محمد الرضا - العراق
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 5339 mohammed_99r@yahoo.com
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
قيل قديما الرجل المناسب في المكان المناسب هذه الكلمات الجميلة لم يعد لها مكان ألان أو تغيرت بشكل معكوس، فقد تطلق أحيانا من اجل الشعار أو المظهر الذي يخفي الرداءة والحقيقة المخفية.
فالكثير من الضوابط والقرارات البراقة تطلق في الفضاء المسموع ولكن للأسف لا تعكس الواقع بل تسخر لخدمة المصالح الشخصية، وتستعمل أسماء لها تاريخ مشرف أو عبارات المصلحة العامة والخدمة الوطنية للمجتمع، من اجل المحافظة على الحصة المقررة سلفا يتبعها تنازلات وترضيات شخصية من اجل المشاركة في الغنيمة، كل ما هنالك ثروة طائلة استولى عليها عدد محصور من الأفراد شاءت الظروف والصدف بإيجادها لهم وباسم الشعب استمروا قائمين عليها، ويمكن أن يكون هناك مبدأ ضمني أو مستتر بين الأطراف المسيطرة هو دعني استفيد لكي ادعك تستفيد، فالكل في مسلك واحد والنتيجة واحدة وأن تعددت صور الوسائل المختلفة، فحصة المستفيد باقية وثابتة فالكل شركاء في المال الشائع، والسند يضم عدد محصور من الأشخاص، والحصة غير مفروزة أو محددة ولكن يبقى السهم ثابتا، فالمنصب بات وكأنه غنيمة سياسية وليست مسؤولية لخدمة الأفراد، فهو حصة مقررة سلفا لجهة معينة.
من جراء هذا الأشكال القبلي هدرت الكثير من الكفاءات الحقيقة والفعلية وصعدت شخصيات لا قدرة لها على مسؤولية الإدارة واتخاذ القرار، تدير بذلك مؤسسات كبيرة اكبر من حجمها وحجم الجهة الداعمة لهم، حتى قد أصبحت الإدارات ركيكة لا تعرف كيف تبدأ وين ستنتهي، فالشخص الواحد يتنقل من أدارة مهمة إلى أهم دون أي اختصاص معروف يدير الاختصاصات المختلفة ليس لدية خبرة في اختصاص معين بل لديهم بدل ذلك خبرة وكفاءة خارقة في كل شيء، كحصتهم المشاعة في كل الأوقات.
من أفضع وسائل هدم المجتمع هي الإدارات غير الصحيحة لمجموع فئات المجتمع، وتهميش الاختصاصات العلمية والكفاءات الإنسانية وسد الطرق أمام إبداعات هذه النخبة التي لا غنا عنها في كل امة تسير في طرق الحداثة والرقي بالإنسان.
أما الواقع وما يزال كذلك هو سيطرة ملكية المنصب والحصة الثابتة لعدد محصور من الاتجاهات لا تسمح ألا للشخصيات الانتهازية و المتزلفة والخاضعة للأوامر في حصولها على مراكز مهمة تسيطر على عدد غير قليل من الأفراد والخدمات العامة والأموال غير المحصورة ، وبطبيعة الحال من اتخذ وسائل الحيل والغش والعصبية القبلية والحزبية لا يمكنه تقديم الجديد والنافع ألا إلى من سانده وآزره في محنته للوصول ونيل المكانة المتنفذة في المجتمع.
للأسف الشديد هذا ما يحصل بالفعل فبعد مرور عده أعوام على تغير الإحداث وانقلابها ومرور صور عديدة في قسوتها وظروفها المختلفة التي تعلم وتنذر بالكثير ألا أن الطرق نفسها في الإدارة وفي الوصول إليها، والمستقبل يسير على ذلك فالأساس واحد والبناء مشابه لأساسه والركاكة لا تحمل البناء السليم وان كان المظهر أو الادعاءات براقة.
-------------
نشر من قبل في جريدة العراق اليوم
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: