مليارات الدولارات على الورق وما زالت غزة في العراء
د - غالب الفريجات المشاهدات: 10406
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
أكثر من سبعة مليارات دولار من الدول المانحة العربية والدولية، لاعادة الاعمار في غزة، بعد التدمير الهائل، الذي أصاب بيوت وممتلكات المواطنين الفلسطينيين، بسبب العدوان الصهيوني الهمجي، الذي أتى على الشجر والحجر، ودمر الانسان الفلسطيني في قطاع غزة وحياته، مئات بل آلاف الغارات الجوية، ومدافع الدبابات، كانت في مواجهة شعب أعزل من الكيان الغاصب، الذي يعيش على أوهام الحقوق التاريخية، على حساب أصحاب الحق الشرعيين، أمام نظر العالم وأكاذيب الديمقراطية الغربية والصهيونية، تنتهك حقوق الانسان، وتدمر أبسط مقومات حياته، وأمام عجز عربي رسمي حد الذل والهوان، وانقسام فلسطيني فاضح حد التآمر .
ثلاثة أشهر مرّت على انتهاء العدوان الصهيوني، ومازال أهل غزة يعيشون في العراء، مع كل قاذورات الطبيعة وحشرات البيئة، وقضية اعادة الاعمار تراوح مكانها، حتى يلتئم شمل المتفاوضين في القاهرة من الفصائل الفلسطينية، التي تختلف على مسؤولية اعادة الاعمار بيد من، لان التلاعب بالمال، والتكسب من وراء محن الناس ومعاناتهم، اهم بكثير لدى الساسة، مما يواجهه الفلسطيني الغزاوي في العراء .
فلسطين اختزلت في حماس وفتح، وشعبها أصبح رهينة لدى فصائل، نسيت قضية شعب، تنتهك حقوقه في كل يوم، وقادة يعيشون في رفاهية، وساسة يمارسون العهر السياسي في فنادق الخمسة نجوم، ومعاناة الناس آخر ما يعني هؤلاء المتكسبين، من طواقم المفاوضات في القاهرة، وآخرون ينظّرون من دمشق، ويلوحون بالنصر في أحضان المالكي في المنطقة الخضراء في بغداد المحتلة، أوفي أحضان خامئيني بطل الصمود الفلسطيني في طهران، ولا يلتفتون للطفولة المهدورة، ولا للشيخوخة المتعبة، ولا للمرأة التي تنوء بأعباء الاحتلال على أرض فلسطين، وفي قلب القطاع الغزاوي، الذي تعيش فيه الجثث اللحمية من الناس، في اكداس فوق بعضهم البعض، وهاهي ملقاة في العراء، الا من خيم بالية، لا تصد ريحا، ولا تقي من مطر، ولا تدفع بناموس او ذباب خارج أسوارها المتهالكة على نفسها .
شعب فلسطين يستحق الحياة بكرامة على أرض فلسطين كل فلسطين، ولا يحق للغرباء عنه من شراذم اليهود، ولا من مرتزقة السياسة، ومتكسبي النضال، ان تتلاعب في حاضره ومستقبل قضيته، وشعب فلسطين عصي على الانحاء والركوع، وقد قدّم الكثير من التضحيات، وهو على استعداد أن يقدم الكثير، عندما تكون قضيته بيد أمينة، فالمماحكات بين الفصائل ليست لصالح عموم ابناء فلسطين، والعنتريات مكانها ليس في المفاوضات بين الفصائل، ولا على شاشات الفضائيات، فالمواطنون من ابناء فلسطين يريدون وحدة وطنية، تدعمها وحدة موقف عربي، حتى تقف بقوة الى جانب الحق الفلسطيني .
عيب كل العيب ان يختلف االساسة على نقطة هنا أو فاصلة هناك، والناس تتضور جوعا، وترتعد من البرد، وتعاني من تلوث البيئة، وقسوة الحياة، فاهل فلسطين تناشد كل الفصائل، ان ترتفع الى مستوى معاناتهم، وان يكونوا في مستوى الادعاء بتمثيلهم .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: