يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
كل المشبوهين والعملاء والخونة كانوا ينتقدون النظام الشمولي ، الذي يعتمد على حكم الحزب الواحد، وكل الاعلام الامبريالي الصهيوني، كان موظفا للهجوم على التجارب الوطنية والقومية واليسارية التي في سدة الحكم، من الاتحاد السوفييتي ودول اوروبا الشرقية وكوبا، وحتى سوريا والعراق، على الرغم مما تتمتع بها هذه التجارب من غنى في التجربة السياسية، وعلى الرغم مما قدمته من انجازات سياسية واقتصادية واجتماعية، وفي مواجهة الامبريالية والصهيونية، وعندما انهارت في معظمها بفعل التدخلات الامبريالية المعادية ضاعت كل هذه الانجازات، وخسرت الشعوب الكثير مما حققته من انجازات.
الامبريالية كانت اكثر شراسة في العداء لهذه التجارب، تحت غطاء الديمقراطية، من خلال صناديق الاقتراع، التي تتيح لها التدخل في الشؤون الداخلية لهذه الدول، على الرغم ان الديمقراطية الغربية عموما سواء في اوروبا أو اميركا، تقف دوما ضد تطلعات الشعوب وتحررها، وهي لا تتحدث عن الديمقراطية الا من خلال ما يخدم مصالحها الاستعمارية، وهي دوما معادية، فالتاريخ الاوروبي الاستعماري زاخر بعدوانيته لدول العالم الثالث، حتى جاءت الادارة الاميركية في الولايات المتحدة، وسارت على نفس الطريق في العداء، والوقوف في طريق حركات تحرر شعوب العالم، والتخندق في الخندق الصهيوني.
في الوطن العربي تاجرت اوروبا واميركا بالديمقراطية علينا، فأصابتنا في وحدتنا من خلال سايكس بيكو، عندما اقدمت على تقسيم الوطن العربي الى كانتونات باسم دول لتتقاسمها، وغرست في قلب الوطن العربي عدوانا استيطانيا يسمى " اسرائيل "، في ابشع جريمة عرفها التاريخ، ثم في مطلع القرن الحادي والعشرين، والعالم يتطلع لانهاء آخر معقل للاستعمار في فلسطين المحتلة، قامت الولايات المتحدة الديمقراطية بغزو العراق واحتلاله، والعمل على تدمير كل الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية فيه، بدعاوي الديمقراطية، ديمقراطية القتل والنهب والتشريد، على منوال ديمقراطية الاغتصاب الصهيوني.
وحدها تجربة الملالي في طهران، رغم انها من ذات سمات الحزب الشمولي، ولعبة الاقتراع فيما بين رموز النظام السياسي الواحد، لم يوجه الغرب لها اي انتقاد، ولم يعترض احد على هذا النوع من التجارب، مما يثير الكثير من التساؤلات، هل لان حكم الملالي في جوهره يسير على خطى الامبريالية والصهيونية، رغم الضجيج الاعلامي في معاداتهما، والقاء القنابل الدخانية في وجه اوروبا واميركا، مع ممارسة العدوان والتدخلات السافرة في الشؤون الداخلية العربية، ومشاركة الغرب الامبريالي في تحقيق اهداف عدوانيته في افغانستان والعراق.
تجربة الملالي في لعبة الاقتراع لا تختلف عن تجارب الاحزاب الشمولية الأخرى، سواء في الاتحاد السوفييتي سابقا ودول اوروبا الشرقية، او في وكوبا وسوريا، والعراق سابقا، ولكن الجوهر هو الذي يختلف، فالاولى معادية جذريا للاستعمار والصهيونية، وتجربة الملالي معاداة صورية، الهدف منها تمرير تدخلاتها وعدوانيتها في الوطن العربي، ولهذا لم تجد عداء من اوروبا واميركا الا من خلال ذر الرماد في العيون، فهل يعقل ان ايران الملالي تسهل لاوروبا واميركا احتلال افغانستان، وتشارك اميركا في احتلال العراق ؟، انها في الخندق المعادي للمبريالية الاميركية وربيبتها " اسرائيل ".
في ايران لايختلف فريق الاصلاحيين عن فريق المتشددين، فمن يدلنا على اي خلاف فيما بين احمدي نجاد وخاتمي الا في الشكل والهندام، فالاهداف واحدة، والتطلعات واحدة، والتوجيه من المرشد الأعلى واحد، والمرشد هو خامئيني في الحالتين، فأين هو وجه الخلاف في لعبة تبادل الكراسي داخل الحزب الواحد ؟.
ملالي ايران في وجودهم في السلطة، وممارساتهم لعبة الديمقراطية داخل ايران، وممارسة القمع للشعوب غير الفارسية داخل ايران، وعدوانيتهم ضد العرب والمسلمين، على نفس الطريق، الذي يسير عليه الاستعمار الاوروبي الاميركي الصهيوني، يتلخص في العداء للعرب، وقبر تطلعاتهم التحررية والوحدوية، وكما هي اكذوبة الديمقراطية الاوروبية والاميركية مع شعوب الارض، هي اكذوبة ديمقراطية ملالي الفرس مع الشعوب الايرانية، وعلى المفتونين في تجربة الملالي قراءة دستور ايران جيدا، ليرى مدى ما فيه من ظلم وغبن واجحاف في حق شعوب ايران، لصالح الأقلية الفارسية.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:
أي رد لا يمثل إلا رأي قائله, ولا يلزم موقع بوابتي في شيئ
18-06-2009 / 12:09:04 فينيق
عندما يجعلنا الحقد الطائفي .. نزور الحقائق
السيد غالب فرحات .. السلام عليكم
١ - ماهو الغنى في التجارب الوطنية ،و القوميّة ، و اليساريّة .. اذا لم تعرف كيف تطوّر الية العمل في البلدان التي حكمتها .. و كيف تستطيع قوى الامبرياليّة ان تجعل هذه التجارب تنهار .. لولا انّها كانت تحمل بذور انهيارها في مرحلة نهوضها .. و انّ التجارب اثبتت انّ هذه التجارب جلبت الويلات على الشعوب العربيّة .. منذ تجربة طيب الذكر جمال عبد الناصر .. و حتى آخر تجربة للمرحوم صدّام حسين ... مرورا بتجارب الجزائر و وقوفا عند تجربة " الامام معمّر القذافي " .. ناهيك عن كوبا .. و انهيار النظام الشمولي السوفييتي .. و حصار كوبا على مدى حكم كاسترو " ٥٠ عام " !!!
٢ - بماذا تفسّر هذه الحرب الكونية على المشروع النووي الايراني " ذر الرماد في العيون " .. ثم ما هذه الديمقراطيّة في بلد اسلامي على ادعائه " بغض النظر عن مذهبه "
٣ - لماذا عندما خرجت هذه الهجمة الشعواء على النظام الايراني .. و لما خرجت الأصوات تطالب بعدم حرف المسار عن العدو الصهيوني .. خرجت كتابات تربط بين " الصهيونيّة " و ايران على شاكلة ما تفضلت به ؟؟؟ و هل هذه حرتقة فنيّة دأب عليها كتبتنا العرب ...
٤ - و حتى لا نزوّر الحقائق .. فإنّ هناك فرق في ايران .. بين " احمدي نجاد " و خاتمي ، و رفسنجاني .. ففي حين أن الأول هو ابن طبقة متوسطة شعبيّة .. فإنّ الآخرين .. هما من " بقايا الاقطاع الشهنشاهي " و هم عادوا الى ايران من اوربا
على شاكلة من عاد الى العراق " على ظهور عربات تحميل البغال الأمريكيّة " و ان اختلفت الطريقة .. فإنّ الافكار لا تختلف ..فهؤلاء ، و هؤلاء تشبعوا فعلا بأفكار الليبراليّة .. و ان كان لهم " لحى كالمالكلي " و عمائم " كالخاتمي "
٦ - في ايران أقليّة فارسيّة .. ما هذه الهرطقة .. هل المذهب له علاقة بالجنسيّة
ثم ماهذه البدعة " الشعوب " !!!!! ثم " غير الفارسيّة ..ثمّ " شعوب ايران " اتق الله يا رجل .. انت تكتب في موقع بوابتي .. و من يقرافي هذا الموقع يفهم تماما
ما يقرا ... هذه بوابتي يا عم غالب
18-06-2009 / 12:09:04 فينيق