يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
أعلن قائد القوات الاميركية في العراق راي اوديرنو، أن الادارة الاميركية ستسحب اربعة آلاف جندي من العراق، مع نهاية الشهر الحالي، في عملية سحب القوات الاميركية من العراق، وارسالها الى افغانستان، وفي خطوة سابقة اعلنت القيادة الاميركية في العراق ايضا، سحب معدات عسكرية من العراق وارسالها الى افغانستان، مما يؤشر على هزيمة المشروع الاميركي، الذي جاء مع الغزو والاحتلال للعراق، والذي جاء على تدمير الدولة العراقية سياسيا واقتصاديا وعسكريا، وتمزيق النسيج الاجتماعي، ونهب ثروات البلاد، وممارسة القتل والتدمير والتشريد، سيبقى وصمة عار في جبين اميركا الامبريالية العدوانية، كعدوة للشعوب، رغم ادعاءاتها بالحرية والديمقراطية وتشدقها بحقوق الانسان.
افرز الغزو والاحتلال تمكين عملاء اميركا وايران، من العمل على تسيير مقاليد الدولة، في ظل حماية القوات الاميركية ومخابرات ملالي طهران، وتحويل الدولة العراقية الى اكثر دولة في العالم فسادا وفشلا، في الوقت الذي كانت فيه دولة مرهوبة الجانب، وتتصف بانها من اكثر الدول في القضاء على الفساد الاداري والمالي، وكانت مشاريعها التنموية والثقافية من ابرز المشاريع التحررية، كتأميم النفط، والقضاء على الامية، وديمومة التنمية البشرية والمادية في عموم انحاء القطر، وكان الجيب الكردي ينعم بالامن والاستقرار، الذي اصبح اليوم مرتعا للفساد والنفوذ الصهيوني.
لقد تمكنت المقاومة العراقية الباسلة من العمل على احباط المشروع الامبراطوري الاميركي، الذي كان يستهدف الوطن العربي من بوابة احتلال العراق، وتمكنت المقاومة العراقية ليس احباط المخطط الاميركي في العراق، بل العمل على حماية الوطن العربي، وخاصة سوريا، لان الاحتلال لو تمكن من تنفيذ اهدافه في العراق، لانتقل الى العمل على تفتيت الوطن العربي الى دويلات وكانتونات، تخدم الكيان الصهيوني في جعله سيد المنطقة، وفي تحالف مع قوى اقليمية اخرى تحت الرعاية الاميركية.
الولايات المتحدة التي أسرعت لاقتناص الزمن لتوطيد مشروعها الامبراطوري الامبريالي، في غياب اللاعبين الدوليين الآخرين، في ظل انهيار التعدد القطبي، قد جنت على طموحاتها، بفعل غباء سياستها، وتركت في نفوس دول العالم وشعوبه كراهية، لا تعادلها الا كراهية الكيان الصهيوني آخر معاقل الاستعمار في العالم.
فشل المشروع الامبراطوري الاميركي بفعل عمليات المقاومة العراقية الباسلة، يؤكد ان الخيار الوحيد امام شعوب العالم الصغيرة هو خيار المقاومة، القادرة على هزيمة كل الذين يستهدفون ثروات الشعوب وخيراتها وكرامتها، وان لا طريق يفضي الى تحقيق النصر والتحرير الا طريق المقاومة، وهو ما يجب ان يعيه العرب في فلسطين، وفي مقدمتهم ابناء فلسطين، ليعلموا ان اكبر خطر يهدد قضية فلسطين غياب الوحدة الوطنية بعد النفس القطري، الذي ابعد القضية عن بعدها القومي الجماهيري.
ان العرب كأمة يملكون كل الامكانيات والسبل لحماية بلادهم، من خلال فوهة البندقية لا غير، وخاصة ان دينهم يدعو ويؤكد على انه دين الجهاد، فمن تخلى عن المقاومة والجهاد تخلى عن واحدة من اعظم قيمه ودينه، وتخلى عن كرامته، وصيانة حدود بلاده، وحماية مستقبلهم.
لابد من العودة الى ثقافة المقاومة، والعمل على تثقيف المجتمع على الصمود، واستلهام تاريخ الامة الملئ بالعبر والدروس، التي قاتلت فيها الامة دفاعا ارضها وعرضها، وحققت الانتصارات تلوى الانتصارات، منذ بداية تكوينها مرورا بغزوات رسولها العظيم، التي فتحت آفاق التحرر والانعتاق من الشرذمة والذل والمهانة، فتكونت امة الرسالة من خلال الجهاد، الذي هو تطهير للنفس وللامة، وهو السبيل الوحيد الى طريق الوحدة والتحرير.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: