البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

خطاب ابن علي الرابع

كاتب المقال أبو يعرب المرزوقي - تونس   
 المشاهدات: 7523



لست بحاجة للتذكير بتحليلي لخطاب الوزير الأول الذي لا يعتبر نفسه مؤقتا ولتسيير الشؤون. إنه يتصور نفسه ممثلا بحق لإرادة الشعب. وهو يتهم كل من عداه بالصيد في الماء العكر والخطاب المزدوج. ورغم أن بعض الأحزاب والجمعيات وجل لجان حماية الثورة الممثلة بالفعل بدأت تدرك أنه رئيس الثورة المضادة بامتياز ومع ذلك واصلت التعامل معه بحسن نية تجنبا للفرقة والصراع وتسريعا للحل الانتخابي الذي جعلته هيئتاه حلا شبه مستحيل أو حلا عقيما إذا جرى بالشروط التي يعدونها لجعل ثمرته نفس الهيئة في ثوب جديد. صار المتكلم باسم "عجاويز" النظام البائد وقائد الثورة المضادة يعتبر نفسه رمز الثورة رغم أنه في الحقيقة مثله مثل رئيسه ليسا إلا رمزي تزييف إرادة الشعب كما شهد بذلك هو نفسه عن نفسه بل هو يواصل ذلك بصنيعه منذ أن عين وزيرا أول يرعى مع الهيئة نفس التزييف: إذ لا يمكن أن يجهل أن الهيئة لا تمثل إلا لونا واحدا لا لون له ولا طعم لأنه من أيتام الماركسية التي خان أصحابها قيمها.

لكنه مثله مثل الرئيس والهيئة وكل خدم النظام السابق يقدم نفسه بصفة الساعي إلى تحقيق أهداف الثورة لكنه لا يوظف لهذا الغرض إلا من يدل دلال قاطعة بماضيه أنه يحقق أهداف الثورة المضادة لأن جلهم من أزلام بن علي وعملاء فرنسا وإسرائيل في الحكومة وفي هيأة أبناء عاشور ونواب التجديد وأشباه المثقفين والمبدعين. ذلك أن الرهط الأول من أنتلجنتزيا النظام البائد والرهط الثاني ممن هادنه وعمل معه في مجالسه النيابية المزيفة وفي إدارته المتواطئة مع الفساد والاستبداد.

كل ما سمعته اليوم في خطابه ليس خطابا لسياسي يعمل من أجل توحيد الشعب ويسعى لتحقيق أهداف الثورة بل إني اعتبره الخطاب الرابع لابن علي: فهو يدعي أنه يمثل الحق الذي جاء وأن الشعب يمثل الباطل الذي زهق. وآمل ألا ننتظر منه هو بدوره خطابين آخرين قبل أن "يزرتي".
أرى أنه عليه أن "يزرتي" هو وجماعته من الآن. والشعب سيختار من يحقق أهداف ثورته.فالبلد لا يعدم الرجال. وهو لا يمكن أن يكون على وضع يجعله بحاجة إلى توزير وتسفير جل أفراد نفس الأسرة التي ليس لها ما يمكن أن تفخر به في خدمة البلد في الماضيين البعيد والقريب. وليكن واثقا أن من سيسهر على تحقيق أهداف الثورة لن يكون جلهم ممن يتهمهم بالخطاب المزدوج أعني الإسلاميين الذين يقصدهم هو وأمثاله بهذه الإشارات الاستئصالية الباحثه عن أكباش فداء ليخفوا أجندتهم تماما كما فعل ابن علي خلال الانتخابات التي نجح هو فيها بتزييف بين للعيان بل وترأس مجلس نواب دورة يعلم باعترافه أنها كانت مزيفة بصورة شبه نسقية. ولو كان الثوار فعلا قد قاموا بما ينبغي لكان مآله هو والرئيس مآل نظيرهما في ثورة مصر.

لا أحد ممن يؤمن بمصلحة تونس وأهداف الثورة يمكن أن يقبل بنفس اللعبة التي تجعل البلاد تكرر نفس الخطأ فتعيش عقدين آخرين بكذبة التخويف من الإسلاميين تأسيسا للدكتاتورية الفعلية لخونة قيم اليسار وخدم المافيات على أساس الترهيب بالدكتاتورية الافتراضية التي يتهمون بها الإسلاميون في حالة وصولهم إلى الحكم. ومأساتهم الحالية هي أن الغرب نفسه لم يعد يصدق هذه الخرافة. والرجل لو كان صادقا على الأقل في آخر حياته حتى يقابل ربه الذي أكثر من ذكره في خطابه بالقول الصادق لاعترف أنه الوحيد الذي يصف الأحداث وصفا دينيا: فهو قد بدأ خطابه بلغة دينية تتحدث عن مجيء الحق وزهوق الباطل. ولا أحد يجهل أن هذه ليست لغة يمكن أن يصف بها السياسي أوضاع البلاد بل هي لغة فرق دينية قروسطية توظف الدين رغم إدمانها على اتهام غيرها بتوظيفه.

ما من ثورة إلا وفيها بعض التجاوزات. لكن التجاوزات الشبابية ليست بالخطر الذي يمكن أن يجعل الثورة تحيد عن مسارها لو لم يكن أعداؤها الذي يحكمون البلد يتربصون بها حتى يفشلوها. فالحكومة التي تدعي السعي لتحقيق أهداف الثورة تلجأ لمنهجيات ابن علي الإرهابية في التعامل الإعلامي والسياسي والأمني. لكن الشعب يقظ ولم يعد يقبل بالأمور التالية:
1-لم يعد يقبل بأن يقوده أحد ممن كان في خدمة النظام السابق لعقود سواء في حكوماته وخاصة السيادية منها
2-ولم يعد يسمع للنخب التي زينت الاستبداد والفساد ومنهم جل من احتل الحل والربط في الهيأة المشؤومة.
3-ولا يقبل أن ينتحب مجلس تأسيسي عديم الصلوحية لأن الهيئة نصبت نفسها مجلس نواب يغتصب السلطة التشريعية.
4-ولا يمكن أن يقبل إلا بمن له شرعية ثورية حصلت خلال العقود السابقة التي كان فيها هؤلاء يحكمون بالاستبداد والفساد

لكن كل من بيده مقاليد الدولة اليوم هم ممن اختاره ابن علي أو رئيس الحكومة الأولى والثانية وحافظ هو عليها بل هو دعمها بمن ترضى عنهم الأم الحنون فرنسا والأخت المصون إسرائيل. أما أشباه المبدعين المدمنين والمفكرين الخرفين الذين حاولوا إدخال البلاد في سجالات مآلها دفعها دفعا إلى الفتنة فإنها كانت من وسائل الاستفزاز لتحقيق بعض المظاهر مما يمكن أن يدعموا به حجاجهم في طلب السند الخارجي وتلك هي البروتاز الثانية التي "يعكل" عليها نظام ابن علي الذي استمعنا اليوم إلى خطابه الرابع والأخير.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة المضادة، القصبة3، إعتصام القصبة، الباجي قايد السبسي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 21-07-2011   www.alfalsafa.com

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
الهيثم زعفان، سلام الشماع، كريم فارق، د - محمد بنيعيش، د.محمد فتحي عبد العال، رافع القارصي، عبد الله الفقير، رضا الدبّابي، د. مصطفى يوسف اللداوي، بيلسان قيصر، مصطفي زهران، علي عبد العال، د- هاني ابوالفتوح، رافد العزاوي، د - صالح المازقي، محمد يحي، صلاح المختار، د. صلاح عودة الله ، يحيي البوليني، أشرف إبراهيم حجاج، عزيز العرباوي، خبَّاب بن مروان الحمد، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د. طارق عبد الحليم، د - محمد بن موسى الشريف ، يزيد بن الحسين، أ.د. مصطفى رجب، علي الكاش، عبد الرزاق قيراط ، ماهر عدنان قنديل، ياسين أحمد، تونسي، صباح الموسوي ، فتحي العابد، سعود السبعاني، صلاح الحريري، حاتم الصولي، محمد العيادي، عبد الله زيدان، سيد السباعي، أبو سمية، فتحي الزغل، أحمد الحباسي، محمود طرشوبي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، حميدة الطيلوش، محمد عمر غرس الله، د - شاكر الحوكي ، صفاء العربي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، وائل بنجدو، د - عادل رضا، مصطفى منيغ، إيمى الأشقر، د - المنجي الكعبي، فوزي مسعود ، نادية سعد، أحمد بن عبد المحسن العساف ، سامح لطف الله، طارق خفاجي، رشيد السيد أحمد، محمد علي العقربي، حسني إبراهيم عبد العظيم، الناصر الرقيق، مراد قميزة، رمضان حينوني، عبد الغني مزوز، ضحى عبد الرحمن، أنس الشابي، الهادي المثلوثي، حسن عثمان، أحمد ملحم، رحاب اسعد بيوض التميمي، د. أحمد محمد سليمان، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د. عبد الآله المالكي، د - مصطفى فهمي، منجي باكير، محمد شمام ، محمد الياسين، سليمان أحمد أبو ستة، محمد الطرابلسي، جاسم الرصيف، د- جابر قميحة، عراق المطيري، خالد الجاف ، محرر "بوابتي"، صالح النعامي ، طلال قسومي، د. عادل محمد عايش الأسطل، أحمد بوادي، عبد العزيز كحيل، عمار غيلوفي، د - الضاوي خوالدية، سامر أبو رمان ، د- محمود علي عريقات، محمود سلطان، أحمد النعيمي، إياد محمود حسين ، فتحـي قاره بيبـان، د- محمد رحال، عواطف منصور، سفيان عبد الكافي، مجدى داود، د. خالد الطراولي ، إسراء أبو رمان، المولدي اليوسفي، محمود فاروق سيد شعبان، د. أحمد بشير، كريم السليتي، سلوى المغربي، محمد اسعد بيوض التميمي، العادل السمعلي، المولدي الفرجاني، عمر غازي، فهمي شراب، صفاء العراقي، محمد أحمد عزوز، حسن الطرابلسي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة