يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
عدوانية الكيان الصهيوني لم تبدأ وتنتهي عند تصويت الكنيست الصهيوني على اعتبار الأردن وطنا بديلا للفلسطينيين، واشتراك كافة الكتل الصهيونية بالتصويت، بل العدوانية بدأت منذ بداية التحرك الصهيوني، لقيام الدولة الصهيونية في فلسطين بمؤتمر بال في سويسرا، مرورا بوعد بلفور، وتسهيل الهجرة وإغتصاب الأرض، وتشريد الشعب، والاعلان عن قيام الدولة المسخ حتى يومنا هذا، والعدوانية المستمرة على البلدان العربية.
التعامل مع الكيان الصهيوني لا يمكن أن يكون عبر الإتفاقيات المسماة زورا وبهتانا إتفاقيات السلام، وهو يغتصب (78%) من أرض فلسطين التاريخية، ولا بديل عن تحرير كامل فلسطين، والايمان القطعي بأن فلسطين عربية من البحر الى النهر، ولن ينهي الصراع العربي الصهيوني قيام كيان فلسطيني هزيل الى جانب الدولة "الاسرائيلية "، لأن الصراع ما بين العرب والصهيونية صراع وجود لا صراع حدود.
الكيان الصهيوني سرطان زرع في جسم الأمة العربية، وهو إعتداء على التاريخ والجغرافيا والانسان، وهو نوع متقدم من الإستعمار، لأنه عدواني إستيطاني توسعي، والأهداف الصهيونية واضحة وضوح الشمس على العلم الصهيوني بالخطين الأزرقين، اللذان يعنيان حدودك يا " اسرائيل " من النيل الى الفرات.
الكيان الصهيوني دائم التآمر على الأمة العربية والوطن العربي، لأن في مقدمة أهدافه، وخدمة لبقائه، أن يكون الوطن العربي مفتتا ومجزأ، حتى تسهل عليه السيطرة وممارسة النفوذ، ولهذا فان أشد أعدائه يكمن في الوحدة العربية، أو الاتحاد، أو أي نوع من التضامن العربي، بحيث تكون العلاقات العربية العربية مقدسة، ولها الأولوية على أي نوع من العلاقات مع الآخر، أيا كان هذا الآخر.
الكيان الصهيوني استطاع اختراق الجبهة الداخلية العربية، واللعب بها بما يخدم أهدافه، وتحقيق طموحاته، بفضل سياسة الخنوع والذل والهوان، التي تتصف بها السياسات القطرية للبلدان العربية، والتي أخذت على عاتقها تقديم مصالح نظامها السياسي على حساب المصالح الوطنية والقومية.
فلسطين ضاعت ليس بالاستعمار وحده، ولا بقوة الصهيونية، بل بالتخاذل العربي الرسمي، وكذلك العراق، فلولا التآمر العربي الرسمي وايران، لما تمكنت أميركا من غزو العراق وإحتلاله، فاذا كانت القيادة الوطنية العراقية ذكية جدا، لتهيئتها لقيام مقاومة شرسة، أفشلت المشروع الامبراطوري الاميركي والصهيوني والطائفي، فمن يحمي بلادنا العربية من طموحات الكيان الصهيوني ؟، في ظل الوضع المتردي الذي تعيشه.
علينا أن نربي أجيالنا على أنّ فلسطين عربية من البحر الى النهر، وأنّ نعمل على توفير كل أسباب المقاومة والتحرير، لأنه لا بديل عن الممانعة والمقاومة، بدلا من النوم على فرش التسوية الخادع مع الكيان الصهيوني الغاصب.
ستبقى فلسطين وطنا عربيا مهما طال أمد الاحتلال، وسيبقى الأردن وطنا عزيزا على جميع أبناء الامة العربية، لأنه جزء من الوطن العربي، وشعبه جزء من الشعب العربي، ولا يمكن التفريط بذرة تراب واحدة من فلسطين او أي أرض عربية، وعلى الأردن شعبا ونظاما أن يكونا في حذر من الألاعيب الصهيونية، وأن يسارع النظام الى فك إرتباطه وعلاقاته مع الكيان الصهيوني، وأن تتخلى أجهزة النظام الرسمية عن سياسة الإقصاء، ومعاداة الأصوات الوطنية الشريفة، لخدمة أعداء الأمة، لأن هذه الأصوات في خندق الدفاع عن الوطن والأمة، أيا كانت الممارسات الرسمية في حقها، فهي لا تساوم على الوطن، كما فعلت جرذان ما يسمى بالمعارضة العراقية، التي ركبت الدبابة الاميركية لتدمير العراق وإحتلاله.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: