر لقاء بينه وبين بن عمار.
وبالتالي يكون طارق بن عمار همزة الوصل في التقاطع الخطير بين المشاريع الاقتصادية والسياسة ومن خلاله يحاولون تطويع السينما لاختراق الشعب التونسي وتحقيق أغراض سياسية وليس من الغريب أن طارق بن عمار كان سيكون منتج فيلم مستوحى من رواية للقذافي يقدم القذافي كروائي ومفكر ذي شأن وبعد الثورة مباشرة واثر تغيير خطاب نسمة كليا من التصفيق لبن علي إلى زعماء الثورة، أعرب عن رغبته في انتاج فيلم حول محمد البوعزيزي.
بيادق مشتركة
من بين النقاط الأخرى المشتركة بين نسمة و"جمعية صورة وصوت المرأة" هي الوجوه التي لطالما تحدثت باسم اللائكية على قناة نسمة مثل ألفة يوسف ونائلة سليني ويوسف صديق، وربما ليس من باب الصدفة أن يكون هؤلاء المتقوّلون على القرآن الكريم هم أبطال أحد الافلام التي سعت جمعية صورة وصوت المرأة إلى ترويجه وهو بعنوان "الرسول والنساء" وربما لن ينفعنا التساؤل عن اختيار هؤلاء بالذات لرواية سيرة المصطفى وانما قد يكشف لنا اعتماد هؤلاء من طرفين وعبر وسيلتين هم من اشد الوسائل السمعية البصرية تأثيرا ألا وهما السينما والاعلام.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: