البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

إلى الذين يستبعدون أن تقوم دولة الإسلام من جديد

كاتب المقال محمود صافي   
 المشاهدات: 6432



المبشرات بانتصار الإسلام وسيادته في العالم كله من المؤكدات القطعيات في الشريعة الغراء، سواء من آيات القرآن القاطعات أم من النصوص الصحيحة للسنة.

إلا إن نفرًا من المتصدرين للعمل الدعوي، والمحسوبين على الجهات الرسمية في بلادنا العربية والإسلامية، يقفون أمام الشباب المسلم حينما يتحدث عن هذه المبشرات، وينطلقون من موقف الهزيمة النفسية ويستغربون: كيف للأمة وهي بهذا الوضع أن تسود العالم وينتشر الدين في أوروبا وأمريكا؟

من أعجب ما يقوله هؤلاء الناس أنه لما كان من أساليب العرب التعبير بالشيء الكبير عن الشيء الصغير لبيان أهميته، وكذلك عن القليل بالكثير، يمكن حمل حديث بلوغ ملك الإسلام ما زوي للنبي - صلى الله عليه وسلم - من الأرض على اتساع الرقعة التي يملكها المسلمون، وقد حدث ذلك، فإن العرب في جزيرتهم المحدودة وصلوا بفضل الإسلام إلى أماكن شاسعة من الأرض، فوصلوا حدود الصين شرقًا والمحيط الأطلسي غربًا، لدرجة أن أحد خلفائهم في بغداد تحدى الغمامة في السماء وقال لها: في أي مكان ينزل ماؤك سيأتيني خراجك.

ويستمر القوم في حديثهم الانهزامي بأن الأمر له جانب معنوي، فإن الدين قد وصل العلم به والإفادة منه إلى أقاصي البلاد من كل ناحية، وله دراسات في كل الجامعات، وكل الحضارات قد قبست منه، كما أنه ظاهر على كل الأديان التي ليست لها دعامة من حجة أو مبادئ تستطيع بها مواجهته، وإذا كان في بعض الدول غير الإسلامية قوة، فإن قوتها ليست بسبب أديانها فبينها وبين الأديان فجوة كبيرة أو عداء شديد، وبخاصة في مجال التطبيق في الحياة.

ويتساءل القوم في عدم فهم للنصوص الصحيحة: إذا كان القرآن الكريم قد أخبر عن ذي القرنين بأنه بلغ مطلع الشمس ومغربها، ومكن اللَّـه له في الأرض، فهل معنى ذلك أنه بلغ اليابان شرقًا وأمريكا غربًا؟ ويقطعون بأن المراد من الحديث هو بيان سعة سلطان الدين، والسعة أمر نسبي أو مقولة بالتشكيك تصدق بالقليل والكثير.

ويضيف القوم أن الفتح لا يتحتم أن يكون بالسيف، فقد انتشر الإسلام بوسائل أخرى ووجدت له جاليات في أكثر البلاد من العالم القديم والعالم الجديد.

ولهؤلاء المتمشيخين المنهزمين نقول: لو أنكم كنتم مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أثناء غزوة الخندق, والمسلمون في خوف وجوع وشدة لا يعلمها إلا الله، وأعداؤهم قد أحاطوا بهم يريدون اقتلاعهم، ويهود المدينة يتآمرون عليهم، هل كنتم ستصدقون الصادق المصدوق - صلى الله عليه وسلم - وهو يضرب الصخرة ويقول: الله أكبر فتحت فارس ويبشر سراقة بسواري كسرى؟
وإذا كان فتح فارس والروم قد تحقق رغم تلك الشدة، فهل لم يعد الإسلام دين الله الخالد؟ وهل انتهى الجهاد؟ وهل انتهى اليقين بنصر الله؟

فلم عدم التصديق أن الإسلام سيدخل كل مكان؟ هل تستبعدون أن يدخل الإسلام واشنطن ونيويورك زنيو أورليانز وفلوريدا ومتشجان؟ أم لا تصدقون أنه سيدخل باريس ومارسيليا؟ أم تستنكفون أن يفتح لندن وموسكو وبون وروما؟

هل تخرجنكم ترساناتهم النووية وجيوشهم الجرارة عن اليقين بدينكم وبنصر الله فتذهبون للتأويلات المهزومة؟ وإذا كان هذا قد وقع في نفوسكم فنحن ندعوكم لإعادة قراءة التاريخ ومعرفة كيف فتح المسلمون القسطنطينية والأندلس.

كيف تقرءون قول الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [التوبة:33]، ولعلمكم فإن هذه الآية قد تكررت في سورتي التوبة وفي الصف، أي أن هناك تأكيد إلهي غير قابل للشك أن هذا الدين سيظهر على كل الأديان والفلسفات والنظريات.

وإذا كان المهزومون من الأمة يغترون بما في أيدي أعدائها من القوة ويخافون منها، فإن الله سبحانه يقول: {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [الصف: 8].

فالفرس والروم والأمريكان واليهود والصليبيون في محاولاتهم لإطفاء نور الإسلام، كالذي يحاول أن يطفئ الشمس بنفخة من فيه، كأنما يحسبها شمعة ضئيلة من شموع البشر، لن ينجحوا في مسعاهم، مهما بلغت قوتهم.

وهناك بشرى أخرى منه سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ} [الأنفال: 36].

وإذا كان هؤلاء القوم المهزومون سيردون على النصوص القرآنية السابقة قائلين: إن ما بها من بشرى تحقق فعلاً في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفي عهد الصحابة والتابعين، وفي عصور قوة المسلمين، ولن يتحقق المزيد لأن الأمة لن تستطيع أن تقوى في وجه أعدائها، إذا قالوا ذلك سنقول لهم: وماذا تفعلون بهذه الأحاديث الواضحة المفصلة:
فقد روى مسلم في صحيحه عن ثوبان أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "(إن الله زوى لي الأرض - أي جمعها وضمها - فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها...) الحديث.

وإذا كانت دولة الإسلام في عنفوان فتوحاتها قد اتسعت إلا إنها لم تضم المشارق والمغارب، ونحن في انتظار تحقق هذه البشرى.

كما روى ابن حبان في صحيحه: (ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين، بعز عزيز، أو بذل ذليل، عزًّا يعز الله به الإسلام، وذلاًّ يذل الله به الكفر).

فهذا نص واضح في دخول الإسلام كل بيت، وهو لم يحدث من قبل، ونحن في انتظار تحقق هذه البشرى أيضًا.

وروى أحمد والدارمي وابن أبي شيبة والحاكم وصححه ووافقه الذهبي، عن أبي قبيل قال: (كنا عند عبد الله بن عمرو بن العاص، وسئل: أي المدينتين تفتح أولاً: القسطنطينية أو روميَّة؟ فدعا عبد الله بصندوق له حَلَق قال: فأخرج منه كتابًا قال: فقال عبد الله: بينما نحن حول رسول الله - صلى الله عليه وسلم- نكتب، إذ سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: أي المدينتين تفتح أولاً: قسطنطينية أو رومية؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مدينة هرقل تفتح أولاً" يعني قسطنطينية). ذكره الألباني في الصحيحة برقم 4.

ونحن نقول لهؤلاء: لقد فتحت القسطنطينية، لكن هل فتحت روما؟ إن البشرى واضحة في فتحها، وهي حق قاطع ومؤكد ونحن في انتظاره، ونتمنى أن تفتح على يد شباب الإسلام المجاهد في هذا القرن، إن شاء الله.

ومعنى الحديث ظاهر وواضح في أن الإسلام سيعود إلى أوروبا مرة أخرى فاتحًا منتصرًا.

وروى النعمان بن بشير عن حذيفة: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكًا عاضًّا، فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكًا جبريًّا، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة) صححه الحافظ العراقي في كتابه: محجة القرب إلى محبة العرب وذكره الألباني في: الصحيحة برقم 5).

وكل ما ذكره الحديث النبوي قد تحقق باستثناء الخلافة الراشدة، أو الخلافة المؤسسة على منهاج النبوة بعد بقاء الملك الجبري، والملك العاض، وهو وعد بدولة الإسلام العظمى التي تحكمها هذه الخلافة الراشدة.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

الإسلام، الخلافة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 25-03-2011   http://www.shareah.com

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
إسراء أبو رمان، عبد الرزاق قيراط ، علي عبد العال، عراق المطيري، د. عبد الآله المالكي، د - محمد بنيعيش، محمد الطرابلسي، سلام الشماع، محمد عمر غرس الله، محمد علي العقربي، الهادي المثلوثي، رافع القارصي، محمود فاروق سيد شعبان، رافد العزاوي، إياد محمود حسين ، فتحي الزغل، د. صلاح عودة الله ، مجدى داود، صلاح المختار، المولدي الفرجاني، صفاء العربي، يزيد بن الحسين، أبو سمية، د - شاكر الحوكي ، د - مصطفى فهمي، تونسي، عبد الله الفقير، الهيثم زعفان، حسن الطرابلسي، د. عادل محمد عايش الأسطل، ياسين أحمد، وائل بنجدو، أنس الشابي، صالح النعامي ، د - عادل رضا، د - المنجي الكعبي، حسن عثمان، أشرف إبراهيم حجاج، سامر أبو رمان ، خالد الجاف ، أحمد ملحم، محمد شمام ، عمر غازي، سامح لطف الله، عزيز العرباوي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، كريم السليتي، د - صالح المازقي، د- هاني ابوالفتوح، حاتم الصولي، د. مصطفى يوسف اللداوي، د. خالد الطراولي ، فهمي شراب، د. كاظم عبد الحسين عباس ، محمد أحمد عزوز، سلوى المغربي، رشيد السيد أحمد، بيلسان قيصر، صباح الموسوي ، د. طارق عبد الحليم، سفيان عبد الكافي، سعود السبعاني، فتحي العابد، سيد السباعي، د.محمد فتحي عبد العال، رحاب اسعد بيوض التميمي، حسني إبراهيم عبد العظيم، د- محمد رحال، نادية سعد، محرر "بوابتي"، مراد قميزة، محمد الياسين، فوزي مسعود ، أحمد الحباسي، علي الكاش، مصطفى منيغ، كريم فارق، صفاء العراقي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، فتحـي قاره بيبـان، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، طلال قسومي، حميدة الطيلوش، صلاح الحريري، أحمد النعيمي، إيمى الأشقر، محمد العيادي، أ.د. مصطفى رجب، عبد الغني مزوز، ضحى عبد الرحمن، الناصر الرقيق، محمد اسعد بيوض التميمي، جاسم الرصيف، سليمان أحمد أبو ستة، منجي باكير، د - الضاوي خوالدية، د - محمد بن موسى الشريف ، ماهر عدنان قنديل، طارق خفاجي، محمود طرشوبي، عبد الله زيدان، خبَّاب بن مروان الحمد، د. ضرغام عبد الله الدباغ، محمد يحي، رضا الدبّابي، أحمد بوادي، مصطفي زهران، عمار غيلوفي، د. أحمد محمد سليمان، د- محمود علي عريقات، محمود سلطان، يحيي البوليني، عواطف منصور، رمضان حينوني، عبد العزيز كحيل، د. أحمد بشير، د- جابر قميحة، المولدي اليوسفي، العادل السمعلي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة