د -غالب الفريجات
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6988 dr_fraijat@yahoo.com
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
كثيرا ما تلجأ بعض الأطراف أو الجماعات إلى تعويم موقفها، أو أن تعلن أنها على مسافة واحدة ما بين المتنافسين، مما يعني أن هؤلاء بلا موقف، أو لا يملكون الرؤية على تحديد موقف، أوعدم الجرأة في اٍتخاذ قرار، وهو ما يؤشر على خلل في التفكير، وسذاجة في الطرح، أصيب بها أصحاب هذا القرار.
نحن في عملية صراع ما بين الخير والشر، وما بين الأبيض والأسود، وحتى ما بين الجميل والأجمل، وما بين الحسن والأحسن، وليس هناك موقف في المنطقة الرمادية، لأن هذا الموقف يحسب اٍنتهازية، يريد أن يمسك العصا من وسطها، فلا يريد أن يخسر الجميع، فهو مع الصالح والطالح في آن واحد.
الانسان موقف، والا كان اٍمّعة، ومن يقبل لنفسه أن يكون بلا موقف، أفضل له أن لا يعلن عنه، لأنها خسارة له من جميع الأطراف، فهو لا يستطيع أن يسجل موقفه في خندق أحد، ولن تكون لكلمته وزن عند أحد، فهل يقبل الانسان أن يكون بلا عنوان ؟، اٍذا كان بلا موقف، وهل يقبل الانسان أن يكون ضائعا تائها ؟، اٍن كان لا يملك رؤية تحديد أين يقف.
الكلمة موقف، وهي شجاعة تحسب لصاحبها، اٍن كانت تعبير عن اٍرادة، ومن لا يجرؤ أو لا يستطيع أن يحدد هجائية حروفها، فجدير به أن لا يتلفظ بها، وأن لا يجعل الآخرين يلوكونها، لأنها ستبقى في أفواههم يلوكون بها اٍلى يوم يبعثون.
كم كان جميلا يوم عبّر الشهيد بشجاعة أمام ملك الموت عن الموقف والفكر؟، وكم كانت مدوية عندما قالها في وجه العملاء والخونة ؟، وكم بقي موقفه الشجاع مدويا شق طريقه في عنان السماء، ويبقى خالدا ما بقيت الحياة على أديم الأرض.
وحدهم الذين يملكون الرؤيا، ووحدهم أصحاب الشجاعة في الموقف، ووحدهم الذين لا يداهنون ولا يسلكون طريق الانتهازيين، ومن يملك الجرأة على اٍعلان موقفه، ولا يخشى في الحق لومة لائم، هم وحدهم من نحتاج اليهم في هذه الأيام، التي تمتلئ علينا بثعالبها.
خسارة أن يفقد البعض البوصلة، بسبب عمى البصر والبصيرة، أو بسبب الشخصنة وسوء الفهم والتقدير، فلا يليق بمن يدعي أنه يرتكز على فكر يعبر عن تطلعات يعشقها كل الناس، أن ينحدر الى مواقف لا تليق، فالذين نحبهم ونعشقهم واٍن اٍختلفنا معهم، لا نقبل أن تنحرف بوصلتهم عن جادة الصواب.
نحن نحب كل الناس، ولكن هذا الحب لا يمنعنا أن نحدد موقفنا، مع من نتفق، ومع من نختلف، لأننا ملتزمون أن نكون أصحاب موقف، فمن لا موقف له لا ضرورة لوجوده.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: